انطلق "الماراثون" الانتخابي في اتجاه نقابة الفنانين العراقيين بحماس كبير بين مجموعة من المرشحين للتنافس على منصب النقيب.
هذه النقابة التي تعاني من إهمال واضح من قبل الدولة التي لم تخصص لها اي دعم مالي لكي تستطيع أن تقوم بمهامها على الوجه الصحيح، بالرغم من حصول العراق خلال السنوات السابقة على ميزانيات انفجارية قضم معظمها الفساد. حتى المكافأة السنوية التي خصصت للفنانين والأدباء والصحفيين تم إلغاؤها في السنتين الماضيتين، مما ولد احباطا عند الفنانين وشعورا بأن هذا الإهمال مقصود من قبل الأحزاب المتنفذة!
مع هذا حاولت النقابة في الدورة المنتهية، ممثلة بنقيبها صباح المندلاوي وبقية أركان مجلسها المركزي وشعبها المختلفة، انتزاع بعض المكتسبات منها: توزيع قطع اراضي على الفنانين بموافقة رئيس الوزراء الأسبق ( للأسف لم تنفذ القرار معظم البلديات، وخاصة في بغداد!)
واستطاعت النقابة الحصول على تخفيض بسيط في تذاكر السفر على الخطوط الجوية العراقية (25%)، وساهمت بعلاج بعض المرضى من خلال التنسيق مع منظمة "داري" الإنسانية وبقية المؤسسات المعنية. حصلت كذلك على معونات مالية للمحتاجين من الفنانين من وزارة الثقافة. وأخيرا حصلت على مقر في بيت تراثي بعد ان كانت تستأجر شقة صغيرة، وابتلع الإيجار معظم ميزانيتها المتواضعة!
واستطاع النقيب المندلاوي تنظيف النقابة من الطارئين عليها الذين تسللوا اليها في فترات سابقة.
ما تميز به النقيب المنتهية فترته صباح المندلاوي، ( والمرشح اليوم، مجددا، لنفس المنصب ) هو تاريخه الشخصي النظيف، حيث وقف بجانب الشرفاء من أبناء وطنه، ضد الدكتاتورية المقيتة طيلة عشرات السنين، مختارا الالتحاق بفرق الأنصار المقاتلين في جبال كردستان طيلة عقد من السنين، متنقلا بين قراها وقصباتها ليقدم مع رفاقه المكافحين عشرات العروض المسرحية التنويرية. ثم بعد ذلك بقي في منفاه الدمشقي ناشطا وسط المعارضة ( وبالأخص في إذاعة المعارضة العراقية في دمشق ) كفنان واعلامي يهمه إزاحة الغمة عن شعبنا. وبعد سقوط الصنم عاد مجددا الى وطنه لكي يكون فاعلا ومؤثرا ونموذجا متميزا للنزاهة والتواضع.
هذه الصفات ما زال الوسط الفني يراها ضرورية في شخص النقيب الجديد! إذ لا يمكن بأي شكل من الأشكال القبول بمرشح تحوم حوله شبهات فساد في هذا الموضع او ذاك!
ولا يمكن، في هذا الزمن الجديد، ان يمثل الفنانين من كان يتماهى مع النظام المقبور، رادحا او واشيا بزملائه، أو من كان مساهماً بتبييض وجه الفاشية الكالح!
والشروط الأخيرة هذه يفترض أن تطبق على من يرشح للانتخابات النيابية ايضا!

عرض مقالات: