لعب الفن دورا مهما في الحياة السياسية، سواءً كان معارضا ام مروجا لهذا النظام او ذاك. فأسماء فنانين مثل شارلي شابلن وبرتولد بريخت وفكتور جارا، أضحت رموزا لمعاداة الحروب والأنظمة الشمولية!

الساحة العراقية تعج بالعديد من الأسماء البارزة في عالم الموسيقى والغناء مثلاً، التي وقفت ضد الدكتاتورية وحروبها العبثية ومنهم كوكب حمزة وجعفر حسن وكمال السيد وسامي كمال وحميد البصري، وفنان الشعب الراحل فؤاد سالم وهذا غيض من فيض!

والمجال هنا لا يكفي لذكر اسماء كل الفنانين والمثقفين الذين وقفوا معارضة لأنظمة الدكتاتورية والاستبداد.

الفن، بشكل عام، يحمل رسائل للتوعية ونشر المعرفة، بالاضافة للمتعة ولإعادة إنتاج الوعي للمتلقي، وهو ما يطلق عليه الفن الملتزم.

أما الرياضة فعلاقتها بالسياسة أضعف، او قل أنها اقل مباشرة من الفن، بالرغم من أنها توحد الشعوب وتقرب بينها وتنثر الفرح والبهجة على قلوب المتفرجين!

وبمناسبة بطولة كأس العالم الحالية في كرة القدم، نذكّر بأن الأرجنتين فازت بكأس العالم عام 1978، وشعبها كان يرزح تحت أكثر النظم دكتاتورية في امريكا اللاتينية!

وفي ربيع العام نفسه تم إعدام مجموعة من المواطنين العراقيين من قبل سلطة البعث المندثرة، بحجة انتمائهم للحزب الشيوعي العراقي، وكان بينهم لاعب كرة القدم الدولي الشهيد بشار رشيد!

قبل ذلك وفي خمسينيات القرن الماضي، كان اللاعب الجزائري رشيد مخلوفي، الأشهر من نار على علم، يلعب ضمن تشكيلة الفريق الفرنسي وكان حائزا على جوائز عديدة كأحسن لاعب في العالم. وفي تلك السنوات ذاتها كان الشعب الجزائري يخوض معركة التحرير ضد الاستعمار الفرنسي. وقد وصل الخبر لمخلوفي، عن طريق اثنين من أصدقاء طفولته، بضرورة العودة للجزائر. وخلال أيام تم تهريبه ووصل الى الجزائر فعلا، وتم تشكيل فريق كرة قدم وطني، يقوده مخلوفي، تنقل بين الدول العربية لإجراء مباريات ودية، من أجل الحصول على دعم للثورة الجزائرية.

واستقبل الفريق بحفاوة كبيرة في الصين وفي فيتنام!

وما هي إلا سنوات وتحررت الجزائر، وجرى لقاء بين أول رئيس لها، احمد بن بلا، ومجموعة من الفنانين والرياضيين. كان اللاعب رشيد مخلوفي يرغب رغبة شديدة في العودة إلى فريقه في مدينة " سانت إتيان" الفرنسية التي ترعرع فيها. فطرح هذه الرغبة أمام الجميع على الرئيس بن بلا، فأجابه هذا:

" حاربنا سبع او ثماني سنوات من أجل الحرية، وانت اليوم حر ولك أن تذهب اينما تشاء"!

عرض مقالات: