طريق الشعب
بحضور جمع من الفنانين والمثقفين والإعلاميين والمهتمين في الشأن الفني من بغداد وكردستان، افتتح في القاعة الفنية الكبرى في مقر وزارة الثقافة والسياحة والآثار، الأحد الماضي، معرض تشكيلي أقامته "مجموعة دلخواز" الفنية التي تضم فنانين كرد، بالتعاون مع الوزارة ودائرة الفنون العامة.
المعرض الذي حمل عنوان "نسيم الألوان" شارك فيه 58 فنانا تشكيليا من إقليم كردستان، عرضوا لوحات بمختلف المقاسات والموضوعات والمدارس الفنية. وقد قص شريط المعرض وزير الثقافة فرياد رواندزي الذي ألقى كلمة أشار فيها إلى ان هذا النشاط يأتي ضمن باكورة التعاون بين الوزارة والفنانين الكرد، مبينا ان "مثل هذا التجسير للعلاقات بين فناني كردستان والمدن الأخرى، مهم جدا، لأن الفن أينما وجد، هو لغة مشتركة بين الجميع".
من جانبه قال مدير المعارض الفنية في دائرة الفنون العامة، الفنان ماهر الطائي، ان الفنانين المشاركين في المعرض قدموا أكثر من 100 عمل فني تميزت بزخم الألوان وبالموضوعات الواقعية والتعبيرية والتكوينات التجريدية.
فيما قال مدير المتحف الوطني للفن الحديث، علي الدليمي، أن الكثير من الأعمال التي عرضها فنانو "مجموعة دلخواز"، تراوحت بين أسلوب المدرسة الانطباعية وبقية المذاهب الفنية، مشيرا إلى ان الفنانين المشاركين في المعرض هم من أجيال مختلفة، وانهم استطاعوا تقديم تجارب ناجحة وناضجة.
الناقد صباح محسن الذي حضر المعرض، أبدى انطباعه حول ما شاهده من أعمال فنية، مشيرا إلى انه وجد فيها فهما لمدارس الفن التشكيلي الراكز واساليبه الحديثة والمعروفة في الساحة الفنية، وبالخصوص المدارس الغربية، مضيفا ان الأعمال جاءت منسجمة مع فكرة الطروحات العالمية "ففيها اندفاع نحو الحداثة. ولكن لا بأس من انه يحتاج الى تمرين طويل. كما ان الصفة المميزة في المعرض هي غياب الرمزية والسمة الدينية في الاعمال. فلم نلحظ اي لوحة فيها رموز او شارات او ميول دينية".
من جهته قال الفنان والناقد التشكيلي قاسم العزاوي، أن الأعمال التي ضمها المعرض حملت أساليب واتجاهات ورؤى مختلفة "فالكثير من الفنانين المشاركين اشتغلوا على فن الطبيعة، على اعتبار ان طبيعتهم زاخرة جميلة تشجع الفنان على تناولها"، مضيفا ان أساليب الأعمال المعروضة تعددت ما بين التعبيري والتجريدي والانطباعي، وان "الشيء الجميل" هو استخدام مواد مختلفة في إنجاز الأعمال.
إلى ذلك أعرب رئيس "مجموعة دلخواز" الفنان كاميران قرداغي، عن سعادته بإقامة معرضهم في بغداد، لما يمثله ذلك من بداية لعلاقة فنية ثقافية بين فناني كردستان وبقية المحافظات العراقية. فيما ذكر الفنان سامان أبو بكر، أحد أعضاء "مجموعة دلخواز"، انه شارك بعملين تعبيريين يجسدان تفكك الإنسان وجرائم الإبادة الجماعية، لافتا إلى ان إقامة معرضهم في بغداد، يشكل أهمية لتبادل الآراء الثقافية والفنية، ومد جسور المحبة بين مكونات الشعب العراقي.