طريق الشعب
أقامت دار الثقافة والنشر الكردية، الثلاثاء الماضي، حفل استذكار للشاعر الكردي الراحل شيركو بيكه س، في مناسبة الذكرى الخامسة لرحيله.
حضر الحفل الذي احتضنته القاعة التي تحمل اسم الراحل في مقر الدار وسط بغداد، جمع من الأدباء والمثقفين والمهتمين في الشأن الأدبي، يتقدمه نائب الامين العام لاتحاد الأدباء والكتاب في العراق الباحث حسين الجاف، والشاعر المعروف د. محمد حسين آل ياسين، والشاعر مالك المسلماوي، والناقد علي حسن الفواز.
وبعد الوقوف دقيقة صمت إكراما للفقيد، ألقيت كلمة باسم قسم العلاقات والإعلام في الدار، نوهت بالشاعر الراحل الذي "يُعدُ من كبار الشعراء المعاصرين، وأن دواوينه ترجمت إلى العديد من لغات العالم، ونظراً لما يتمتع به أسلوبه الشعري من فرادة، وما يحمله من لغة شعرية جمالية هادئة، تشكل ما يشبه اللوحة الفنية".
بعد ذلك ألقى الإعلامي انمار الطائي قصيدة للشاعر ياسر عبيد عثمان، مهداة إلى الشاعر الفقيد.
وفي سياق الحفل عقدت ندوة حول منجز بيكه س وتجربته، تحدث فيها كل من مدير عام الدار الشاعر ئاوات حسن أمين والناقد علي حسن الفواز، اللذين تناولا محطات جمعتهما بالراحل، وأكدا أن استذكار هذا الشاعر المهم يشكل مسؤولية أخلاقية قبل أن تكون مسؤولية ثقافية وإنسانية.
وأشار أمين والفواز في حديثهما، إلى أن الفقيد مر خلال حياته بمراحل عديدة انعكست على كتاباته، أولاها مثلت نزعة رومانسية شخصية منعزلة، وثانيها تركزت على النزعة الثورية "فهو كان لا يؤمن بأن التغيير يأتي عن طريق النوايا أو بشكل تلقائي، وإنما يأتي بالرغبة والتمرد والانتماء ورفض الاستبداد".
ولفت المتحدثان إلى ان المرحلة الثالثة التي مر بها بيكه س، هي مرحلة الثقافة والقراءات التاريخية والأدبية.
إلى ذلك قدم الباحث حسين الجاف مداخلة ذكر فيها ان "بيكه س كان شاعراً مبدعاً وكبيراً طبقت سمعته الآفاق، وانه كان مناضلاً جريئاً تطابق عنده فعل القلم مع جهد السيف".
فيما كانت للشاعر محمد حسين آل ياسين، مداخلة أوضح فيها ان الفقيد تميز عن غيره من الأدباء بمحتوى شعره وطريقة إلقائه، وإقدامه على ترجمة قصائده من اللغة الكردية إلى اللغة العربية التي كان يجيدها، مشيراً إلى أن الشعر، باعتباره طاقة إبداعية، لم يكتسبه الفقيد أو يرثه، وإنما موهبته هي التي كانت سببا في شهرته ونجاحه.
ولفت آل ياسين إلى أن شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري، الذي عرف بكونه لا يرثي أيا كان، رثا في إحدى قصائده الشاعر الوطني فائق بيكه س، والد الراحل، لما وجده فيه من سمو وتأثير وشهرة.