لست يائسا أو قانطا مما يجري، فالأيام حبلى بالمفاجآت، وما حدث البارحة في انتخاب رئاسة مجلس النواب لا يوحي بأن عجلة العراق ستأخذ طريقها على السكة الصحيحة، تبعا للظروف التي جرى فيها الانتخاب، فالشائعات عن حجم الفساد الذي رافق عملية الانتخاب، والرشى التي قيل انها دفعت، والجهات الي آزرت الفاسدين في تبوء أعلى منصب تشريعي، لن يمر بسلام، لان الشعب سيقول قولته، وسيكون الرد من الجماهير التي استغفلت بشعارات كاذبة لتمرير أجندة خارجية تقف خلفها دول لها مصالحها في استمرار نزيف الدم العراقي واستشراء الفساد والابتعاد عن بناء الدولة الوطنية الديمقراطية. فالتقاليد المدنية الحرة هي وحدها الكفيلة بإنقاذ العراق وإخراجه من الخانق الذي أعد له ليكون مكللا بقيود ثقيلة يحتاج الخلاص منها عملاً وجهداً كبيراً.
أن ما حدث في جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب العراقي كما أوردت وكالات اخبارية أمر يستحق أن نقف عنده كثيرا فالرشى دفعت بشكل علني كما نقل عن تصريح النائبة ماجدة التميمي، ومن يدفع للوصول إلى منصب لابد له أن يستحصل أضعاف ما دفع، لأن السياسة في العراق أصبحت تجارة تتعامل بمنطق الربح والخسارة، وإن ثبت ما قيل ويقال فإن العراق يسير في درب "الصد ما رد" وستكون السنين المقبلة أسوأ من سابقاتها، وسيكون للفساد رؤوسه الكبيرة إلى جانب من سبقها من رؤوس كان لفسادها آثاره خلال السنوات الماضية، وسيشرعن الفساد بقوانين ربما تزيد عن القوانين التي شرعت سابقا تحت إطار العفو العام الذي شمل الفاسدين والمجرمين دون استثناء ويشمل بأثر مستقبلي الفساد المقبل.
وإذا قيض للمؤامرة الكبرى أن تمر كما مرت اليوم، فسيكون لساحات التظاهر دورها في إعادة الحق إلى نصابه ولا بد للمغرر بهم من أبناء شعبنا ممن انتخبوا الفاسدين أن يعودوا إلى رشدهم، ويعرفوا حجم الضرر الذي حدث جراء سوء اختيارهم، وقد يشاركون بكثافة في الدعوة إلى التغيير الذي لابد أن يكون له صوته المدوي بعد أن حدث ما حدث وكشر الفاسدون عن أنيابهم بدعم وإسناد من قوى تلبست بلباس الوطنية.
قال سوادي الناطور بصوت لاهث: اخذ فالها من أطفالها، والمهلوبة گامت تعلس بجلالها، والصار اليوم ما چان عالبال، لكن لا تأيس تره العراقيين ما يسكتون عالضيم، ولا يطخون للظالم، وهسه أتشوف تاليها، لأن ما يصح غير الصحيح، والشمس طلعت عالحراميه، والوادم عرفت منو وياهه ومنو العليها، وهذه عرس واويه، وتالي الليل تسمع حس العياط، من يتعاركون الحرامية بيناتهم!!