تعد مهنة الطب من المهن القليلة التي يُلزم ممارسها بالقسم على انه سوف يلتزم بإنسانية عالية، ويعمل بأخلاقية خالصة.
ويُنظر الى الطبيب في العراق اليوم، بأنه المتهم الأول في مضاعفة مرض بعض الحالات التي يعالجها، أو موت أحد مراجعيه نتيجة خطأ طبي. حيث يجرّه ذلك إلى إشكالات قانونية ومشكلات اجتماعية وعشائرية تصل في بعض الأحيان الى التهديد بالقتل ودفع الديّة.
ورغم ان الأخطاء الطبية شائعة في كل دول العالم، الا أن ما يميزها في العراق هو انها لا تحل في الكثير من الأحيان، عبر الاجراءات القانونية، وان الاشكالات الناجمة عنها تتخذ أساليب وصورا شتى من ضمنها تحميل المستشفى او الطبيب المسؤولية الكاملة عما حدث، قبل معرفة نتائج التحقيقات القانونية.
في المقابل نرى الكثير من سلوكيات بعض الاطباء تشير إلى انهم مهتمون بالأموال التي يستوفونها من المريض، اكثر من اهتمامهم بالتشخيص الصحيح للمرض، بل نرى أحيانا ان الطبيب يتحايل على المريض ويوهمه بأنه مصاب بمرض ما، لغرض سحب المزيد من امواله.
وأحيانا يصبح المريض الذي يراجع إحدى المستشفيات الاهلية، صيدا سمينا، لدرجة اننا نرى معظم الكوادر الموجودة في المستشفى، متهيئة تماما لتسليبه وافراغ جيوبه!
وهناك البعض من العاملين في القطاع الصحي، سيطر عليهم الجشع كثيرا، فتراهم لا يحترمون تخصصهم ولا ينطقون بكلمة "ليس لدينا معلومات حول هذا المرض". فهم يجرّبون على المريض إلى حد التسبب بإعاقته أو وفاته. وهناك الكثير من المرضى توفوا نتيجة التشخيص الخاطئ.
المشرفون على وزارة الصحة جلهم من الأطباء، لكنهم لا يستطيعون محاسبة أي طبيب. فاللجان التحقيقية التي تشكل لمعرفة أسباب موت المريض، تبرئ الطبيب في معظم الأحيان، وتصرح بأن سبب الموت هو "السكتة القلبية". فيما يفتح بعض خريجي الكليات الطبية، عيادات خاصة بعد تخرجهم مباشرة، وهذا خطأ كبير لأنهم لم يتدربوا في المستشفيات تحت إشراف أطباء آخرين، ما يؤدي إلى حصول كوارث كبيرة.
ان التشخيص الخاطئ للمرض. قد لا يتحمل الطبيب مسؤوليته كاملة. فهناك مختبرات صحية تعطي في بعض الأحيان نتائج خاطئة، يعتمد عليها الطبيب، ما يؤدي إلى حصول أخطاء في تشخيصاته.
ولكون المستشفيات الحكومية تعاني مشكلات عديدة، ترى المريض يفضل مراجعة العيادات الخاصة والمستشفيات الأهلية، ليصبح عبارة عن مورد مالي مهم للأطباء، الذين تزيد أرباح البعض منهم يوميا، على ثلاثة ملايين دينار!
خلاصة القول، على الجهات المعنية بالجانب الصحي، أن لا تسترخص أرواح الناس.. وعلى الأطباء أن يتذكروا أن الطب مهنة إنسانية وليست تجارية مربحة!