فالح ياسين الربيعي

احتفى "ملتقى جيكور الثقافي" في محافظة البصرة"، الأسبوع الماضي، بالشاعر إبراهيم عبد الرزاق اليوسف في مناسبة صدور ديوانه الجديد الموسوم "قناديل الأسمر بن عتمة".

حضر جلسة الاحتفاء التي التأمت على "قاعة الشهيد هندال جادر" في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة البصرة، سكرتير اللجنة الرفيق جمعة الزيني وجمع من الأدباء والمثقفين والناشطين المدنيين والإعلاميين والمهتمين في الشأن الأدبي. 

وبعد أن رحب مدير الجلسة الشاعر والإعلامي عبد السادة البصري بالحاضرين، قدم نبذة عن سيرتي المحتفى به الذاتية والأدبية، مبينا انه ولد عام 1954 في قضاء الفاو جنوبي البصرة، وحصل على شهادة البكالوريوس في كلية الآداب، وعمل مدرسا للتاريخ والفلسفة حتى أحيل إلى التقاعد.

واضاف قائلا ان اليوسف بدأ كتابة الشعر منذ سبعينيات القرن الماضي, وانه أصدر في البداية ديوانا عنوانه "رفقا بحلمي  ايها الصقر"، وآخر عنوانه "الظل والحرور"، مشيرا إلى انه أنجز مخطوطات شعرية عديدة لا تزال تنتظر الطباعة، من بين عناوينها "حروف العطش"، "جماليات القبح" و"تفاصيل الرؤية".

بعد ذلك اعتلى اليوسف المنصة، واستهل حديثه مرتجلا الكلمات وليس على الورق مثلما يفضل غيره العديد من الأدباء. فهو كان قد فقد بصره على إثر الضرب المبرح الذي تلقاه في دوائر أمن النظام الدكتاتوري المباد، بسبب معارضته السلطة.

وقال انه "قدري ان اكون شاعرا. وقد اخترت هذا الطريق بقناعة، وكنت اعرف مطباته. وكل ما بقي لدي هو انتم". ثم عبّر بكلمات مؤثرة عن حبه مدينته الفاو، وعن نوارسها وبحرها وبساتينها ونخيلها، فضلا عما تعرضت اليه جراء حروب القرن العشرين، وإهمال حكومات القرن الحادي والعشرين.

وبعد أن سلط المحتفى به الضوء على جوانب من ذكرياته في مدينة الفاو، وعلى سيرته الذاتية وتجربته الأدبية. ألقى مدير الجلسة باقة من قصائده التي ضمها ديوانه الجديد.

وفي سياق الجلسة قدم عدد من الحاضرين مداخلات عن تجربة اليوسف، بينهم الناقد مقداد مسعود الذي هنأه بمنجزه الجديد، ونائب رئيس "منتدى السياب" الثقافي الإعلامي داود الفريح، الذي وصف قصائده بأنها "مكتظة بالصور الشعرية، ومشبعة بالأحاسيس، وتمتاز بانسيابية تعابيرها ورقة مفرداتها، ما تقود القارئ إلى مساحات واسعة من التركيز والتأمل".

فيما كانت للكاتب والإعلامي شاكر مجيد الشاهين، مداخلة لفت فيها إلى ان اليوسف "شاعر يبهرك جماله وجمال كلماته الأخاذة المنتقاة عبر تذوق يحسسك بعذوبة لغوية تملي وجوب الإصغاء، وهي نابعة من ثقافة عالية مكنته من حسن اختيار ادواته الفنية".

الكاتب والإعلامي صلاح العمران، شارك في تقديم مداخلة عن ديوان المحتفى به الجديد، وقرأ بعضا من الأبيات الشعرية التي ضمها، أعقبه القاص ناظم عبد الوهاب المناصير، الذي تحدث عن علاقته باليوسف، وعن الحوارات التي كانت تدور بينهما.

وقال ان "الحب لدى اليوسف يمثل شعرا وقافية وسلوكا حياتيا، وانه اغنى تجربته الشعرية بأجمل واصدق القصائد. وان الشعر لديه تركيب وجداني  يعكس الحياة بأسلوب راق".

وكان آخر المتحدثين في الجلسة الرفيق جمعة الزيني، الذي ذكر انه كان قد التقى المحتفى به عام 2004 في مدينة  الفاو، حينما كان يبحث عن ركيزة للحزب الشيوعي العراقي هناك، معربا عن سعادته بإقدام "ملتقى جيكور" على الاحتفاء باليوسف في "بيت الحزب".

وفي الختام قدم الرفيق الزيني شهادة تقدير إلى الشاعر إبراهيم عبد الرزاق اليوسف.