بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لإعدام الرفيق الخالد فهد ورفاقه حازم، وصارم

  شاعر العرب الجواهري الكبير   في الجزء الاول من مذكراته يتحدث عن علاقته مع الاحزاب الوطنية، وهي تمثلت بثلاث شخصيات عراقية وكل واحد منهم أطلق عليه تسمية، العلاقة مع الرجل الديمقراطي، ويعنيه الزعيم الوطني كامل الجادرجي، والشخصية الثانية أطلق عليه تسمية الرجل الطيب ويعني به الشخصية المستقلة محمد مهدي كبه، واما الشخصية الثالثة وأطلق عليه تسمية الرجل الصلب وعني به الرفيق الخالد يوسف سلمان يوسف (فهد).

الجواهري يتحدث عن ذلك القائد الصلب قائلا : بعد عناء العمل  في الجريدة  ( الراي العام )

كنت اقضي اوقاتي مع عائلتي . كان ذلك في دار ذات طابقين ، الثاني لإدارة تحرير الجريدة  ، والأول للعائلة .

ذات يوم من عام 1942، كنت احتسي الشاي عصرا مع العائلة، جاءني أحد عمال المطبعة، منبئا بمقدم ضيفين.

وجدت في الطابق الثاني؛ ذو النون ايوب؛ وقد تقدم في المجلس، وفي الزاوية المقابلة رجل مجهول، أقرب الى القصر وفي عينيه ما يشبه العمش، لربما بسبب عمله وراء؛ الماكنة؛ تلقيت؛ ذو النون ايوب بالمألوف؛ من التحايا وكان حينئذ زميل مهنة، اذ كان يصدر مجلة هي واجهة من واجهات الحزب الشيوعي العراقي آنذاك.

وقدم لي؛ ذو النون ايوب؛ الرجل المجهول لدي، والشخصية المدوية في العراق.

 وقربته الى جانب وبعد تجاذب أطراف من الحديث، على فنجان من قهوة، استل الرجل من جيبه حزمة اوراق قائلا: هذه مقالة، ان رضيت عنها فبوسعك نشرها..  ولك الفضل؛ ناديت على أحد العاملين في الجريدة، وطلبت منه ان يعتني بها وان تكون افتتاحية لعدد الغد.

حدق الرجل في وجهي بذهول تعجب، قائلا: يا استاذ؛ الا تريد ان تقرأ ما فيها اولا ...؟ قلت: لا، لن اقرأ ما تكتبه انت. وفعلا لم، لم اعرف ما ورد في المقالة الا بعد ان قمت بنفسي بتصحيح مسودة الطباعة، قبل ان يصدر العدد وتصبح بين ايدي الناس لتثير صدى مدويا. كان الرجل: فهد سكرتير الحزب الشيوعي العراقي. الواقع ان العارفين من الطبقة المثقفة أعلنوا بصوت واحد ان المقال له لأنه كان مقالا في صميم الاقتصاد، والاقتصاد كما هو معروف، اساس السياسة والمجتمع واساس المرحلة، فكيف والعراق في ضائقته الاقتصادية آنذاك.  

 

كان ذلك اول لقاء لي بـ (فهد). اما لقائي الثاني به والاخير فأظن انه جرى بعد عدة شهور، في زقاق جديد حسن باشا، اذ مر بي شبح خاطف، في لحظة خاطفة لم التقط فيها غير لمحة من وجهه، واشارة عابرة لإيماءة تحية باليد.

ويمثل ما اتيت به وانا بصدد التعرف على الوجوه البارزة من شخصيات الحزبين، الوطني والاستقلال، فجدير بي ان اجيء على ذكر نماذج منها الحزب الشيوعي العراقي ايضا ...

هذا ما وثقه شاعر العرب الاكبر عن القائد الشيوعي العراقي يوسف سلمان يوسف (فهد) نعم انه من معدن نادر كما وصفه الشاعر الجواهري بعد اعدامه عام 1949 عندما يقول: 

 في حملة المفاجأت التي تخالطت على وانا في باريس كانت مفاجأة صدور الحكم بالإعدام اول مرة على سكرتير الحزب الشيوعي العراقي (فهد) حيث دوت ضجة في فرنسا وفي كل اقطار العالم لا التي فيها حزب شيوعي وحسب بل ومن كل الاحزاب الاشتراكية على اختلاف مناهجهم انهم مفاتيح مستقبل زاهر.

عرض مقالات: