الرياضة قطاع حيوي وكبير ومتفاعل ويؤثر ويتأثر بالواقع ويستطيع ان يساهم بقوة وحيوية في بناء نفسه وتحسين علاقته مع بقية قطاعات المجتمع . لذا نجد أبناء الرياضة وعشاقها وممارسيها يتحملون أدوارا كبيرة في دعم العلاقات الإنسانية وترسيخ تقاليد الحب في وسطهم وتقوية أواصر الاحترام والانضباط والالتزام التي هي صفات المجتمعات الإنسانية المتطورة . وفعلا تعلمنا وسمعنا ومارسنا وعشنا أياما جميلة وسلوكيات رياضية ترسخت فينا ونحن صغار الامس وصارت تقاليدنا ونحن شيوخ اليوم! لكن الواقع الرياضي الحالي نراه مختلفا وجديدا وغريبا عما عرفناه وألفناه ، الامر الذي يتطلب منا ان نبحث عن الأسباب والمسببات التي غيرت الحال وعبثت بالأحوال . حيث نجد اليوم تصرفات غير مسؤولة وحكايات لم يألفها الوسط الرياضي وفي مقدمتها الخلافات ما بين المؤسسات الرياضية والمشاكل ما بين قادة الرياضة بمختلف العابها . فالمنافسات على (الزعامة) على اشدها . هذا يدعي حقه بالقيادة والسطوة والمسؤولية وان من ينافسه بعيد عن هذا الحق! والبعض من العاملين في القطاع الرياضي يرفض كلام غيره ولا يقبل توجيها او ملاحظة تقال. وبسبب هذا نجد ان وزارة الشباب والرياضة في مواجه الاتحاد العراقي لكرة القدم ! وان اللجنة الأولمبية تعيش صراعات مريرة بين اقطابها تارة ومع وزارة الشباب تارة أخرى مع بعض الاتحادات الرياضية التي تعاني من إشكالات ومشاكل مع أبناء لعبتها والانقسام واضح جدا بين (موالاة) او معارضة ! وكل فريق يسقط الفريق المقابل ويوجه إليه جميع وسائل التسقيط وأنواع الهجوم واخر مستجدات (الشتائم) وبفعل هذا الواقع الحزين الذي تعيشه رياضتنا نجد البعض من طيبي القلوب وحاملي هم الوطن يسعون ويطالبون بتحقيق نجاحات وانجازات وابداعات رياضية ويأملون بميداليات جديدة لرياضة الوطن وبهذا الواقع أقول ويقول غيري من المتبصرين والعارفين بالواقع المر هذا: لامجال ولا فرصة لتقدم رياضي ونجاح وتوفيق وفق هذا الواقع وهذه الظروف . لان للنجاح أسسا وشروطا وضوابط في مقدمتها الانسجام والتفاهم بين قادة الرياضة وعقولها المدبرة ووضع مصلحة الرياضة أولا وابعاد المصالح الشخصية والمنافع الذاتية . عندها ستجد رياضتنا قد وضعت على السكة الصحيحة وان المستقبل سيقدم لنا بشائر النصر . اما بقاء الحال على ما هو عليه فلا رياضة ولا ابداع ولا انجاز . ولو تساءلنا عن السبب الحقيقي لهذا الواقع استطيع ان اوجزه بالمحاصصة المقيتة التي زرعها الأجنبي فينا ورعاها اذنابه! وغياب القوانين والتشريعات التي تضبط الإيقاع الرياضي وتحميه من سطوة الجهلة والاميين وانصاف الرياضيين..

عرض مقالات: