تتصاعد الاحتجاجات المطالبة بتوفير فرص العمل من قبل الخريجين، يوماً بعد آخر، في ظل انعدام فرص العمل وتفشي البطالة بين صفوف الخريجين. ومقابل ذلك، شهدت بغداد وعدد من المحافظات مسيرات وتظاهرات واعتصامات لعدد من خريجي كليات الهندسة للمطالبة بتوفير فرص العمل.
مسيرة في بغداد
في بغداد، نظّم مئات المهندسين ومن مختلف الاختصاصات، مسيرة انطلقت من ساحة الفارس العربي وتوجهت صوب مقر نقابة المهندسين في منطقة المنصور.
وقال مراسل “طريق الشعب”، بلال رضا، إن “المئات من المهندسين المطالبين بتوفير فرص العمل وإقرار قانون حماية المهندس، والحد من العمالة الأجنبية، نظّموا مسيرة راجلة انطلقت من ساحة الفارس العربي - تقاطع دمشق في منطقة المنصور وسط بغداد صوب مقر نقابة المهندسين”.
واضاف رضا، إن “المتظاهرين كانوا يرومون الاعتصام داخل مقر النقابة، ولكنهم فوجئوا بوجود قوة أمنية كبيرة منعتهم من الدخول إلى مقر نقابتهم في حين أغلقت النقابة أبوابها أمامهم”.
من جهتها، أشارت عضو اللجنة المنظمة للمسيرة، سارة ستار، في حديث لـ”طريق الشعب”، إلى أن “المسيرة شارك فيها المئات من المهندسين من مختلف المحافظات، للمطالبة بحقوق المهندس المسلوبة، واخترنا مكان اعتصامنا في مقر نقابة المهندسين كونها الجهة التي يفترض أنّ تكون المدافعة عن حقوقنا، ولكن تفاجئنا بمنع القوات الأمنية وجودنا حتى على رصيف مقر النقابة”، مستغربة، “منع خريجي الهندسة من ممارسة حقوقهم المشروعة التي كفلها الدستور والقانون”.
وطالبت ستار بـ”إيجاد حل لآلاف الخريجين من كليات الهندسة الذين يعانون من البطالة بينما يحصل المهندس الأجنبي في الشركات النفطية وغيرها على رواتب خيالية”، مشددة على ضرورة “تخصيص درجات وظيفية للمهندسين في الموازنة، واقرار قانون لحماية المهندس، والحد من العمالة الأجنبية في مجال الهندسة، بسبب توفر عدد كبير من المهندسين الكفوئين الذين لم يحصلوا على فرصة للعمل أو التدريب”.
النقابة تعلق الدوام
من جانبها، أعلنت نقابة المهندسين تعليق الدوام في مقرها بسبب إصابة عدد من العاملين فيه بفايروس كورونا.
وذكرت النقابة في إعلان على موقعها الكتروني اطلعت عليه “طريق الشعب”، انه “نظراً لثبوت إصابة عدد من موظفي نقابة المهندسين العراقية - المركز العام (بفيروس كورونا)، وحفاظا على سلامة الجميع من (موظفين ومراجعين)، والتزاما بالقرارات الصحية الخاصة بخلية الأزمة، قررت نقابة المهندسين العراقية تعليق الدوام الرسمي وإلى إشعار آخر”.
اعتصامان في واسط وذي قار
في غضون ذلك، واصل خريجو كليات الهندسة في محافظة واسط، اعتصامهم أمام شركة نفط الوسط للمطالبة بإيجاد فرص عمل. وبيّن المعتصم محمد المشايخي في حديث لـ”طريق الشعب”، إن “مطالب المعتصمين هي توفير فرص عمل في حقلي الأحدب وبدرة النفطيين”، مبيناً إن “عدد المهندسين في واسط لا يتجاوز الـ٢٥٠ مهندساً، لذلك نطالب الجهات المختصة بضرورة إعادة تفعيل القطاع الخاص والمشاريع الاستثمارية التي توفر فرص عمل للمهندسين وبقية الاختصاصات”.
وفي السياق، استمر العشرات من خريجي كليات الهندسة في الناصرية، بتنفيذ اعتصامهم، امام مبنى شركة نفط ذي قار للمطالبة بالتعيين.
وكشف المهندس حسين الخفاجي في حديث لـ”طريق الشعب”، أن “المحتجون يواصلون اعتصامهم منذ عدة أيام أمام حقل الغراف النفطي، للمطالبة بشمولهم أسوة بالخريجين الذين تم تعيينهم في الحقول النفطية”، مشيراً الى إن “معاناة الخريجين في كليات الهندسة تتطلب تعاونا بين السلطة التشريعية والتنفيذية والشركات، لغرض ايجاد حل وتوفير فرص عمل”.
تظاهرة في البصرة
أما محافظة البصرة، فشهدت هي الأخرى تظاهرات للعشرات من خريجي كليات هندسة النفط في مناطقها الشمالية وتحديدا، أمام مقر شركة نفط البصرة، للمطالبة أيضا بتعيينهم ضمن ألفي درجة وظيفية أسوة بأقرانهم في مركز المحافظة.
وأفاد المتظاهر علي الموسوي، في حديث لـ”طريق الشعب”، بأن “خريجي هندسة النفط في مناطق شمال المحافظة لم يتم شمولهم ضمن الـ٢٠٠٠ درجة وظيفية المخصصة للنفط، وجرى توزيعها على مركز المحافظة فقط”، منوهاً الى إن “المحافظ وعدنا بعد لقائه باحتساب اسمائنا بدل المنسحبين، ورفع كتابا بالأسماء، ولكن وزارة النفط رفضت استبدال الأسماء”.
يُذكر أن المهندسين المعتصمين امام شركة نفط الشمال في محافظة كركوك، منذ شهرين، أغلقوا مداخل ومخارج الشركة ومنعوا الموظفين من الدوام، في تصعيد احتجاجي على عرقلة الشركة تنفيذ قرار المحافظة بتخصيص ألف درجة وظيفية لهم.