يتألم شعبنا العراقي كثيراً وكثيراً جداً وهو يتابع الاداء السيئ والسيئ جداً لمعظم القوى السياسية المتنفذة حيث طغت المصالح الشخصية والعائلية والعشائرية والحزبية الضيقة والفئوية والطائفية والمناطقية بشكل فاق كل التوقعات، نعم، طغت على مصالح ملايين المحرومين والمظلومين من ابناء الشعب. بل ان بعض الشخصيات المتنفذة اصبحت مع الاسف الشديد حاضنة دافئة ومنعشة لمافيات الفساد المالي والسياسي والاداري بشكل او بآخر. وهي المافيات التي لعبت بمقدرات المواطنين وبالاموال العامة وبمشاريع الاعمار لعباً في العلن وفي وضح النهار وامام الملأ ولا ندري ما فعلته سراً!
نعم يتألم شعبنا كثيراً عندما يشاهد مشاريع اعمار وهمية وشبه وهمية تستنزف الاموال العامة، ويتألم كثيراً عنما يسمع طروحات وهمية تبتز عقول الناس وافكارهم بالخداع والدجل. وقد تألم شعبنا كثيراً عندما شوهت مفاهيم حضارية وافرغت من محتواها واصبحت الحرية حرية سلب ونهب الاموال العامة لصالح الفرد والعائلة والعشيرة والطائفة، واصبحت الديمقراطية توافقاً على اقتسام الغنيمة (السلطة) بين ما يسمى مكونات الشعب العراقي وهي بريئة تماماً مما يجري باسمها.
يتألم شعبنا المظلوم عندما يسمع تصريحات وهمية حول حل أزمة السكن الخانقة وحول انشاء مدن سكنية في الخيال وفي الخيال وحده وملايين العراقيين يسكنون في اكواخ الطين وبيوت الصفيح في ما يسمى العشوائيات بدون خدمات تليق ببني البشر، واكثر من ربع الشعب العراقي يعيش عميقاً تحت خط الفقر بل وفي فقر مدقع.
ان الذي يبعد من فقد رشده واسكرته نشوة السلطة والجاه والمال عن اللعب بمقدرات شعبنا المظلوم هو الناخب العراقي عبر توجهه الى صناديق الاقتراع والادلاء بصوته. هذا الصوت الذي لا بد ان يعلو فوق كل الاصوات المتخلفة والانتهازية والمصلحية عبر انتخابه من هو الاكفأ والاجدر والاكثر نزاهة واخلاصاً من الذين عملوا بلا كلل او ملل من اجل مصالح الشعب العراقي وضحوا بالغالي والنفيس من اجل سعادة شعبهم ورفاهيته، وتوجوا نشاطهم بتشكيل تحالف (سائرون) من اجل التغيير والاصلاح وتخليص شعبهم من آلامه المزمنة باصوات كل احرار واخيار وشرفاء الشعب العراقي.

عرض مقالات: