نقدم أزكى التهاني وأجمل الأماني السعيدة للمرأة - أينما كانت - في عيدها المجيد ( 8 أذار عيد المرأة العالمي.

لهذا اليوم الخالد أهمية تأريخية بالنسبة للحركة النسوية في العالم، خاصة في الدول النامية وكان إضراب عاملات صناعة الملابس في أميركا هو الحافز للتنديد باستغلال جهد المرأة ومزاولتها للعمل لساعات طويلة مُضنية، وقد عُقدت عدة مؤتمرات وتم حشد الدعم من القوى العاملة لتنال المرأة حقوقها كاملة والاعتراف بها عنصرا فاعلاً في مختلف مجالات الحياة السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية وقد خاضت المرأة نضالاً مريراً في الحصول على بقية حقوقها، ونتيجة لهذا النضال وبمساعدة حركات التحرر في جميع البلدان التوَّاقة للحرية والانعتاق؛ عمدت الأمم المتحدة إلى الاحتفال باليوم العالمي للمرأة 8 أذار واعتبر عيدا تحتفل به جميع نساء العالم، وقد أكد ميثاق الأمم المتحدة في 1945 مارس اتفاقية دولية تؤكد مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة وتحسين وضع المرأة في كل أنحاء العالم، وأصبحت المرأة شريكا مساويا للرجل في تحقيق التنمية والسلام واحترام حقوق الإنسان.

بهذه المناسبة الخالدة نقف إجلالاً للمرأة العراقية المناضلة التي هي الأخرى خاضت نضالا مريرا وقاست صنوفا من القهر والحرمان، ودخلت السجون والمعتقلات وتحدَّت التعذيب والإعدام من قبل تسلّط الحكومات الرجعية والدكتاتورية الدموية البغيضة

ومن ثمرة هذا النضال العتيد أنها حصلت في ظل ثورة 14 تموز عام 1958 المجيدة على بعض المكتسبات التي حققتها الثورة للشعب والوطن ومن هذه المكاسب قانون الأحوال الشخصية الذي حلَّ محلَّ القانون العشائري الديني الذي تجذَّر في عرف الإقطاع والرجعية التي بذرت عبودية المرأة، وجعلتها كسلعة مُلبِّية لأطماع الجهل الديني والتسلّط الحكومي.

بعد أن استبيح الوطن من قبل الاستعمار والعصابات المُنظَّمة والأحزاب الطائفية والعنصرية التي هيمنت على مقدرات الشعب تحت غطاء الدين المُزيَّف، وأفرزت الأفكار الإرهابية والمليشيات المُنظَّمة ضد مكونات الشعب المُسالمة، وطالها التهجير والتشريد والقتل والفقر، وإن الكارثة الكبرى أن أصبحت المرأة والطفولة والأيتام لقمة سائغة للإرهاب ولأطماع الجهل والدين المُزيَّف الذي عمل جاهدا على سلب مكسب قانون الأحوال الشخصية، وتبديله بقانون ينصُّ على تزويج القاصرات في سن مُبكِّر؛ وبهذا تُحرم من الوعي الفكري والتعليم ويجعلها غير قادرة على الدفاع عن نفسها؛ بكونها متأرجحة بين يدي ولي أمرها، أو الوكيل عنها، والزوج المفروض عليها في هذا السن المُبكِّر.

إن كل ما يحدث اليوم للمرأة العراقية بصورة خاصة وطبقات الشعب المحرومة بصورة عامة عبارة عن هجمة ذات وتيرة عالية مُدمِّرة، وهذه رسالة إلى المرأة العراقية الواعية أن تأخذ دورها القيادي وتقف مع القوى الوطنية ذات التاريخ النضالي المُشرِّف الذي يعمل بكل جهده و بكل بسالة للوقوف بوجه الزحف الرجعي والفساد الإداري وجبروته الذي سيطرة على كل مقدرات الشعب؛ ولا يتم القضاء على الأوضاع الشاذَّة إلاّ بوقوف المرأة مع القوى العاملة في الساحة وانتخاب من لهم تاريخ نضالي مشرف، مع التقدير والاحترام للمرأة في كل مكان في العالم، لكل قوى الخير والتقدم التي تدعم حقوقها، تحايا لشعبنا العراقي بكل طبقاته وأطيافه الخيِّرة.