البصرة – طريق الشعب

ضيّفت "رابطة مصطفى جمال الدين" الأدبية في محافظة البصرة، الجمعة الماضية، الفنان محمود أبو العباس، الذي تحدث عن منجزه الإبداعي في المسرح والدراما بحضور جمع من الفنانين والمثقفين والأدباء والإعلاميين.

الجلسة التي احتضنها مقر الرابطة في مركز المحافظة، والتي أدارها الشاعر محمد صالح عبد الرضا، استهلت بالاستماع إلى قصيدة مسجلة بصوت الشاعر الكبير الراحل مصطفى جمال الدين، عنوانها "شهيد الفداء".

بعدها عرّف مدير الجلسة بجوانب من سيرة الفنان أبو العباس، مشيرا إلى انه ولد في مدينة البصرة عام 1956، وتخرج في أكاديمية الفنون الجميلة بجامعة بغداد عام 1979، ونال شهادة الماجستير في الإخراج المسرحي عام 1983، ثم توجه في العام 1998 لإتمام دراسة الدكتوراه، لكنه لم يستطع مواصلة دراسته، كونه غادر العراق مضطرا بسبب ضغوطات النظام الدكتاتوري المباد.

بعد ذلك قدم الفنان الضيف نبذة عن موهبته في التمثيل التي نمت لديه منذ الصبا، وعن سيرته الإبداعية وما أنجزه طيلة سنوات مسيرته الفنية، مسلطا الضوء على الحركة الفنية في مدينته الأم (البصرة)، ابان عقدي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وذاكرا العديد من رواد المسرح في المدينة، الذين كانوا قد احتضنوا موهبته وساهموا في صقلها وتنميتها، شأن الكثير من المواهب الشابة.

وأوضح الضيف انه عمل في البصرة مع العديد من زملائه الفنانين، وأنجزوا أعمالا مسرحية تركز على معاناة المواطنين وهمومهم، مشيرا إلى انهم كانوا يعرضون مسرحياتهم أمام الناس في أسواق المناطق الفقيرة وحدائقها العامة، الأمر الذي كان يغضب السلطات الدكتاتورية وقتذاك.

ثم تحدث عن المرحلة الثانية من مسيرته الفنية، والتي تمثلت في انتقاله من البصرة إلى بغداد لدراسة المسرح في أكاديمية الفنون الجميلة، ومواصلة مشواره الفني وتطوير موهبته، مبينا انه تتلمذ على أيدي العديد من أساتذة المسرح ورواده، وانه شارك في الكثير من الأعمال المسرحية التي ساهمت في بزوغ نجمه كفنان معروف بين الجمهور.

وأضاف قائلا انه حصل على العديد من الجوائز الفنية، وقطف جائزة أفضل ممثل مسرحي في العراق للأعوام 1982 و1985 و1986 و1990و1996.

وتحدث أبو العباس عن تجربته الفنية في الخارج، موضحا انه أمضى عشرين عاما في دولة الإمارات، وانه أشرف على الكثير من الأعمال المسرحية التي عرضت في الإمارات، وفي بلدان المغرب وتونس وإيطاليا.

وتابع قائلا انه يهتم كثيرا بمسرح الطفل، وله في هذا الميدان مقالات وبحوث ونصوص مسرحية عديدة. كما انه أصدر 12 كتابا مطبوعا في مجال المسرح.

وبعد أن قدم عدد من الحاضرين مداخلات عن منجز الفنان محمود أبو العباس وتجربته الفنية، سلمه د. طارق العذاري شهادة تقدير باسم الرابطة، فيما قلده رئيس الرابطة محمد مصطفى "قلادة مصطفى جمال الدين للإبداع".