بعد إعلان الأكاديمية الملكية السويدية، أول أمس الجمعة، عن فوز الناشطة العراقية - الايزيدية والطبيب الكونغولي دينيس موكويغي، بجائزة نوبل للسلام 2018، بناء على مساهماتهما في تركيز الانتباه على جرائم الحروب وضحايا العنف الجنسي، عاد السؤال المطروح ذاته: من هي نادية مراد؟

إنها فتاة ايزيدية ولدت عام 1993 في قرية كوجو بقضاء سنجار غربي محافظة نينوى، وكان تنظيم داعش الإجرامي قد اختطفها في العام 2014، بعد أن قتل ستة من أشقائها، لتتعرض إلى مآس فظيعة، بين التعذيب والاغتصاب على أيدي أفراد التنظيم الإرهابي.
وكانت نادية قد ألقت الضوء على جرائم داعش بحق النساء، وقالت انه "تحت حكمهم، المرأة التي تتعرض للسبي تتحول إلى غنيمة حرب، وإذا حاولت الفرار، فإنها تُحبس في غرفة منفردة، ثم يغتصبها الرجال الموجودون في المبنى، وبدوري كنتُ عُرضة للاغتصاب الجماعي"، مضيفة انها "استُقدمت إلى مناطق عدة، وباعها مسلحو التنظيم لأشخاص كُثُر، لكنها تمكنت في النهاية من الهرب".
في أيلول عام 2016، عيّنت الأمم المتحدة نادية مراد سفيرة للنوايا الحسنة، وقالت في بيان لها، إن تعيين نادية بهذا المنصب، هو "الأول من نوعه لواحدة من الناجيات من تلك الفظائع" التي شهدها العراق.
كما قالت الأمم المتحدة إن نادية ركزت في هذا المنصب على دعم المبادرات الجديدة والدفاع عنها، والتوعية بمخاطر تهريب البشر.
وكانت الناشطة الايزيدية قد فازت في تشرين الأول 2016، بـ "جائزة سخاروف"، وهي أرقى جائزة أوربية في مجال حقوق الإنسان.
وفي آب الماضي، تزوجت نادية مراد من العراقي عابد شمدين في مدينة توتغاد الألمانية.
إلى ذلك رأت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، ان فوز نادية مراد بجائزة نوبل للسلام، "اكرام للمجتمع الايزيدي والعالم". وعلقت البعثة على حسابها في "تويتر" عشية إعلان خبر الفوز، قائلة ان "جائزة نوبل التي نالتها نادية مراد إكرامٌ وإجلالٌ ليس لضحايا فظائع داعش من مجتمعها الأيزيدي فحسب، بل لكل ضحايا العنف الجنسي في حالات النزاع، في العراق والعالم أجمع".
وبارك رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة الاتحادية الجديدة عادل عبد المهدي، الناشطة نادية بفوزها، وقال في تصريح صحفي "ابارك للعراق والعراقيين. ابارك للاخوة والاخوات الايزديين. ابارك لنادية مراد منحها جائزة نوبل للسلام العالمي ٢٠١٨". فيما هنأتها وزارة الخارجية، عادة فوزها بالجائزة في بيان لها "نصرا جديدا للعراق بكل مكوناته الدينية والقومية، وللمرأة العراقية المضحية على وجه الخصوص".