تحت العنوان اعلاه، وفي خطوة جديدة، وكل طريق طال ام قصر يبدأ بمثل تلك الخطوة، كما يقال، جاءت الفعاليات التي شهدتها قاعة مكتبة براغ المركزية، يوم الاثنين المصادف 2018.11.19 بتنظيم من اطار مدني جديد هو "المنبر الثقافي التشيكي- العراقي" التي تتكامل الان اجراءات تأسيسه الرسمية ..

    وإذا ما بدأنا الحديث عن حضور تلك الفعاليات فقد تنوع كثيرا وذلك هو المطلوب: شباب وشيوخ من التشيك والعراقيين، تتتعاقب اجيالهم. مثقفون ودبلوماسيون ومختصون وشخصيات عامة، وغيرهم، ممن يُعنونَ بالعلاقات الانسانية في التقريب بين المجتمعات والشعوب، ويتفهمونها، بعيدا عن السياسة التي تفرق ولا تجمع، بحسب وجهات نظر غير قليلة ..

  ولو بحثنا عن اهداف اخرى للفعالية  فلربما يكون الرئيس فيها ايضا: شـدّ آواصر الصلات بين ابناء واحفاد العراقيين، المقيمين والعاملين في بلاد التشيك لفترات زمنية يمتد بعضها لنحو ستين عاما ويزيد ... وهم متنوعون ايضا مثل آبائهم وأجدادهم في الاختصاصات والأمزجة والمواقف، مع الانسجام والتطبع – بالضرورة – مع مجتمع  واجواء وظروف البلاد التي ولدوا وترعرعوا فيها، ودرسوا وأختصوا، واصبح عديد كبير منهم في مواقع عمل ونشاط متميز وحيوي في تشيكيا، بل وخارجها ايضا ..

    والفعالية التي نتحدث عنها وفقراتها لم تأتِ مفاجئة، للمتابعين على الاقل. فهناك قبلها لقاءات ومشاورات، واجتماعات وتداول لنشطاء – ونشيطات طبعا- يسعون منذ سنوات، ليس لتبني الفكرة وإطلاقها وحسب، بل والعمل على تحويلها الى واقع عملي، برغم ان النجاح في ذلك يتطلب جهودا مثابرة، دعوا عنكم الدعم المعنوي والمادي من هذا الجانب الرسمي العراقي والتشيكي، أو من تلك المنظمات والاطر المدنية، والشخصيات العامة وغيرها، ممن يرون،  في التبادل الثقافي – الانسانى، ضرورة معاصرة، ويسعون بالقول والعمل لدعم ذلك .

    لقد جاءت الكلمات الموجزة في حفل افتتاح تلك الفعالية العراقية - التشيكية التي نتحدث عنها، لتؤكد جميعها اهمية ما سبقت الاشارة اليه، اي اهمية التقارب بين  الشعوب، عبر الثقافة والفنون، والتراث الانساني. وابرزها كلمة سفير العراق: احسان العوادي.. وبعده ممثل الجمعية التشيكية – العربية ميروسلاف هوسكا، والكلمة المشتركة للمنتدى العراقي، ومركز الجواهري التي القاها سلوان الناشئ. ذلك فضلا عن بيان اللجنة التحضيرية للمنبر الثقافي التشيكي - العراقي، التي نظمت الفعالية، وقدمه باللغة التشيكية يوسف العلي، وبالعربية باز شمعون.. فيما كانت كلمة الختام لفؤاد الجلبي .

    واذا ما كان كل ما سبق قد وثق للجوانب الاجرائية، والخطابية، فمن الضروري هنا التوقف عند نوعية الفقرات التي شهدتها الفعالية، وفي مقدمتها فيلم "73 درجة مئوية" للمخرج العراقي الكندي، باز شمعون البازي، وفيلم "للأسف: للمخرج التشيكي ساشا دلوهي.. ,الفلمان عن العراق وبعض الاحداث والوقائع التي شهدها في السنوات الاخيرة، ومنها العنف المزري للأيزيديين، والهجرة والمهاجرين والنازحين  .. كما شملت الفعاليات فيلما تعريفيا، ووقفات مختارة عن بعض شؤون الاثار في العراق، قدمها الخبير التشيكي، المستعرب،  ميروسلاف هوسكا.. اضافة لاداء تعبيري موسيقي راقص، قدمته فرقة "آرت بلاتفورما" التشيكية  للفنون ... اما ادارة حفل الافتتاح فقد شاركت فيه عواطف جبو، بينما اشرف على الفعالية عامة خالد العلي.

   أخيرا، فلعل اجتزاء بعض مما جاء به اعلان منظمي الفعالية، يوجز الاهداف والتوجهات الواقعية، والمرتجاة، وهي"  يعيش في الجمهورية التشيكية اكثر من ثلاثة اجيال تشيكية من اصول عراقية في الوقت الحاضر، وهذا اليوم الثقافي التشيكي- العراقي هو بمثابة  أعلان  أولي لتأسيس  منبر " الثقافة التشيكية - العراقية"  الذي  يسعى من أجل أن يكون هذا اليوم  تقليدا سنويا . وأن المنبر يعمل على دعم  النشاطات المشتركة والمشاريع الثقافية والتراثية  الانسانية للحفاظ عليها  كأرث أنساني للبشرية جمعاء".

 

عرض مقالات: