قبل يومين كنت عائدا من الدائرة بسيارة زميلي (عباس) وعند مرورنا قرب المدينة الرياضية في البصرة قال:
ــ يوم أمس في لعبة قطر وسوريا أخذت أطفالي للمدينة الرياضية.. إنها عالمٌ مدهش حقاً، تشعر وأنت بداخلها كأنك في مكان سياحي كبير خارج العراق والبصرة.. عالمها ساحر وجميل!
أجبته : ولكن تنقصها الخدمات السياحية ، أليس كذلك؟
أجابني : نعم .. لو التفت المسؤولون إلى إكمال مرافقها السياحية كالفنادق والمطاعم والأكشاك لأضفت عليها جمالية أخرى!
المدينة الرياضية التي بوشر بإنشائها منذ عشر سنوات لم تكتمل مرافقها ، وينقصها إكمال الفندقين الكبيرين المشيدين فيها إضافة إلى المطاعم والكازينوهات، خصوصا وهي تقع قريباً من قناة البصرة المائية. إنها عالمٌ من التطوّر والرقيّ العمراني لم يكتمل بعد!
بادر زميلنا (علي) الذي كان معنا في السيارة قائلاً: نحن نفتقر إلى الوعي السياحي ، واستثمار الأماكن المؤهلة لذلك. فجزيرة أم الرصاص بالإمكان تحويلها إلى جزيرة سياحية رائعة من خلال استثمارها وبناء فنادق وصالات العاب ومتنزهات لجلب السائحين والزوار إليها.
نعم، ينقصنا الوعي السياحي ، فبلدنا يحوي من الأماكن السياحية أكثر ما يتصوره المرء، في البصرة وميسان والناصرية والديوانية والسماوة وبابل وبغداد، ولا ننسى الآثار والمراقد الدينية وغيرها. بالإمكان استثمارها سياحيا، لكننا لم نلتفت إليها وانشغلنا بصراعاتنا السياسية والطائفية والفساد الذي أكل الأخضر واليابس!
المدينة الرياضية ومن خلال ما شاهدناه عند إقامة أي مباراة في السنتين الأخيرتين و بعد رفع الحظر عن ملاعبنا بالتأكيد ستكون محطة مهمة للمسابقات الدولية والمحلية ، ما يؤكد مجيء الآلاف من مشجعي الفرق المتنافسة. لهذا علينا إكمال فنادقها والشروع بإنشاء مطاعم وأكشاك ومتنزهات قريبا منها إضافة إلى تبليط الشوارع المؤدية إليها من جهة منطقة القبلة. كذلك استثمار الجرفين الشرقي والغربي لشط العرب وجزيرة أم الرصاص وبناء فنادق ومتنزهات ومرافق سياحية لتكون معلما سياحيا واقتصاديا كبيرا!
هذا إضافة إلى الاهوار التي نسينا إنها أدرجت ضمن التراث الإنساني العالمي، وعلينا الاهتمام بها وإقامة مرافق سياحية مهمة لاستقبال السائحين والزوار واستثمارها لإنعاش اقتصاد البلد أيضاً !
ولا ننسى ايضاً إنّ الكثير من البلدان التي تفتقر إلى النفط ــ ونقمته لا نعمته ــ تعتمد على السياحة في اقتصادها وقد نجحت أيما نجاح ! السياحة توفر سيولة مالية كبيرة للبلد إذا استثمرت بالشكل الصحيح والنظيف، واذا تم توظيف الإعلام والدعاية الجيدة لذلك !
ان بلدنا يمتلك الكثير من الأماكن السياحية (آثار ومراقد واهوار وشطآن وغيرها) علينا أن نلتفت إليها ونهتم بها، ولتكون المدينة الرياضية وما شاهدناه من حضور كبير للجمهور العراقي ومشجعي البلدان المتسابقة عنواناً وخير دليل ننطلق منه لفتح ملف السياحة والاستثمار والاهتمام بهذا الجانب الحيوي والمهم اقتصاديا !