نورس حسن
عقدت "منظمة يزدا" الدولية، الخميس الماضي في فندق بابل وسط بغداد، مؤتمرها الثاني في مناسبة مرور أربع سنوات على "الإبادة الإيزيدية".
المؤتمر الذي حمل شعار "مستقبل الايزيديين والاقليات الدينية الاخرى في العراق بعد اربع سنوات على الابادة الجماعية، واهمية دور المرأة في القيادة وتحقيق العدالة والمساءلة القانونية"، حضره رئيس الجمهورية فؤاد معصوم وسكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي والأمين العام لمجلس الوزراء مهدي العلاق، ورئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، ووزير الهجرة والمهجرين جاسم محمد الجاف، والعديد من الشخصيات السياسية وممثلي الأقليات وبعض المنظمات المدنية، وسفراء دول أمريكا وبريطانيا وأسبانيا وألمانيا وفرنسا واستراليا في بغداد، إلى جانب العديد من الإيزيديات الناجيات من عصابات داعش الإرهابية.
وبعد الوقوف دقيقة صمت إكراما لشهداء الوطن، عرضت فيديوهات تعرف بالإبادة الجماعية التي تعرض لها الايزيديون في العراق، على أيدي تنظيم داعش الإرهابي. ثم توالت الكلمات التي بدأتها الناجية الإيزيدية فريدة عباس، والتي سلطت الضوء على ما تعرضت له من تعذيب على أيدي عصابات داعش الإرهابية، وما لحق بذويها وبمدينتها (سنجار) من دمار.
فيما رحب رئيس الجمهورية فؤاد معصوم في كلمة ألقاها خلال المؤتمر "بالجهود التي بذلت في عملية التحرير من داعش الارهابي"، وحيا شجاعة المرأة الإيزيدية "التي ابتليت على ايدي مجرمي داعش وقومت وعززت المعنويات في الحرب".
كما اشاد في كلمته بتصويت مجلس الامن الدولي، نهاية العام الماضي، على اعتماد القرار رقم 2379 القاضي بمحاسبة عصابات داعش عن الجرائم التي ارتكبتها في العراق "وخاصة تلك التي ترقى الى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية والابادة الجماعية"، داعيا الى "مواصلة العمل الوطني والدولي الجاد والمضاعف لتحرير كافة الاسرى والسبايا من المواطنين الايزيديين، والاسراع بإعادة اعمار مناطقهم، وتعويضهم عن الخسائر المادية والمعنوية"، ومشددا على "اهمية مواصلة الجهود لكشف ومعاقبة كل مجرمي داعش دون استثناء لكي لا يفلت اي منهم من العدالة".
من جانبه، ذكر السيد عمار الحكيم في كلمته انه "مع العدالة وليس مع الثأثر"، وقال "اننا بحاجة الى تفعيل التسوية الوطنية، ووضع قواعد اساسية لتصدعات البنية المجتمعية العراقية"، مشيدا "بالحشد الإيزيدي الذي وقف وضحى من اجل تحرير الارض ويقف اليوم ويضحي من اجل مسك الارض، اضافة الى دعم الحكومة العراقية والدعم الدولي لهذا المكون في مظلوميته وفي متابعة حقوقه".
بعدها ألقى بطريارك الكنيسة الكلدانية في العراق لويس ساكو، كلمة أشار فيها الى ان "ما حصل للاقليات الدينية والعرقية جريمة ضد الانسانية، وانها كارثة تعود الى عقلية عصر الجاهلية، والتي من المؤسف ان تستمر هذه المعاناة على الرغم من مرور اربع سنوات"، داعيا "جميع العراقيين الى التضامن مع بعضهم للقضاء على الفكر الداعشي الاقصائي".
وتابع قوله "نحن – المسيحيين - عانينا من هجرة مليون مواطن، وحرق وتفجير 100 كنيسة ودير، واستيلاء المافيات على عقاراتنا، ما ادى الى تغيير ديموغرافية البلاد"، مختتما كلمته بالقول "الدين لله والوطن للجميع".
فيما اكد الامين العام لمجلس الوزراء مهدي العلاق في كلمته انه "على الرغم من الضائقة المالية، فقد ابدت الحكومة اهتماما بالأيزيديين، وذلك من خلال تشكيل برنامج تعاوني مع الامم المتحدة، يهدف الى تحقيق العودة الى حياة طبيعية للعوائل النازحة".
ثم ألقيت كلمات من قبل سفراء الدول المشاركة في المؤتمر، ورئيس بعثة الولايات المتحدة، وممثل حكومة اقليم كردستان سامان سوراني، اضافة الى القائم بأعمال السفارة الاسترالية سكوت كيليهار.
وبعد انتهاء الكلمات، عقدت جلستان حواريتان شارك فيها عدد من الشخصيات الاكاديمية والقانونية وممثلون عن الاقليات في العراق، وشخصيات من منظمات مدنية عراقية ودولية.
كما شهد المؤتمر معرضا فوتوغرافيا ضم صورا لمفقودين وشهداء من الايزيديين، ولوحات تعبر عن مدى الظلم والدمار الذي لحق بأبناء الطائفة الايزيدية، فضلا عن رسائل لذوي الضحايا تتضمن مطالب وأمنيات بتحقيق حياة حرة وكريمة في مدنهم، ووضع حد للانتهاكات التي يتعرضون لها.