أقامت منظمة الحزب الشيوعي في بريطانيا يوم 16/2/2023 في لندن، وسط حضور جماهيري، أمسية خطابية وشعرية وفنية ومعرضا لصور الشهداء الشيوعيين زينت بها القاعة مع بعض الشعارات، بمناسبة يوم الشهيد الشيوعي العراقي.

 بعد الوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء الحزب والحركة الوطنية العراقية، بدأ الحفل، الاعلامي والشاعر فلاح هاشم بكلمة استهلال.. منها: "نلتقي في يوم الشهيد لنطل على ما يجري في وطننا وما يحل بشعبنا في ظروف لم تضع الركب على الطريق الصحيح منذ أن سقطت صيغة النظام الفردي وحتى اليوم. فلم تزل القوى الحاكمة بأحزابها واجنحتها العسكرية وارتباطاتها الخارجية تغذي حاضنة الفساد، ناهبة للثروات دون تحقيق حياة كريمة في بلد تؤهله ثرواته البشرية والمادية لأن يكون في ذروة الرفاه والتقدم والبناء. ومن بين أبشع ما أنتجت هذه الحقبة الناشئة من حياة شعبنا إثارة الفتن بين مكوناته، وإشاعة الجهل وتكريس الخرافات، حتى أن شرائح كثيرة من مجتمعنا - بشبابه وشاباته - تفشت فيها الأمية المدقعة. ولولا ظاهرة تشرين التي أعادت لنا الأمل بأن ثمة شطرا من الشباب لم يزل يحمل جذوة الحياة لوضعنا الإحباط واليأس. أما أولئك أولئك المغيبون وعيا.. المنومون وراء التدليس و التعمية، فكأن كل شهيد يناديها: يا أبناء الجيل التائه .. بماذا تغرغرتم في هذا الزمن المر ؟! زمن الردة و الخرافة.. زمن الغثاثة و الرثاثة .. زمن التزوير و التزييف .. زمن الأمعات الناهبة ؟! بماذا حشيت رؤوسكم حتى ما عدتم تقرأون اسماءكم ؟! استشهد الكثير منا من أجل أن تتعلموا. وتشرد الكثير منا من أجل أن تعرفوا حقيقتكم و حقوقكم . . من أجل أن تعيشوا احرارا على أرض حرة . . من أجل أن لا تهتفوا مرغمين بحياة طاغية قاتل . . من أجل أن يعرف كل واحد منكم حصته فيما نضحته أجساد الدايناصورات و أشجار ما قبل التاريخ من نفط . حلمنا بأن تخرج المعاهد المهنية منكم أفواجا تملأ المصانع بالمبدعين . وأن ترى الجامعات و مراكز البحث العلمي بفتوحاتكم و ابتكاراتكم .. حلمنا بأن تتوفر لأطفالنا جميعا حاضنات تربية و معرفة . . حلمنا بأن يعرف الواحد منكم وظيفته وعمله قبل أن يجتاز اختبار التخرج . . حلمنا ببلاد آمنة يؤمها السائحون ليروا إبداع حاضرها يطغي على إبداع ماضيها الذي نهلوه من الكتب . . ليروا بلادا تحفة تليق بشعب أدمن الصعود. مالذي حل بكم ؟! كيف لأبناء عشرين حولا أن ينظروا بمليار لا أثر فيه للوطن ؟! لقد ودعنا آخر الأميين قبل أن تولدوا بعقدين من الزمن .. فألى أين ساقكم أمراء الطوائف في هذا الشطر من القرن الحادي و العشرين ؟! إلى أي وعي منخولي دخلتم في زمن الحاسوبات الرقمية ؟! كيف انطلت عليكم لعبة السراق ؟ سراق الطوائف .. سراق التاريخ.. سراق المكتبات .. سراق المتاحف .. سراق المال العام .. سراق الأصوات الناخبة .. سراق محافل الأعلام .. سراق الكحل من العين ؟! هل سنسأل كيف انحرفت البوصلة ؟ كنا في العطل الرسمية ندخل المكتبات العامة مع موظفيها و لا نغادرها الا مع خروجهم الى البيت .. فألى اي مهزلة تدخلون ؟! .. الى اي مستنقع تهبطون ؟! أية صفعة كف أعمتكم عن هذا الهولوكوست العقلي ؟! إلى أي جحيم انت ذاهبون !! و لكن .. رغم كل ما انتم فيه لن نعلم نافذة على حقول مثمرة .. و نبقى على قيد الأمل".

 بعدها استمع الحضور الى كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في بريطانيا ألقاها الرفيق الدكتور شوكت الاسدي سكرتير المنظمة، وبدأها: "في الرابع عشر من شباط من كل عام، نتذكر ذلك النداء المدوي الذي أطلقه مؤسس حزبنا الرفيق الخالد يوسف سلمان يوسف (فهد): الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق، لتتألق راية تحدي الجلادين، واصرار الشيوعيين على مواصلة المسير من أجل الغايات السامية. ومن بين شرارات ذلك النداء، الذي تحول الى شبح يجول في شوارع وساحات بلاد الرافدين، أنه صار إلهاما لكل المناضلين ضد سلطة الاستبداد ورأس المال، ومصباحا يضيء طريق الكفاح من أجل الحرية والديمقراطية والغد الوضاء لعراقنا. ومن الدلالات العميقة أن يتجدد ذلك النداء في أمثولة قائد حزبنا سلام عادل، الذي تحدى جلاديه الذين جاءوا يوم الثامن من شباط 1963، بقطار أميركي، ليغتالوا ثورة الشعب، ثورة تموز المجيدة، ويرفعوا راية معاداة الشيوعية، ويرتكبوا من الجرائم الوحشية ما لا نظير له في تاريخ بلادنا".

وأضاف: "ما يزال الوضع القائم في بلادنا ، وبعد عشرين عاما من سقوط الدكتاتورية، يحمل مخاطر جدية ، ترتبط بالاستعصاء والانسداد السياسي، والأزمة الاجتماعية البنيوية العميقة، الناجمة عن نهج المحاصصة المقيت، واستشراء الفساد، وما يرافقهما من طائفية سياسية وأزمة اقتصادية، وفقدان للاستقلال الحقيقي للبلاد، وانتهاكات لحريات وحقوق الانسان، وانفلات أمني، ومعاناة مريرة لملايين المواطنين. وقال الاسدي: إن اصوات السخط تتعالى، وأمثولة الشهداء، هي مشعل الفكر الذي يقتحم عروش الظلم والطغيان، ويمضي عابرا كل جسور التحدي، ليصل الى ذلك الحلم الذي ضحى من أجله فهد وسلام وعادل والآلاف من رفيقاتهما ورفاقهما. وإننا اليوم على يقين أعظم بأننا سنصل الى تلك الضفاف ، وأن من يرشد خطواتنا هي تلك الروح التي تبقى، أبدا حية في وجداننا. ونحن نعلم ونثق بأن من بين أعظم وأجمل دروس الحياة أن خصومنا اذا ما أبادوا كل الزهور فانهم لن يمنعوا حلول الربيع. واهم من يظن أن بوسعه القضاء على حزب الشيوعيين.. هكذا قالت الحياة وهكذا قال التاريخ، وما من رادٍّ لدرس الحياة ولكلمة التاريخ".

وألقيت في الحفل كلمة منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني والتي القاها الرفيق شوان سعيد.. جاء فيها: "في يوم الشهيد الشيوعي العراقي نستذكر معا وبكل فخر واعتزاز قادة حزبينا الشهداء الذين سطروا اروع آيات الصمود والتضحية في سبيل اهدافنا السامية في وطن حر وشعب سعيد، والذين اصبحوا قدوة لأجيال حزبينا وشعبينا على مر التاريخ ".

ثم القى الرفيق زياد شلتاغ كلمة باسم رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين في بريطانيا، ومنها: "كأنصار الحزب الشيوعي العراقي نفتخر بأن حركتنا قد ضّمت في صفوفها أبناء وبنات من مختلف أطياف الشعب العراقي، موحدين صفوفهم وكلمتهم في مقارعة الظلم والتعسف الذي عاناه شعبنا العراقي. ونفتخر بشهدائنا الذين بذلوا ارواحهم وهم يتصدون لأعتى دكتاتورية شهدها وطننا الحبيب، وضربوا مثالا حيا للتمسك بالهوية الوطنية التي هي السبيل الاوحد لبناء دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية" .

 ثم ألقت الناشطة النسوية نضال صبري كلمة رابطة المرأة العراقية فرع بريطانيا جاء فيها.. و منها: "ان الاوضاع الاستثنائية وظروف النضال الصعبة التي مرت على عراقنا الحبيب في العقود الاخيرة تركت اثارا سلبية كبرى على نسيج ولحمة الشعب بشكل عام والاسرة بشكل خاص. وما تتعرض له النساء والشابات من جرائم قتل بشعة وبأساليب همجية انما يتطلب منا جميعا شد ازر بعضنا البعض لنقف كما وقف ابطالنا المحتفى بهم اليوم ، بوجه الطغيان والتخلف والجهل ورفع راية المساواة والعدالة الاجتماعية وصيانة حقوق المرأة والطفل في عراق خال من الطائفية والمحاصصة البغيضة لبناء وطن حر وشعب سعيد".

 والقى ممثل حزب تودة الرفيق عضو اللجنة المركزية نافيد شومالي، كلمة عبر فيها عن تضامن حزب تودة مع نضال حزبنا وشعبنا من اجل تحقيق اهدافه في اقامة الدولة المدنية الديمقراطية. كما تطرق في كلمته الى النضال المشترك بين الحزبين ولسنين طويلة ومن اجل الاهداف ذاتها، وذلك لما يعانيه الشعبان في بلديهما.

هذا وكانت قصص الشهداء الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل ان تبقى راية الحزب عالية خفاقة حاضرة في الاحتفائية، حيث تحدث المخرج قتيبة الجنابي عن والده الشهيد الزعيم الركن داود سلمان الجنابي.

وكذلك قدم الفنان علي بهاء فيلما وثائقيا عن والدته المناضلة الشهيدة عائدة ياسين. ثم تحدث الرفيق خالد شلتاغ عن والده الشهيد حميد شلتاغ وزوجته الشهيدة بدرية داخل علاوي وأخيه الشهيد كريم، مع عرض صوري.

وعرض كذلك فيلم وثائقي تحدث فيه النصير سلام العبلي عن والده الشهيد محمد صالح العبلي. وفي فيلم آخر تحدثت الرفيقة نوال يوسف عن شقيقها الشهيد نزار ناجي يوسف. تلاه فيلم تحدث فيه الرفيق جعفر الساعاتي عن الشهيد سعيد متروك. وقد اجمعت قصصهم على بسالة الشهداء وشجاعتهم في مواجهة الموت وإن اختلفت طرق استشهادهم .

وكان للشعر حضور متميز مع قصائد مختارة للشعراء فاضل السلطاني وعواد ناصر وفلاح هاشم.

وكان للفن حضور ايضا، من خلال العزف على العود للفنان المبدع إحسان الامام الذي شارك بأحاسيسه من خلال مقطوعة موسيقية رائعة. وتخللت الفقرات أغنيات لفؤاد سالم وفرقة الطريق وحمودي شربه.

وتم تقديم عرض صوري على شاشة كبيرة تضمن لقطات للرفيقات والرفاق الذين ضحوا بحياتهم من أجل الحرية والعدالة وحقوق الأنسان .

هذا وتم نقل الاحتفائية مباشرة على الفيس بوك من خلال صفحة الرفيق سمير طبلة .

 
 
عرض مقالات: