من المعيب ان تكون تحليلاتنا وتصريحاتنا وانتقاداتنا سطرية او بين بين او وقتية او مقتصرة على حالة معينة او تتبدل بالنتائج ، فان المشكلة الكروية في العراق لم تكن منذ سنوات مضت علة نتائج او نوعية لاعبين او عقلية مدربين ، فلاعبينا هم الأفضل خليجيا وعربيا وربما حتى آسيوياً، بموجب إحصائيات مضت وما زالت – ليس احمد راضي وحبيب جعفر ويونس محمود ونشأت أكرم.... آخر نسخهم – فالتاريخ ينبئنا عن الكثير والحاضر يؤكد فيما المستقبل مضمون، بكم كبير من القاعدة والمواهب التي تحسدنا عليها بقية الدول، فضلا عن بنية تطورت وملاعب تعددت واموال طائلة صرفت وملاكات تنوعت وإعلام متنوع كبير مساند معزز بقاعدة جماهيرية تكاد تكون هي الأوسع والأكبر في المنطقة.
إذا أين العلة.. دعونا نطلع على ما شهدناه من درسنا الأول وليس الأخير في بطولة الصداقة القائمة حاليا في البصرة وكيف بدا منتخبنا بأداء ونتيجة سيئة أمام المنتخب القطري الشقيق الذي تفوق بكل شيء وكادت ان تكون النتيجة اكبر لو لا حسن التوفيق. ففي قراءة معمقة سنجد ان لاعب قطري واحد هو اكرم عفيف قد بنى وأسس بشكل احترافي صحيح ، سلب اغلب لاعبينا المحترفين قدرة اللعب، تحكم بسير المباراة ونتيجتها بمساعدة بقية زملائه في صورة واضحة لانحدار مستوى اللاعب العراقي في المنتخب – لا اتحدث عن مستواهم في الأندية وعطائهم في الاحتراف – فالفارق واضح، لا يمكن للأندية المحترفة ان تدفع اموال طائلة دون ان يكون هناك عطاء متميز وهذا ما هو عليه لاعبونا الذين اثق بقدراتهم، لكنهم في المنتخب ينحدر مستواهم ويقل عطاؤهم ، ذلك ما شهدناه في تصفيات كأس العالم وبقية المباريات، حيث بدا الفارق كبيرا بين ما يتمتعون به ويحملونه من طاقات وبين ما يقدمونه مع المنتخب، سيما مع المنتخب الأول وأمام الفرق المتميزة المتفوقة إداريا وتكتيكيا.
هذه المشاهد ، لا تعليل لها الا علة واحدة كبيرة جدا – تمثلت في إخفاق وضعف المنظومة الكروية عامة، متمثلة في أغلب الأندية أولا، قبل الاتحاد الذي لا يمتلك القوة والقدرة حاليا بوضع مناهج وخطط قابلة للتطبيق القسري على الأندية التي للأسف الشديد، لم تعد تعتمد على آهل اللعبة حيث أصبحت بعض المناصب سيما المهمة منها، تشغل من قبل آخرين مدعومين بقواهم السياسية او الحزبية او غيرها من مقومات القوة في العهد الجديد، حتى صار حال اغلب الأندية ميؤس منه في إعداد اللاعب الذي يتمتع بكثير من الصفات التي حبانا الله بها، لكنها تموت جراء التدريب السيئ في الفئات العمرية وغياب المنافسة والإعداد والبطولات والاحتكاك الحقيقي، مع فضائح عدم الالتزام بالأعمار وما له من كوراث معروفة، مما جعل اغلب لاعبينا المحترفين، حينما يلعبون مع أقارنهم يبدون غير فاعلين في وقت نرى بعضهم يستأسد في بطولات الفئات العمرية التي لا تحتاج الى شرح.. بقدر ما ننتظر من الإخوة في الاتحاد والهيئات الإدارية ان يتداركوا الحال ويغيروا سياستهم العامة في البحث عن النتائج على حساب الأعمار السنية التي تركت بيد غير أهلها ولا موضعها.. مما جعلنا نبدو بهذه الصورة البائسة التي لا يوجد لها حل إن لم تتغير آليات العمل وأساليب الإدارات والأهداف المتوخاة من الأندية قبل غيرها. والله ولي التوفيق.

عرض مقالات: