غادر نكرة السلمان ليستشهد دفاعا عن فلسطين

واحد من الشيوعيين الشجعان والمؤمنين بقضيتهم الوطنية، حيث انتمى الى صفوف الحزب الشيوعي العراقي يوم كان طالبا في اعدادية الاعظمية عام 1958 واتصف بالقوة البدنية ودخل الكلية العسكرية في دورتها الـ 37 عام 1960 وكان خلالها مثالا للانضباط والالتزام والدفاع عن الحزب وقيمه بوجه محاولات القوى المعادية والاطراف المسيئة. وبعد تخرجه من الكلية العسكرية تم تنسيبه الى وحدة خارج بغداد، حيث اتصفت هذه المرحلة بأبعاد الضباط الشيوعيين عن الوحدات الفعالة وابعادهم الى خارج العاصمة بينما في المقابل تم جلب الكثير من الحاقدين على الجمهورية وعلى ثورة 14 تموز لقيادة الوحدات الحساسة والمهمة في بغداد وضواحيها وهي التي توحدت لتتآمر على الجمهورية في صباح الثامن من شباط 1963 في انقلابها الاسود الذي خدم القوى الاستعمارية والرجعية وسجل بداية التاريخ الدموي للعراق الحديث.

اعتقلونا واحالونا الى المجلس العرفي

يقول الملازم في حينه جبار العلي بانه زامل قيس الاعظمي في المدرسة الاعدادية، وقبلها في منطقة الاعظمية .. ويستطرد بالقول: " وتواصلنا سوية في الدورة 37 في الكلية العسكرية حتى القي القبض علينا بعد انقلاب شباط 1963 بتهمة الانتماء الى الحزب الشيوعي العراقي ومقاومة الانقلاب الفاشي. وتمت احالتنا الى المجلس العرفي العسكري وحكم علينا بثلاث سنوات قضيناها ما بين السجن رقم واحد وسجن نكرة السلمان الصحراوي وسجن الحلة، وكان الشهيد قيس يمارس الرياضة والالعاب داخل السجن ليحافظ على صحته ورشاقته ولاشغال الوقت الطويل".

قطار الموت صفحة نضالية للشيوعيين

في صبيحة 3 تموز 1963 حاول بعض ضباط الصف من الشيوعيين القيام بحركة مسلحة –حركة حسن سريع- لاسقاط حكومة البعث وانهاء جرائمها بحق الشعب العراقي وقواه الوطنية، ونتيجة للرعب والخوف من الشيوعيين اقدمت حكومة البعث على نقل السجناء الموقوفين من الضباط في سجن رقم (1) العسكري الى سجن نكرة السلمان الصحراوي ونقلوا بعربة قطار مغلقة لنقل البضائع، وبدون نوافذ وفي شهر تموز وتحت درجات حرارة عالية وكان شهيدنا قيس احد هؤلاء الابطال المنقولين تحت ظروف مميتة واطلق اسم (قطار الموت) عليه لان دافع هذا العمل هو حشر اعداد كبيرة من البشر بقاطرة لا يتوفر فيها الحد الادنى من شروط الحياة لقتل المعتقلين وانهاء حياتهم. وما ان وصل القطار الى محطة السماوة ونزل الشيوعيون لنقلهم بسيارات (لوريات) كبيرة الى بادية السماوة اخذ اذناب الحرس القومي يحاولون الاساءة والاعتداء على المناضلين وهم في حالة يرثى لها، وكان احد حراسهم سيء الطباع وغليظ المعاملة وحاول الاساءة للشهيد قيس فما كان منه الى الرد عليه بقوة ووجه له لكمة قوية سقط على اثرها على الارض وحاول افراد الحرس ان يأخذوا الشهيد قيس الى مقرهم في السماوة الا ان ابطال القطار الشجعان رفضوا ذلك واحتضنوا قيس ولم يسمحوا لهم بأخذه.

الشهيد قيس يختار المقاومة في فلسطين

في عام 1966 انتهت محكوميته واطلق سراحهم من سجن الحلة وكان معه الراحل حقي اسماعيل ومهدي مطلگ وقاسم الشبلي وجبار العلي. وقرر ان يواصل نضاله ويستفيد من خبراته العسكرية والتحق بالمقاومة الفلسطينية قوات الجبهة الشعبية (جماعة جورج حبش) وشارك قيس في الكثير من المعارك في فلسطين حتى استشهد داخل العمق الاسرائيلي عام 1967 وقد بذل رفاقه في الجبهة جهودا كبيرة من اجل سحب جثته من الارض الحرام وتمكنوا من ذلك بعد ايام. ثم اعيد جسده الطاهر الى بغداد وجرى له تشييع مهيب شاركت فيه الفصائل الفلسطينية. واكد لي الرفيق جبار العلي بان الشهيد قيس محمد صالح العبيدي كان يعتز بشيوعيته وانتمائه السياسي ووجد ان مواصلة نضاله في جبهة الثورة الفلسطينية هو استمرار لنضالاته وتاريخه.

المجد والخلود لشهداء الحزب الشيوعي والحركة الوطنية العراقية

والخزي والعار لاعداء الشعوب وقتلة الاحرار والمناضلين.

عرض مقالات: