شهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، تحشيدا واسعا لتنظيم تظاهرات كبيرة تحيي الذكرى السنوية الأولى على انطلاقة الانتفاضة الشعبية. وجاء التحشيد ايضا، خلال التظاهرات القطاعية والمطلبية التي استمرت طيلة الأشهر الماضية، تأكيدا على عدد تحقيق المطالب الرئيسة واستمرار الاغتيالات والفساد وتفاقم أزمة البطالة بين الخريجين والعاطلين.

انتفاضة مستمرة

يقول المتظاهر، قصي الزهيري لـ”طريق الشعب”، إن “الاستياء الشعبي بلغ ذروته تجاه الفشل والفساد المستمر ونجاة القتلة من المحاسبة بعد عام كامل على انطلاقة الانتفاضة”. ويشير الزهيري وهو من متظاهري بغداد، الى أن “أسباب التظاهر ما زالت هي نفسها بل تفاقمت أكثر، حيث أن التظاهرات المركزية للانتفاضة لم تهدأ قليلا إلا بسبب جائحة كورونا التي عصفت بالعالم بينما بقيت التظاهرات القطاعية مستمرة في موازاتها وأكدت أن الانتفاضة مستمرة واخذت اشكالا احتجاجية متعددة”، مبينا ان “أي شيء مهم لم يتحقق للمنتفضين، فالقتلة لم تتم محاسبتهم مطلقا رغم وعود الحكومة بذلك، بينما بقيت المحاصصة الطائفية تلعب دورها المعهود في تشكيل الحكومة وتوزيع المناصب الخاصة والاستمرار بتدمير البلد”. ويؤكد المتظاهر، على أن “المتظاهرين الان يستعدون لتنظيم فعاليات احتجاجية كبيرة بمناسبة العام الأول على انتفاضة تشرين تأتي للتأكيد على اهمية تحقيق مطالبها التي تنص على الاصلاح الجذري وليس الحلول الترقيعية”.

قتل مستمر

من جانبه، يكشف المتظاهر من محافظة البصرة، محمد القريشي، عن “استمرار عمليات القتل والاختطاف والتغييب دون أي رادع حكومي تجاه المجرمين الذين يقفون خلف هذه العمليات”. ويوضح القريشي لـ”طريق الشعب”، أن “التظاهرات التي ستنطلق قريبا بمناسبة مرور عام كامل على الانتفاضة، ليست محاولة احتفالية عادية، بل هي للضغط على الحكومة من اجل فتح ملف الاغتيالات والترهيب التي مورست بحق المنتفضين، فالبصرة بقيت تسجل ارقاما دامية جديدة والقتلة يتجولون علنا في الشارع ويقتلون، كما حصل من استهداف لرجال ونساء ناشطين في الحركة الاحتجاجية ولم يفعلوا اي شيء سوى مطالبتهم بخدمات ومستقبل أفضل لهم ولأبناء محافظتهم المنكوبة”. ويبين القريشي ان “الحكومة الحالية تقف امام مفترق طريق، حيث اتوقع عودة الزخم الاحتجاجي الى نفس بدايته الهائلة، لذلك يجب ان تفي حكومة الكاظمي بتعهداتها وتقوم بمحاصرة سلاح القتلة وتقديم نتائج ملموسة الى المواطنين لطمأنة الشارع بخصوص جميع التعهدات الحكومية التي بقيت حبرا على ورق باستثناء بعض الاجراءات التي نعتقد انها ترقيعية ولكسب الوقت”.

غضب متنام

في المقابل، يرى المتظاهر من محافظة الديوانية، حسن بدن، أن “الاحداث التي مرت خلال هذا العام، اوضحت للجميع مدى تورط الاحزاب المتنفذة بالفساد والخراب، وكشفت اللثام عن الغموض الذي كان يشوب رؤية البعض بسبب الانتماءات الطائفية مثلا، فشاهدنا كيف ان جميع هذه القوى المتنفذة ومن مختلف انتماءاتها، تحالفت واعلنت حربها على المنتفضين لتكشف عن خبث نواياها وتورطها بالفساد وسيول الدماء وكل مظاهر الخراب الذي عم المدن العراقية”. ويضيف بدن لـ”طريق الشعب”، ان “التحشيد لاستعادة تشرين مجددا، ليس غريبا او غير متوقع، فالغضب الشعبي تضاعف خلال العام الماضي، والبؤس ما زال موجودا، وليس لنا سوى ان نتظاهر مجددا للتأكيد على مطالبنا التي رفعناها وتغيير الوجوه الكالحة التي تمرست بالسلطة خلف السلاح وبالأموال المنهوبة، لذا فإننا مقبلون على غضب جماهيري حاشد يعيد لتشرين زخمه الذي ينتظره العراقيون بعد مرور ايام صعبة رافقت جائحة كورونا وأجّلت مؤقتا التظاهرات التي ستعود مجددا”.

عرض مقالات: