بغداد – طريق الشعب
في ابشع الجرائم الارهابية التي استهدفت المواطنين الآمنين خلال رمضان 2016، أحيى اهالي الكرادة الذكرى السنوية الثانية لشهداء انفجار مجمع الليث في منطقة الكرادة وسط بغداد.
مرت امس الثلاثاء، الذكرى الثانية، للجريمة الارهابية الكبيرة، التي نفذها تنظيم داعش في حي الكرادة، وسط بغداد، والتي خلفت مئات الشهداء والجرحى، وتسببت في جرح عميق لذويهم، ولاقت تضامنا عراقيا وطنيا وعربيا ودوليا، مع ضحايا الجريمة الذين قضوا في الثالث من تموز 2016، داخل مجمعين تسويقيين كبيرين وسط الحي البغدادي الشهير.
وفي تقرير نشرته وكالة "السومرية نيوز"، في المناسبة الاليمة، طالب عدد من المواطنين الحكومة بـ"التعويض المادي لجميع عوائل الشهداء واعادة فتح التحقيق في هذه الجريمة البشعة والقاء القبض على الجناة".
ولغاية الان مازلت هناك عوائل لا تعلم بمصير ابنائها ولم تتسلم اي جثة او شيء يعود الى من فقد بالتفجير.
وقائع التفجير
وادى هذا التفجير الذي وقع يوم الأحد الموافق الثالث من تموز عام 2016، الى استشهاد أكثر من 324 شخصا وجرح 250 آخرين.
وأعلن تنظيم داعش انذاك مسؤوليته عن التفجير الانتحاري الذ تم بواسطة سيارة نقل معبأة بمواد ناسفة .
ردود فعل
ردود الأفعال كانت غاضبة من الشعب العراقي خصوصاً بعد حضور رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى مكان الحادث في منطقة الكرادة الشرقية، ولقد أعلن العبادي الحداد في البلاد لمدة ثلاثة أيام.
وأعرب الكثير من العراقيين عن انزعاجهم واستيائهم للقتل الجماعي لسكان حي الكرادة، وابدى أهالي بغداد، استغرابهم من كمية المتفجرات ونوع المواد الحارقة التي استخدمت في حرق المباني بهذه الطريقة التي تبين مدى فظاعة الجرم، حيث يعتبر الحدث واحدا من الاعمال الانتحارية الأكثر تدميرا التي عصفت بالبلاد منذ غزو العراق عام 2003.
انفجار السيارة تسبب بنار وجحيم غير اعتيادي، إذ ان معظم الشهداء ماتوا اختناقا أو حرقا، حيث انتشر الحريق في البداية بسرعة بين اثنين من مراكز التسوق والمحلات التجارية القريبة في الكرادة الشرقية، ولقد أودى الحريق بحياة جمع كبير من المدنيين ومن بينهم نساء وأطفال.
وقتها ذكرت مصادر، ان أكثر من 150 جثة، احترقت بالكامل، لدرجة صعب التعرف على ذويها، ولجأت العديد من الأسر إلى جهات طبية لأجل أخذ عينات الحمض النووي DNA للضحايا، وكذلك للمطالبة بجثث ذويهم، وكانت التحقيقات الأولية التي قامت بها الحكومة العراقية غامضة.
اسئلة محيرة
وغادر أسر وعوائل ضحايا التفجير مع العديد من الأسئلة المحيرة منها:
ما هو نوع ومصدر هذه المواد القابلة للاشتعال التي تستخدمها قوات داعش؟
كيف يمكن ان تمر السيارة المحملة بهذه المواد داخل بغداد، وكيف يمكن أن تمر دون أذن في المرور أو الحصول على موافقة من الرقابة او الشرطة في الموقع؟
هل الحكومة على بينة من نوع الأسلحة التي في حوزة تنظيم داعش؟ والتي يمكن أن تستخدم في العمليات المستقبلية في العراق؟ وما الذي تقوم به الحكومة لحماية مواطنيها من هجمات مماثلة من داعش؟
من هو المسؤول عن هذه المأساة؟
ردود افعال دولية
السعودية: قدم السفير السعودي السابق في بغداد ثامر السبهان العزاء للعراقيين بضحايا التفجيرات الدامية في حي الكرادة بالعاصمة العراقية بغداد.
البحرين: أدانت مملكة البحرين التفجير الإرهابي الذي استهدف حي الكرادة في مدينة بغداد مما أسفر عن مقتل وجرح العشرات من الضحايا.
الأردن: استنكر الأردن، التفجير الذي شهدته منطقة الكرادة وأسفر عن مقتل واصابة المئات من الأشخاص، وفيما دعا العراقيين إلى التكاتف، أكد وقوفه إلى جانب العراق "في كل الظروف والأحوال".
مصر: دانت دار الإفتاء المصرية الحادث الإرهابي الأثيم الذي وقع في حي الكرادة وسط العاصمة العراقية بغداد، والذى راح ضحيته المئات.
الولايات المتحدة: دانت الولايات المتحدة الأمريكية التفجير الانتحاري الذي استهدف منطقة الكرادة وسط بغداد، واصفة إياه بانه أحد "الطرق الجبانة" التي يتبعها تنظيم "داعش"، فيما جددت التزامها بدعم العراق في حربه ضد داعش.
فرنسا: دانت فرنسا الهجومين الإرهابيين اللذين وقعا في منطقتى الكرادة والشعب في وسط وشمال العاصمة العراقية بغداد، وأسفرا عن مقتل واصابة المئات.
إيران: أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، بشدة التفجيرين اللذين وقعا في ساعة مبكرة، صباح الأحد، في بغداد.
تركيا: أدانت وزارة الخارجية التركية، بشدة، التفجير الذي وقع في منطقة الكرادة وسط العاصمة العراقية بغداد، وتسبب في مقتل واصابة اكثر من 500 شخص.
الأمم المتحدة: أعلنت بعثة الأمم المتحدة في العراق على لسان رئيسها يان كوبيتش إدانتها للتفجيرات، وذكرت إن هذا العمل الجبان والشنيع ذو أبعاد لم يسبق لها مثيل، لاستهداف المدنيين المسالمين في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، بما في ذلك المتسوقين استعدادا لعطلة عيد الفطر.
روسيا: أدان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشدة التفجير الإرهابي الذي تعرضت له بغداد في حي الكرادة وأعلن عن استعداد بلاده للتعاون مع العراق في حربه ضد الإرهاب.
المغرب: أعرب المغرب عن استنكاره وإدانته الشديدة ، للتفجير الإرهابي الذي وقع في حي الكرادة، وسط العاصمة العراقية بغداد.
هولندا: رفع ملك هولندا العلم العراقي في ساحة الدم وسط امستردام تضامناً مع شهداء منطقة الكرادة.
الاتحاد الأوروبي: أدان الاتحاد الأوروبي التفجير الإرهابي الذي تعرضت له العاصمة العراقية بغداد في حي الكرادة وأعلن عن تضامنه مع الشعب العراقي.