في مدينة براغ التشيكية أقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي، أمسية ثقافية على شرف الذكرى الرابعة والثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي وذلك يوم الخميس المصادف 5/4/2018، حضرها عدد من أبناء الجالية العراقية وممثلون عن الحزب الشيوعي التشيكي المورافي وحزب الشعب الفلسطيني ووفد من السفارة العراقية الموقرة في براغ والمنتدى العراقي في الجمهورية التشيكية.
تضمنت الأمسية الثقافية محورين الاول ذكرى التأسيس والثاني استذكار للمفكر العراقي الراحل الدكتور فالح عبد الجبار بمناسبة اربعينية رحيله المؤلم.
أفتتحت الأمسية الثقافية بالنشيد الوطني العراقي، وبعد الترحيب الذي قدمه الرفيق خالد العلي بالضيوف الكرام والاصدقاء والرفاق الاعزاء، وخص بالذكر القائم بالأعمال لسفارة جمهورية العراق في براغ الأستاذ إحسان ياسين العوادي والسيد القنصل، وممثل الحزب الشيوعي التشيكي المورافي الرفيق نزار طرابلسي والرفيق جورج ممثل حزب الشعب الفلسطيني والشخصية الوطنية الفلسطينية الرفيق نعيم الاشهب. وبعد التعريف ببرنامج الامسية الثقافية دعا للوقوف دقيقة صمت اجلالاَ لأرواح شهداء الحزب وشهداء الحركة الوطنية العراقية وشهداء العراق.
افتتح المحور الاول بكلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي التي القاها الرفيق محمد الاسدي، والتي لخصت الهدف من تأسيس الحزب، والتركيز على الاستحقاق الدستوري واهمية المشاركة بالانتخابات البرلمانية العراقية القادمة والحالة العراقية الراهنة واهمية التغيير والاصلاح في عموم العملية السياسية الجارية في العراق. كما تضمنت الكلمة تضامننا الراسخ مع نضال الشعب الفلسطيني العادل (في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس، مستنكرين ممارسات الاحتلال الاسرائيلي الصارخة في همجيتها بحق الفلسطينيين المكافحين، ومطالبين المجتمع الدولي بتوفير الحماية لهم، ووضع حد فوري لعربدة حكام تل ابيب وبطشهم.)
بعدها القى الرفيق نزار طرابلسي كلمة الحزب الشيوعي التشيكي المورافي، الذي قدم تضامنه الكامل مع الحزب الشيوعي العراقي في نضاله من اجل بناء دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية، من اجل عراق ديمقراطي، وتحدث عن محطات الحزب النضالية المتعددة.
الأستاذ إحسان العوادي القائم بالأعمال لسفارة العراق في براغ، كانت له كلمة بالمناسبة التي اشار بها الى اهمية النضال المشترك من أجل بناء دولة المواطنة وأشاد بدور الحزب الشيوعي العراقي الوطني ومواقفة المناصرة للكادحين وتحدث عن الوضع العراقي الراهن والانتخابات القادمة ودعا للمشاركة الواسعة بهذه الانتخابات، أيضا تطرق الى الراحل الدكتور فالح عبد الجبار ودورة المتميز في البحث والدراسة والتحليل حول المجتمع العراقي.
الرفيق نعيم الاشهب الشخصية الوطنية الفلسطينية كانت له كلمة بالمناسبة التي بدأ بها (تحية اكبار واجلال لهذه الذكرى العطرة! ذكرى تأسيس حزب فهد والحيدري وسلام عادل، في البدء كان تأسيس هذا الحزب على يد فهد الخالد، يقوم على قاعدتين اساسيتين: الوطنية الصافية والأممية الصادقة، الوطنية التي ارادها فهد لا تعرف المهادنة مع الاستعمار وأعوانه ولذلك أستحق وبجدارة، أقصى وأقسى صنوف الحقد والكراهية من هؤلاء ومن الدكتاتورية اللاحقة. وبسبب ذلك فأن اية قوة وطنية عراقية أخرى لم تتعرض للاضطهاد الوحشي، من قتل وسجن وتشريد، كالذي تعرضَ له هذا الحزب، بل أن ضحاياه من هذا الاضطهاد يفوق ما نالته جميع القوى السياسية العراقية الاخرى مجتمعة.)
المنتدى العراقي شارك في كلمة القاها الدكتور موفق فتوحي رئيس المنتدى الذي أشاد بنضال الحزب ودورة المتميز في الحركة الوطنية العراقية وتحدث عن بعض من ذكرياته حول الفقيد الدكتور فالح عبد الجبار.
بدأ المحور الثاني: استذكار للمفكر العراقي الراحل الدكتور فالح عبد الجبار بمناسبة اربعينية رحيله المؤلم. بتوزيع فولدر عن الفقيد فالح على الحاضرين. وفلم (سلايد شو) تعريف بالفقيد والمحطات التي مر بها ومؤلفاته العديدة الذي استغرق 13 دقيقة.
شارك في هذا المحور من مداخلات وكلمات عن الراحل كل من رئيس مركز الجواهري في براغ الاستاذ رواء الجصاني (الكلمة منشورة سابقا عن الراحل)، وشارك الكاتب والصحفي الاستاذ يحيى بابان (ابو جيان) وبعض ما جاء بمداخلته (اذكر منذ تعارفنا في براغ في النصف الثاني من الستينات ومطلع السبعينات الماضية، لا حظت حينها وضوح معالم فكره في صراع سياسي فادح الثمن في الوطن ما بين حفنة من لصوص وقتلة ملكوا السلطة ضد بشر، ملايين يطالبون بحقوقهم انسانيا وامنهم وسلامهم. كان دوره اعلاميا هنا، ضد سياسة النظام السائد في الوطن، متميز في رأيي في تحديد اهداف كتاباته ومثلها سياسته بلا استطرادات أنشائية ... مفكراً، صحفيا.. غني المعرفة في نهجة الفكري منشغلا بلا تعب ...... في رحيل فالح خسرنا أنسانا، خسرنا ثراءه المعرفي........ خسارة لعائلته، زوجته واطفاله، خسارة للثقافة الانسانية العراقية معا... وداعاً فالح)
الاستاذ الدكتور عبد الحميد برتو قدم مداخلته وذكرياته عن الفقيد.
وأختتم هذا المحور الرفيق خالد العلي بمداخلة قصيرة عن الراحل بعض مما ورد بها ((نقف اليوم في حضرة عالم عراقي جليل الراحل الدكتور فالح عبد الجبار، استذكارا ووفاء له ولنا جميعا، وبهذه المناسبة الاليمة ما الذي يمكن تقديمة لتكريم الفقيد فالح؟ ......... أعتقد بأن أفضل ما يمكن تقديمة في يوم استذكاره اعادة التعريف والنشر لمؤلفاته والدعوة لدراسة ما قدمه من نتاج علمي كبير لوطنه العراق وشعوب بلدان العالم العربي بل تعداه الى مستوى عالمي، إنّه حالة استثنائية لصورة عالم الاجتماع العربي المواكب بجرأة ونزاهة وعمق لتحوّلات المجتمع في العراق بشكل خاص والمنطقة العربية. لقد تميز فالح في فهمة وإدراكه للمنهج العلمي - المادي الجدلي الماركسي أن استيعاب هذه المنهجية اصبحت له دليلا في تحليل الظروف الواقعية الملموسة ومن خلالها بنى تصوراته وأفكاره التي يمكن أن تسهم في تحقيق التقدم والتغيير في ظروف العراق الحالية. آخر ما قدمة الراحل فالح في نصح (المدنيين) العراقيين المعترضين على التقارب مع (الاسلام السياسي المعتدل) لمواجهة الاسلام السياسي الاصولي المتشدد، حيث إشارة إلى أن (الدولة المدنية شعار إستراتيجي يستغرق تحقيقه حياة جيل كامل، فعسى أن نفكر بعقلانية لنرى عموم الوضع وليس أجزاء أو نتفاً منه)).