عندما كنت صغيراً كان يتردد على مسامعي كلام لا افهم بعضه، فأحاول حينها ان اعتصر عقلي الصغير كي افهم ما يقال من حديث كبار السن، واحيانا أوفق وكثيرا ما أفشل. وتمر الايام بي حبلى بالكثير فيشتد عودي وتسجل ذاكرتي صوراً وحوادث جمة.
اليوم استذكرت " مثلا قديماً" تردد على مسامعي في صغري كثيرا، وانا امر به مرور الكرام لكنه اليوم استوقفني شاخصا بقوة، عندما أرى واسمع ما يحدث من مهازل في بلاد ما بين القهرين.
(الكلاو) كلمة فارسية يراد بها الطاقية - التي توضع على الرأس- وهذه الكلمة استعارها العراقيون من الفارسيين خلال التزاور بين البلدين بحكم الجيرة والروابط التي تربط الشعبين، فأصبح للـ(الكلاو) مكانه في الموروث الشعبي العراقي وأخذ يطلق مجازا على كل عمل مخادع يقوم به شخص أو حزب أو حكومة ويطلق بالجملة (كلاوات). اليوم تكاثرت (الكلاوات) في عراقنا الجديد، حتى أصبحت علامة مميزة لتوجهات بعض من القوى السياسية والحكومية، بل تجد المهارة والحذق الكبير لبعض السياسيين بصناعة الخدع وهم يلبسون هذه (الكلاوات) برؤوس الناس الطيبين. وربما الخديعة الكبرى ما نراه اليوم من التفجيرات والحرائق واتهامات التزوير للانتخابات العراقية، فالحراك السياسي. حتى احتار المواطن العراقي وضاع عليه الخطأ من الصواب وأضحى نهبا للتصورات التي تأخذه بمختلف الاتجاهات ليجد نفسه في النهاية يقف في المكان ذاته الذي هو فيه.
ونتيجة للإحباط و"الكلاوات" أنتفض الشعب العراقي معبرا عن رفضه واستنكاره هذا الفشل وذلك التردي في الأداء الحكومي.
ضحك سوادي الناطور وقال : أيباه ... هذا الكلاو سالفته، سالفه بس لا تروح بعيد تره الكلاو أصله عراقي، أجانه ورث من بابل وآشور وسومر وما استوردناه من بره يعني عمله عراقية ميه بالمية وما ظل شي ما طب الكلاو بيه، فهذا "كلاو حيدري" و"كلاو يلعب ويه كلاو" و"كلاوات حجي علي""ولبس براسه كلاو" وخوش أكلاوات" وصارت اكلاوات بكلاوات، والكلاوجيه، وأكبر كلاو قشمرونه بيه الاشعة السينية والشينية اللي وصلتنه الهل الحال لا ماي لا كهرباء لا خدمات بس أخذ المهيوبون وينصبون علينه وما عرفنه منهم غير راح اسوي .. وهم كلشي ما مسوين، وما شفنه منهم غير أواعدك بالوعد واسكيك يا كمون وكلشي ما قبضنه منهم بس التسفيط، بس الياكله العنز يطلعه الدباغ ودباغكم عالباب!!!