شهدت الجامعات العراقية توسعا كبير جداً  في السنوات الماضية، من حيث اعداد الطلبة الجدد المنضمين اليها، والذي يقدر عددهم بعشرات الآلاف وفي مختلف الاختصاصات العلمية، كالطب وطب الاسنان والصيدلة والعلوم والتحليلات المرضية وصولا الى الاختصاصات الانسانية وغيرها، وهنا بادرت وزارة التعليم  العالي الى افتتاح أقسام جديدة وكليات جديدة في الوطن لاستقبال الاعداد الهائلة من الطلبة الجدد، كما عملت على رفع معدلات القبول للمجموعة الطبية لما فوق المائة درجة، وبالنظر لتحسن الإمكانيات المادية للكثير من عوائل الطلبة وشدة التزاحم على الكليات الطبية، وجدنا ان المئات من الطلبة توجهوا للدراسة في بعض الكليات الاهلية المناظرة خارج العراق وداخله وفي كليات رصينة ومعترف بها.

ولغرض معادلة الشهادة الجامعية قررت وزارة التعليم العالي بالاتفاق مع الجامعات العراقية إجراء امتحانات ومعادلة وتقويم علمي لما درسه الطالب في الجامعات المناظرة خارج البلد لتأكيد  حصوله على علوم حقيقية ومعرفة جدية تضمن الكفاءة والاتقان لمادته التي درسها خلال سنوات الدراسة التي قضاها طالبا في تلك الكليات والجامعات وأيضا من باب العدالة والمهنية العالية.

لكن الحال لم يكن يسيرا ولا سهلا، بل شاقا وصعبا على الطلبة العائدين الى وطنهم، حيث يواجهون مشاكل وإشكالات كثيرة وتشدد غير مبرر في الامتحانات (التقويمية) مما يشكل عبئاً ثقيلاً على الطلبة الخريجين من جامعات وكليات خارج الوطن، وكأن الطالب المتخرج من الجامعة الأجنبية هو خصم ومنافس وليس من أبنائنا، وان التوجه الموجود هو بالضد من الطالب العراقي المتخرج من الجامعة الاجنبية!

ان هذا الحال يدعونا لأن نكون متعاونين مع الطالب العراقي الذي تحمل الغربة وتحملت عائلته تكاليف الدراسة من اجل ان يعود للعراق طبيبا او صيدلانيا يستطيع ان يخدم وطنه.

وانا هنا لا ادع للتساهل مع المستحقين، بل ادعو للتعاون وارشادهم وتوجيههم بما يخدم مستقبلهم ووطنهم، وذلك لان الطلبة الذين اختاروا الدراسة في الخارج اغلبهم من المجموعة الطبية وبفارق لا يزيد عن عشر درجات عن زملائهم ممن حصلوا على مقاعد في كليات وجامعات عراقية، علما ان البلدان التي تخرجوا منها لديها الاستعداد والرغبة ان تفتح الابواب امامهم للعمل في بلدانهم، لكنهم فضلوا العودة لخدمة بلادهم وليكونوا ثروة بشرية جديدة تضاف لعراقنا الناهض.

احبتي في وزارة التعليم العالي ايها السادة الكرام ان طلابنا الدارسين خارج الوطن،  جزء من ثروة الوطن فتعاونوا معهم وافتحوا الابواب للجادين والمجتهدين وافتحوا قلوبكم لهم لانهم بناة الوطن ومستقبله.

عرض مقالات: