يستقبل العالم عيد العمال العالمي في الأول من أيار كل عام كمناسبة عالمية يحتفي بها عمالنا البواسل من اجل تأكيد حقوقهم المشروعة في بناء عالم مستقر وأجمل، من خلال النضال السلمي المستمر ضد استغلال الإنسان للإنسان، وضد الماكنة الرأسمالية التي تعمل على استغلال العمال لتحقيق أرباح على حساب الطبقة العاملة العالمية، ١ أيار هو رمز للنضال والتحرر من العبودية الرأسمالية الجشعة وضد القهر والاستغلال.

 في عام ١٨٧٧ بدأ اول إضراب على المستوى الوطني في تاريخ امريكا، ونظم العمال تظاهرة حاشدة للمطالبة بتحسين ظروف العمل المعيشية، وتقصير ساعات العمل الى ثماني ساعات يوميا. وازداد عدد المتظاهرين والمضربين بسرعة هائلة في بضعة أيام، مما أدى الى انصياع الحكومة الامريكية لمطالب العمال المشروعة في وضع قوانين لتحديد ساعات العمل بثماني ساعات يوميا. غير ان أصحاب العمل لم يلتزموا بهذا القانون مطلقا، وواصلوا استغلالهم البشع للعمال.

 في تشرين الأول عام ١٨٨٤اجتمعت ثماني نقابات كندية وامريكية في شيكاغو الأمريكية وقررت الدخول في إضراب شامل في الأول من أيار عام ١٨٨٦ من اجل اجبار الرأسماليين على تطبيق قانون العمل لثماني ساعات. وبالفعل أجبرت جموع الطبقة العاملة الحاشدة القوى الرأسمالية على الموافقة على مطاليب الطبقة العاملة المناضلة.

واليوم يتوقف على الطبقة العاملة العراقية ان تنحو هذا المنحنى من خلال الإضرابات والاعتصامات لتحقيق مطالبها العادلة في العيش الكريم، وليكن الواحد من أيار عامل وحافز ملهم لطبقتنا العاملة الباسلة في تحقيق ظروف معاشية وحياة تليق بهم وبكرامتهم، وهذا لن يأتي الا من خلال الوقوف صفا واحداً لتحقيق مطالبهم العادلة.

ان الحقوق تأخذ ولا تعطى، ويترتب على عمالنا الابطال الوقوف ضد البرامج الحكومية لخصخصة القطاع العام، والإصرار على إلغاء القرار الجائر رقم ١٥٠ لعام ١٩٨٧، وقانون التنظيم المهني للنقابات رقم ٥٢ لعام ١٩٨٧.  بالرغم من انضمام العراق الى الاتفاقية الدولية رقم ٨٧ لعام ١٩٤٨ الخاصة بالحريات النقابية والمهنية، والتي تعني بحماية حقوق العمال النقابية المقرة عالميا.

اليوم يقع على عاتق الطبقة العاملة العراقية الوقوف بحزم ضد ما تعانيه من بطالة واذلال وشظف العيش، في ظل حكومات المحاصصات الطائفية والفساد المستشري في اوصال الدولة العراقية، والتي تحاول النيل من حقوق طبقتنا العاملة من خلال التدخل في النقابات والنيل من حقوقهم.

ويقع على الطبقة العاملة العراقية العبء الأكبر في المطالبة بقوانين تحمي العمال وتضمن حقوقهم وحقوق العاطلين عن العمل، من خلال النضال الدؤوب لإجبار أصحاب القرار في الدولة العراقية لتحقيق مطالبهم العادلة، ولتوفير أفضل مستلزمات العيش الرغيد، من خلال بناء دولة المؤسسات، الدولة المدنية الديمقراطية، التي تحمي الجميع تحت مبدأ المساواة والعدالة الاجتماعية.

المجد والخلود لشهداء الحركة العمالية العراقية

المجد والخلود للأول من أيار عيد الطبقة العاملة العراقية والعالمية

هيئة المتابعة لتنسيقيات التيار الديمقراطي في الخارج

1 أيار 2019