كتب في هذا العمود بتاريخ 12 تشرين الاول 2009 ما يلي: دعا السيد رئيس الوزراء بخطاب القاه الى عدم اخذ الفاسدين بالرحمة. وقال فيه ان العراق بحاجة الى شن حملة ضد الفساد تضاهي الحملة ضد الارهابيين ولكن المظلومين في الارض العراقية يرون انه على السيد رئيس الوزراء ان يهيئ البيئة المناسبة لشن تلك الحملة لتؤدي غرضها المطلوب ولتهيئة البيئة المناسبة فلا بد من فتح الباب على مصراعيه لملف اقارب كبار المسؤولين الذين يحتلون مناصب حساسة دون وجه حق وخلافاً لقواعد التعيين المرعية تؤهلهم الى تلك المواقع وان اغلبهم صاروا حلقة للفساد والرشوة بل ان اغلب اقارب المسؤولين اسفنجة كبيرة تمتص معظم الايفادات والمكافآت وعقود التجهيزات والمقاولات بل ان اغلبهم قد اخذ صلاحيات المسؤول الاول منهم الذين يعينون وينقلون ويعاقبون ويقيمون الموظفين لا على ضوء كفاءتهم طبعاً ولا على ضوء المصلحة العامة بل على ضوء علاقة الموظفين الشخصية بهم. لقد حول بعض اقارب المسؤولين مكاتبهم ومكاتب المسؤولين الى مضايف لعشائرهم وللعشائر الموالية لهم للبحث عن الغنائم. ان هذه الزمرة بالتأكيد ستكون احدى اهم موانع الحملة الجادة لمكافحة الفساد وستحاول بكل الطرق والوسائل احتواء الحملة وافراغ الحملة من محتواها تدريجياً بل سنراهم هم من يحمل راية مكافحة الفساد والمفسدين. هذا ما كتب في هذا العمود بتاريخ 12 تشرين الاول 2009 وما زالت مكاتب بعض المسؤولين مضايف لعشائرهم بدلاً من مكاتب لمتابعة قضايا ومشاكل وهموم المواطنين مع الاسف الشديد وما زال رئيس الوزراء حيدر العبادي يؤكد باستمرار ان العراق بحاجة لشن حملة ضد الفساد تضاهي الحملة ضد الارهابيين ولا نعلم متى ستشن تلك الحملة التي طال انتظارها.
يا سادة يا كرام لن يحارب الفساد اذا لم يوضع الشخص المناسب في المكان المناسب بغض النظر عن دينه ومذهبه وقوميته واتجاهه السياسي بل النظر الى نزاهته واخلاصه وكفاءته وخبرته العلمية والعملية وهذا ما لم يحصل حتى هذه اللحظة مع الاسف الشديد فما زال الانتهازيون والمتسلقون والمفسدون والوصوليون وماسحو الاكتاف يتربعون على معظم عروش الدوائر والمؤسسات بدلاً من العناصر النزيهة والمخلصة والكفوءة مع الاسف الشديد.

عرض مقالات: