تواصل قوات الاحتلال الصهيوني اعتداءاتها الوحشية على الفلسطينيين، خاصةً في قطاع غزة ، وقد اقترفت البارحة جريمة نكراء جديدة طالت مخيم جباليا شمالي القطاع، وراح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى من المدنيين الأبرياء.

وجاءت هذه المجزرة المروعة فيما الإدارة الامريكية ومن يدور في فلكها، من دول ما زالت تعارض وتمانع في اصدار أي قرار من مجلس الامن الدولي، يقضي بوقف النار ولجم المعتدين الصهاينة وافشال خططهم الشريرة لابادة سكان غزة.

ان الدول التي تقف مع هذا العدوان السافر والمنتهك لكل الأعراف والقوانين الدولية، هي شريك مباشر في هذا التقتيل والتدمير المروعين الجاريين، وان الشهداء من سكان غزة، الذين يشكل الأطفال والنساء سبعين بالمائة منهم، سيبقون على مر التاريخ يلاحقون بالعار المعتدين القتلة وحلفاءهم وداعميهم.

وان من المعيب لحكومات دول العالم المختلفة، وبضمنها العربية والإسلامية، ان تشغل نفسها بمهمة إيصال المساعدات وحسب، رغم أهميتها والحاجة الماسة لها، فيما يستمر ازهاق الأرواح البريئة حتى قبل ان تصلها تلك المساعدات.

انها مهازل هذا الزمن الرديء، وحال التردد والنكوص عن اجتراح أي فعل إيجابي، يوقف هذه المذابح ويوفر فرص الحياة  للفلسطينيين، الذين لا خيارات يطرحها العدوان امامهم سوى الموت!

ترى اين هي حقوق الانسان والأعراف والقوانين الدولية، وهل ما زال هناك من يريد اقناعنا بان إسرائيل “واحة للديمقراطية “ في حين هي تقمع حتى داخلها كل صوت معارض لهذه الحرب القذرة، ومثلها تفعل الدول الداعمة لها والمساندة لارتكابها المجازر؟ .

لقد آن الأوان لشعوب المنطقة وقواها الحية واحزابها ومنظماتها الوطنية، ان تدرك تماما الخطر الداهم  الآن بالنسبة للشعب الفلسطيني، فلم يعد الامر يخص ما حصل في ٧ تشرين الأول، وانما تجاوزه الى تقتيل واذلال واقتلاع شعب، له الحق في الحياة اسوة ببقية شعوب العالم.  

ومطلوب استمرار تضامن شعبنا العراقي وتقديم الدعم والاسناد للشعب الفلسطيني وصموده الباسل بوجه آلة القمع الصهيونية.

كما ان موقف الحكومة العراقية، الذي يؤكد انحيازها الى الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته الوطنية المستقلة، لم يعد كافيا، حيث تجاوز الظلم كل الحدود، وما عادت المساعدات هي الهدف الأول. وما قيمتها على كل حال فيما يستمر تقتيل من ترسل اليهم؟

حتى الآن لم نشهد اجراء عمليا من الحكومة العراقية  في ما يخص:

1- العمل على تقديم كل المساعدات المطلوبة لدعم الشعب الفلسطيني وتلبية احتياجاته الملحة.

2- الدعوة  الى قمة عربية عاجلة وطارئة، تتخذ موقفا واضحا وجريئا لإيقاف الحرب العدوانية ووقف التطبيع وطرد سفراء الاحتلال الصهيوني، ولاستخدام كل وسائل الضغط على الدول التي تمادت في موقفها من المجزرة، التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.  

3- استدعاء سفراء الدول المشاركة في العدوان والاحتجاج على مواقفها.                 

4- التحرك  نحو استعمال أوراق ضغط أخرى، ومنها الاقتصادية والاستثمارية.

نعم، لم تعد التصريحات كافية، كما ان إعلان مواقف اسقاط الفرض ليست هي الأخرى سوى هروب من تحمل المسؤولية عن حماية الشعب الفلسطيني، والحؤول دون اقتلاعه من ارضه.

واننا لنعلن وقوفنا الكامل مع شعب فلسطين ودعمنا له بكل الوسائل الممكنة، ونطالب أبناء شعبنا والقوى العراقية المختلفة، بالضغط على الحكومة ومختلف السلطات ذات العلاقة، لتتحرك على كافة المستويات وبمختلف الطرق  لوقف المجازر، وتحفيز الدول العربية والإسلامية على اتخاذ المواقف ذاتها.

نجدد ادانتنا لهذه الفظائع، ونطالب بوقف هذه الحرب المجرمة، ونؤكد الوقوف في صف الشعب الفلسطيني، وحقه في الحياة والعيش على ارضه، وإقامة دولته الوطنية المستقلة.

 

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

1-11-2023

عرض مقالات: