شهدت مدينة أولدنبورغ مساء الاربعاء14 شباط 2018 حفلا لإحياء ذكرى يوم الشهيد الشيوعي أقامته منظمة الحزب الشيوعي العراقي .

خالدون في ضمائر العراقيين يا شهداء الحزب الشيوعي .

هذا ما عبرت عنه قلوب وعيون الجمهور الذي حضر الى قاعة الاحتفال من رفيقات ورفاق واصدقاء من الجالية العراقية. وزينت القاعة بعدد من الشعارات التي تمجد الشهداء وتدعو الى الوحدة الوطنية وبناء دولة مدنية ديمقراطية

تصدرت القاعة شاشة كبيرة ،عرضت عليها افلام وقصائد شعر وأغاني ، لتمجيد الشهداء وعلى مدى ساعة قبل بدء الاحتفال .

في الساعة الرابعة عزف النشيد الوطني العراقي ، ورحب الرفيق (ميسر علي) بالحضور وطلب منهم الوقوف وقفة خشوع ومحبة وقفة الصمت اجلالا للشهداء ، كما وعزف النشيد الاممي . ثم ألقى الرفيق فيصل عبد العزيز ( أبو كفاح ) كلمة المنظمة والتي تطرق فيها الى لوعة الفقدان التي تكوي الروح ، وغصة الألم التي تعتصر القلب، وما يتركه الحزن في الذاكرة من مرارات، نحتفل كل عام بيوم الشهيد الشيوعي ، ويبقى كل احرار العراق محتفين معنا، ومستذكرين بفخر المآثر التي اجترحها أولئك الغيارى من فتية وصبايا الحزب، من العرب والكرد والتركمان والاشوريين والكلدان والسريان والايزيديين والصابئة المندائيين. أنه اكبر من مآتم للندب، واوسع من مناسبة للتعبئة، واعمق من وقفة تأمل، واشمل من فرصة للتضامن والتعاضد .. أنه يوم للفخر بكوننا حزباً للشهداء، لا حباً بالموت، بل ادراكاً واعياً للحياة، لضرورة ان نسترخص الدم الغالي من اجل ان يعيش البشر بحرية وكرامة وعدل، ومن اجل ان تعود للإنسان أدميته المستلبة. نستذكر اليوم مآثر شهدائنا وعامة شهداء الحرية والوطن، الذين حلموا بعراق جديد يحفظ كرامتهم ومستقبل الاجيال، نستذكرها وبلادنا تشهد المزيد من التعقيدات والتدهور في ظل ازمة بنيوية عامة، تزداد في ظلها معاناة المواطنين وبؤسهم، والخشية من المستقبل، ومن تطورات الاحداث المفتوحة على  كل الاحتمالات، التي أحلاها مر وقد يؤدي الى الأسوأ وتطرق الى مسيرة الحزب النضالية وتضحياته، وما تشهده الساحة السياسية من صراعات وتدني المستوى المعاشي وسوء الإدارة في كافة المؤسسات وما يواجه القوى الوطنية الديمقراطية من تحد كبير يتطلب توحيد القوى المدنية الديمقراطية. ان التجربة والدروس المستخلصة من تاريخ بلدنا المعاصر، تؤكد من جديد على أهمية وضرورة صد ومنع أي مظهر من مظاهر العنف وفوضى السلاح واللجوء الى القوة والاكراه، تحت اي مبرر، ورفض اي وجود ميليشياوي ومسلح خارج أطر الدولة ومؤسساتها الدستورية، وان يكون ذلك من ثوابت جميع الفاعلين في العملية السياسية الديمقراطية، ومختلف الاحزاب والقوى السياسية، قولا وممارسة.

كما تقول التجربة، ان لا ضمان للأمن والاستقرار وتحقيق التنمية والسير على طريق النماء والرخاء والأزهار من دون قيام دولة مؤسسات ديمقراطية حقة، تتسع لجميع العراقيين على اختلاف انحداراتهم وتوجهاتهم الفكرية والسياسية.

ان تحقيق هذا يتطلب المضي قدما على طريق الخلاص من نظام المحاصصة والطائفية السياسية والارهاب وبؤره، والتصدي بحزم للفاسدين والمفسدين والمرتشين، وبناء دولة المواطنة والقانون والمؤسسات والعدالة الاجتماعية، والتي تسند فيها المسؤولية العامة على وفق الكفاءة والنزاهة والوطنية، وإطلاق عملية التنمية الوطنية المستدامة وبناء اقتصاد قوي ومتنوع، وان يتمتع المواطن العراقي بحريته الكاملة وحياة كريمة لائقة.

واكد الرفيق ان تنفيذ هذه التوجهات وتحويلها الى واقع ملموس، وعبر تدشين عملية إصلاح وتغيير جذري في نظام الحكم، فكرا ومنهجا وإدارة، يشكل انتصارا للشهداء والضحايا وعوائلهم الكريمة التي عانت الكثير وما زالت وتتطلع الى من ينصفها ويعيد اليها حقوقها.

واشار الى اقترابنا من استحقاق الانتخابات البرلمانية، المقرر إجراؤها في منتصف شهر أيار المقبل، فان دعاة الإصلاح والتغيير الحقيقيين يتطلعون، الى دعم مشروعهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي، عبر المشاركة الواسعة في الانتخابات، واختيار الاصلح والكفوء والنزيه، وتفويت الفرصة على الفاشلين والفاسدين الساعين إلى مواصلة نهجهم التخريبي، نهج الازمات والصراعات الضيقة والمشاريع الوهمية.

وعلى شاشة كبيرة من ضمن فقرات الاحتفالية عرضت ثلاثة افلام وثائقية عن التاريخ النضالي للحزب منذ تأسيسه و صور الرفيقات والرفاق الذين ضحوا بحياتهم من أجل الحرية والعدالة وحقوق الأنسان على مدى تاريخ حزبنا المجيد. - - صور مجاميع من قوافل الشهداء ، نساء و رجال من مختلف القوميات و الأديان و المذاهب ، تركوا بصماتهم على طريق الحرية. وتم عرض فيلم (الفرمان الاسود ) لمخرجه نوزاد شيخاني الذي يستعرض معاناة اهلنا في سنجار اثناء الهجمة البربرية لداعش وما حل بهم من قتل للرجال والاطفال وسبي النساء وتشريد العوائل . وعرض ايضا فلم عن شهداء الانفال .. وعرضت مجموعة اغاني مصوره ومسجلة للفنان فاروق كنا والفنان الكبير فؤاد سالم والفنان جعفر حسن والفنان الكبير طارق الشبلي وفرقة الطريق- التي تمجد الأنسان والشهداء وبطولاتهم .

كما قدمت في فترة الاستراحة بعض المأكولات والقهوة والشاي .

و كان للمقاطع الشعرية التي ألقاها الرفيق ميسر وقع جميل عند الحضور

واختتمت الاحتفالية ونقول للشهداء وهم يشكلون للعراق ظل نخيل باسق

نقول مجداً وسلاماً لهم.. لنهر الدم والدموع الذي روّى تراب بلادنا

نقول مجداً وسلاماً.. للفتية الذين جادوا بأنفسهم، وتركوا بسمات الفخر على وجوه وشفاه الاطفال

نقول مجداً وسلاماً.. للفتية والصبايا الذين أضاءوا لنا الطريق، ليبزغ فجر عراق الحرية والمساواة والسيادة والديمقراطية والسلام

فألف تحية اجلال واكبار لشهداء الحزب الشيوعي العراقي وشهداء عموم الحركة الوطنية

وتحية تقدير واكبار لعوائلهم وتضحياتها الكبيرة

وعهداً على مواصلة النضال لتكملة المسيرة .. نحو وطن حر وشعب سعيد.