عن دار غيداء للنشر والتوزيع في عمان| الأردن، صدر مؤخرا كتاب بعنوان "العالم العربي:

 دراسات في المتغيرات السكانية ونظرياتها"، للباحث د. هاشم نعمة فياض. يقع الكتب في 337 صفحة من القطع الكبير.

    تتزايد الحاجة باستمرار إلى البحوث المعمقة في مجال الدراسات السكانية في العالم العربي. نظراَ إلى أن فهم آليات المتغيرات السكانية وتأثيراتها المترابطة والمتبادلة التأثير في البنى الديمغرافية والاجتماعية والاقتصادية يمثل محوراً رئيسياً بالغ الأهمية في بناء رصيد معرفي يساهم في رسم وتنفيذ وتقييم أي خطط علمية مدروسة لانطلاق التنمية الاجتماعية - الاقتصادية الشاملة للقضاء على ظاهرة الفقر والعوز ونقص الخدمات الصحية والتعليم... والمنتشرة بدرجات متفاوتة في الدول العربية.

     يتكون الكتاب من أربعة فصول، هي في الأساس بحوث أكاديمية كُتبت في أوقات مختلفة، وارتأينا جمعها في كتاب واحد لتكون في متناول المتخصصين والباحثين والقراء عموما.

    يدرس الفصل الأول نظرية التحول الديمغرافي، المفهوم والتطبيق: دراسة تحليلية مع إشارة خاصة إلى الدول العربية، ويضم مقدمة والدراسات السابقة المتعلقة بالموضوع وعرض لأبرز النظريات السكانية ذات العلاقة ويتضمن تحليل أفكار ومراحل نظرية التحول الديمغرافي، والتحول الديمغرافي في الدول العربية، ومدى تطابق التحول الديمغرافي في الدول النامية والعربية مع النظرية، والنقد الموجه إلى النظرية المؤيد والمُعارض، ثم ينتهي الفصل بخلاصة  تلخص أبرز نتائج التحليل.

         يبحث الفصل الثاني في تطور مستوى الخصوبة السكانية في حالة العراق؛ إذ تقوم الدراسة بتحليل التغيرات التي حدثت في ذلك المستوى زمانياً ومكانياً خلال العقود الأخيرة. وذلك بالنّظر إلى التغييرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، والحروب الداخلية والخارجية التي شهدها البلد طوال هذه العقود؛ والتي لابدّ أن تؤثر في سلوك الخصوبة، وتنعكس على التنمية. وتدرس التوزيع الجغرافي للخصوبة على مستوى الحضر والريف، والمحافظات، كما تعمل على تعليل التباين في هذا التوزيع أن أمكن ذلك. وتبحث في المتغيرات المتبادلة التأثير، التي حدّدت سلوك الخصوبة، والتي تتمثّل في التالي: الزواج، والبنية العمرية، والهجرة الداخلية والخارجية، والوفيات، والسياسة السكانية، وحجم الأسرة، ووضعية المرأة، والتعليم، والمهنة، والدين، والحروب. وهي تستخدم نظرية التحول الديمغرافي للاستفادة منها في التحليل والاستنتاج. وقد أجرت الدراسة مقارنات بين البلدان العربية والنامية والمتقدمة؛ من أجل كشف أوجه الشبه والاختلاف في تطور الخصوبة، والعوامل المؤثرة فيها. وخرجت في النهاية بخلاصة.

   أما الفصل الثالث فيهدف إلى رصد وتحليل حجم واتجاهات هجرة الكفاءات من البلدان العربية والتحولات التي شهدتها في السنوات الأخيرة، ويفحص مقرراتها، وتأثيراتها. ويطرح عددا من المعالجات للتعامل مع هذه الظاهرة. وتكمن أهمية الدراسة في إنه في السنوات الأخيرة، ومع حدوث تحول كمي ونوعي كبير في بنية تيارات الهجرة لصالح هجرة الكفاءات؛ وبما أن هذه الهجرة بدأت تستقطب البحث على مستوى مؤسسات البحث العلمي والمنظمات العالمية المهتمة بالهجرة، لذلك فإن البلدان العربية بحاجة إلى مزيد من البحث المعمق لهذه الهجرة، لأنها باتت تشترك ـ بقوة ـ في تياراتها وتتأثر في نتائجها الكثيرة المتشابكة والمتبادلة التأثير، والتي تساهم بشكل مباشر أو غير مباشر ـ وإنْ بدرجات متفاوتة ـ في إعاقة التنمية الاجتماعية - الاقتصادية التي تنشدها هذه البلدان.

  ويحلل الفصل الرابع أسباب موجات الهجرة السكانية التي أعقبت غزو الكويت واتجاهاتها وأنماطها وتأثيراتها ويفحص خصوصا ما تركته من تغيرات في البنى السكانية والاقتصادية والاجتماعية في بلدان الخليج العربي، والدول المرسلة للمهاجرين. وكمقدمة تساعد البحث في الوصول إلى نتائجه جرى التعرف على حجم العمالة المهاجرة وبنيتها وأهميتها من الناحية الاقتصادية لبلدان الخليج العربي ولبلدانها الأصلية.   

عرض مقالات: