كثيرون وكثيرون جداً محبوك يا سليل الفكر النيِّر ورائد النضال الأممي وحامل مشعل الكلمة الهادفة وصاحب النظرة الثاقبة لكل ما يتعقد من الأمور . كثيرون وكثيرون جداً اولئك الذين انفرجت حدقاتهم فزعاً من هول النبأ العظيم الجلل ، المليئ بالأسى والفائض بالألم، نبأ لم يفكر اي من محبيك يا دانا ان يضعه حتى في اسوأ حساباته ، نبأ فقد الذي لم يبخل على وطنه وشعبه وامميته بكل ما في هذه الفضاءات من قيم العطاء والمثل العليا في التضحيات . فقدك ايها المناضل الجسور ، يا رفيق الدرب حتى في احلك ظلماته لا ولن نقوى ، نحن الذين تركتنا دون قبلات الوداع ، على ان نضع تاريخه على صفحات مذكراتنا اليومية الحافلة بالصفحات التي تضم ملاحظاتك الموَجِهَة على مواقع التواصل الإجتماعي والتي جعلناها جزءً من غذائنا الثقافي ومنهلنا الفكري لما يستعصي علينا من امور الدنيا التي خبرتها واعطيتها ما تستحق من الجهد والفكر والعمل لتسير بها إلى ذلك الغد الإنساني المشرق ، غد الأممية الذي يفخر بوجودك على دربه ويتسامى بك كرائد فذ من سالكي شعابه. غيابك عنا يا دانا فجيعة لا يمكننا ان نتجاوزها والنوائب تحيط بنا من كل حدب وصوب ، إذ كنت لنا الواجهة الصلبة في الوقوف بوجه زعانف التخلف وفقهاء الفتنة واعداء الإنسانية . غيابك عنا يا دانا لا ينخر في قلوب شعبك في وطنك فحسب ، ولا يحز ويؤلم  نفوس اهلك فيما حولك من الأمصار فقط ، بل ان فقدك وغيابك ينال من ذلك الحراك الإنساني الذي لا يعترف بالجغرافيا وحدودها ولا بالتأرجح الطبقي وتداعياته إذا ما تعلق الأمر بالإنسان الذي آمنت به كأثمن رأسمال في الوجود .

عزائي وعزاء احبتك بك يا دانا هو ان نظل نردد ما تركته لنا من فيض في الفكر الهادف وكمٍ في القيم الإنسانية النبيلة وعمقٍ في الوعي التنويري الذي سنواجه به خفافيش الظلام، ربما بذلك النَفَس الجريئ الذي وسم حياتك التي سيظل ذكراها مناراً لمسيرتنا القادمة من بعدك يا دانا