فاضل زيارة

بدعوة من الجمعية الثقافية العراقية وضمن موسمها الثقافي لهذا العام حضر الكاتب حيدر الصراف ليوضح لنا موقف المرجعية الدينية من الدولة المدنية. انه كاتب مهتم بالشان السياسي العراقي  والعربي وله العديد من المقالات في هذا المجال، حيث نشرت في عدة مواقع الكترونية منها ( صوت العراق ) في هولندا و ( شبكة الاعلام العراقي ) في الدنمارك و ( الحقيقة في العراق ) التي تصدر في امريكا، وغيرها من المواقع والصفحات، حيث المئات من المقالات.

الكاتب الاستاذ حيدر الصراف من مواليد 1958، درس الفلسفة والحقوق، غادر العراق مضطرا عام 1980وهو يعيش الان في هولندا.

في بداية حديثه اكد للحضور الكريم بان ما يدلي به ليس محاضره انما هي محاورة القصد منها تبيان وفك الاشكال الذي اوقعت به الاحزاب الدينية  وبالاخص الشيعية نفسها عمدا في مسالة الحكم، ثم اكد على ان المشكلة تخص الاحزاب الشيعية و ليست السنية ( التي ترى بان مسألة الحكم عندها تسير وفق اولا الحاكمية لله وثانيا الطاعة الكاملة للحاكم اي ولي الامر). الاحزاب الشيعية التي ترى ان مرجعيتها في النجف الاشرف وعلى راسها السيد السيستاني والتي تعارض مبدأ ولاية الفقيه، تتناقض مع نفسها ففي الوقت الذي تؤكد فيه مرجعية النجف بانها لا تؤمن بالدولة الدينية وترجع امر قيامها الى قيام الامام المهدي، فقد عطلت على ضوء هذا الراي، الكثير من الاحكام من مثل صلاة الجمعة وكذلك موضوع الجهاد حيث ان العمل بها اختياري وليس اجباري كما هو عند قيام الامام المهدي حيث تصبح اجبارية. مستثنين من ذلك امر الجهاد الكفائي. الا ان هذه الاحزاب تعمل بقوة من اجل الاشتراك في الانتخابات او تدبير الانقلابات من اجل الوصول الى الحكم واقامة الدولة الدينية من خلال تطبيق البرامج التي تضعها لقيادة الدولة وتعلن عنها وهذا ما يتعارض مع راي مرجعية النجف في ان قيام الدولة الدينية مرتبطة بقيام الامام المهدي. اما اراء السيد الخميني فيرى العكس وهو يقترب من حزب اخوان المسلمين بقيادة حسن البنه وسيد قطب.

ان معظم مراجع النجف وعلى راسهم السيستاني يؤكدون على الولاية الشرعية فقط وليس الولاية السياسية عدا السيد اليعقوبي فيرى خلاف ذلك. ان دور المرجعية الدينية في النجف كما يقول المرجع محمد سعيد الحكيم يقوم على التوجيه والارشاد والنصيحة وعدم التدخل في الشأن السياسي  التفصيلي. ومن خلال ذلك اوقفت مرجعية النجف الخطبة السياسية من قبل عبد المهدي الكربلائي حاليا، وهي تتدخل في الشأن العام بشكل محدود مثل اعلان ( الجهاد الكفائي  ). وهي بهذا فانها تدعم الدولة المدنية بتجلياتها كافة ، وعليه دعم المرجعية في هذا التوجه من اجل تفويت الفرصة على الاحزاب الدينية التي تعمد الى اتباع التقيه ومخالفة لموقف السيد السيستاني في هذا الامر.

من خلال هذا المحاورة التي خضعت الى نقاشات كثيرة بين الكاتب والحضور استعرض الدول الشيعية التي استلمت الحكم عبر التاريخ وكان اولها  دولة الادارسة واخرها الدولة الاسلامية في ايران عام 1979، حيث بين من خلال كل دولة النهج الذي قامت عليه والقيادة التي كانت على راسها والموقع الجغرافي لها. وقد استطاع الكاتب حيدر الصراف اغناء المحاوره بالكثير من الامثلة عبر التاريخ مؤيدا ومساندا لآراء الحضور، وقد اجاب على كافة الاشكالات التي طرحت والاستفسارت التي وجهت اليه.

للكاتب حيدر الصراف شكر وتقدير من حضر ومن ادارة الجمعية الثقافية العراقية  باقة ورد .