الطفولة والتهيئة “للهجرة إلى النجف”

ولد حسين مروَة في قرية حداثا قضاء بنت جبيل- جبل عامل جنوب لبنان في العام 1910 وذلك بحسب الهوية، ولكنه يقول إن والده علي مروّة “سجل بخطه انني ولدت عام 1326 هجرية ويوازيها 1908 ميلادية” (مروة حسين، ولدت شيخاً وأموت طفلاً، سيرة ذاتية في حديث أجراه معه عباس بيضون، ط 1، دار الفارابي، بيروت، 1990، ص 15). وإذا “علمنا أن أول محرم 1326 ه، يصادف فيه الثلاثاء الرابع من شباط 1908، وأول محرم 1327 ه، يصادف فيه السبت 23 كانون الثاني 1909، يتبين لنا أن ولادة حسين مروَة هي في شهر من شهور 1908م” ( مروَة أحمد، سيرة حسين مروَة كما أرادها أن تكتب. ولدت رجلاً وأموت طفلاً، ط1، دار الفارابي، بيروت، 2018، ص 31). وعن والده يقول إنه كان رجل دين تلقى دراسته الدينية في النجف “وكان رجال الدين وعامة الناس يقدرونه ويكرمونه لما عرف به من نزاهة وترفع وعزة نفس ولاجتنابه محاباة الزعماء والاقطاعيين، ولورعه الديني”. (مروة حسين، ولدت شيخاً وأموت طفلاً…، ص 15).

عاش حسين مروَة في طفولته تربية صارمة، كان لها انعكاسها على شخصيته، لأن والده الشيخ علي مروّة كما يقول حسين مروَة كان يريده أن يكون “خليفته في عمله الديني (…). الأمر الذي طبع حياتي كلها. ومن جملة ما أصابني من هذه التربية حرماني الكلي من طفولتي (…). أورثتني تربية الوالد حياء مقيماً لكنها تركت في خصالاً حميدة منها عزة النفس والترفع عن الدنيا والتورع الخلقي عن كل ما يدنس النفس ويشوب سيرة المرء وسلوكه وتهذيب النفس واللسان”. (ولدت شيخاً وأموت طفلاً، ص 16. وأيضاً، في مروة أحمد، سيرة حسين مروَّة كما أرادها أن تكتب…، ص 31-32). حتى والدته (سكنة) كانت، كما يذكر حسين مروَة، قاسية في تربيته وذلك من أجل ضبط سلوكه المرسوم له في إطار الحلم، حلم العائلة، يصف ذلك بقوله “تعلمت في طفولتي مكابدة الحرمان وتكلّفت مسالك الكبار، من هنا كان عنواني للسيرة التي كنت أزمع كتابتها (وُلِدت شيخاً وأموت طفلاً)”. (مروة أحمد، سيرة حسين مروة كما أرادها أن تكتب…، ص 33). وعن هذا الحلم يقول حسين مروَة إنه “لَبِسني قبل أن أجتاز سنَ الثامنة.. ولَبِستْني معه العمامة والجبَة قبل أوانهما ”الطبيعي“.. العمامة والجبَة، كرمز للحلم ذاته أولاً، وكأداة إلزام لي بموجبات الحلم ثانياً.. قلت: حلمي؟.. لا عفواً.. ذلك كان منذ البدء، حلم أبي، ثم أمي والأسرة، ثم سائر العائلة في سائر جبل عامل”. (مروة حسين، من النجف دخل حياتي ماركس، مجلة الطريق، بيروت، العددان الثاني والثالث، حزيران (يونيو)، 1984، ص 172).

إذن، كانت تنشئة حسين مروَة كلها تصب في تأهيله للذهاب إلى النجف ليعود إلى قريته رجل دين معمم، وبسبب ذلك انصب همَه على السفر إلى النجف وتلبية رغبة والده، ولكن وفاة والده وضعت عائلته في حال من الفقر أثرت على تحقيق تلك الرغبة، إلا أنه عمل على تحقيق حلم والده ووالدته، وبدأ يذهب إلى القرى التي تُعقد فيها حلقات الدرس، يقول “لقد شعرت بنوع من النهم نحو العلم وبدأت أجري نحو القرى مشياً على الأقدام لكي أتصل بأهل العلم وأدرس عليهم مما يؤهلني لتحقيق ذلك الحلم، وكانت أمي تنظر إلي باعتزاز وتشجعني، وكان هذا يزيدني عزماً وإصراراً على المضي نحو العلم”. (مروة أحمد، سيرة حسين مروة كما أرادها أن تكتب…، ص 45). وبقي يتنقل بين المدارس إلى أن أنهى دراسته في مدرسة النبطية (جنوب لبنان)، وبذلك تأهل للسفر إلى النجف، وبعد تأمين المستلزمات المادية سافر حسين مروّة، أو بحسب تعبيره هاجر، إلى النجف في العام 1924.

المرحلة النجفية

عند وصول حسين مروَة إلى النجف كانت فرحته كبيرة فقد أحس أنه في طريقه إلى تحقيق حلم والده ووالدته. يصف لحظة وصوله إلى النجف بأنها كانت لحظة فرح وانبهار، ولكن كان عليه، بحسب نظام التدريس المتبع في النجف اختيار الأستاذ الذي سوف يدرس عليه، وأيضاً كان عليه البدء في دراسة المنطق، فهو قد أنهى دراسة النحو التخصصية في مدارس جبل عامل. ويذكر في سيرته أنه في تلك المرحلة انتقل مع زملائه من طلبة جبل عامل إلى دراسة المنطق على أستاذ تركي الأصل، كان له أثره الكبير على مجرى حياة حسين مروة، هو “الشيخ محمد الكنجي ولهذا الأستاذ أثره في حياتي فإلى كونه متمكناً من المنطق، قديراً في تدريسه كان رجل دين مستنيراً بعيداً عن الجمود والتزمت. وقد يكون لهذا الاستاذ يد في التغيير الذي قلب فيما بعد مجرى حياتي”.( مروه حسين، ولدت شيخاً وأموت طفلاً…، ص. ص 31-32. وأيضا مروة أحمد، سيرة حسين مروة كما أرادها أن تكتب…، ص 67).

يقول حسين مروَة إن هذا الحلم لم يعش معه في النجف أكثر من عام، بدأ الحلم “ينتابه الضمور والذبول في ذاتي، أي أخذ يفقد – شيئاً فشيئاً- صفته كحلم لي، ليعود أخيراً الى ما كانه في البدء: حلم الأسرة والعائلة في جبل عامل، فحسب”.(مروة حسين، من النجف دخل حياتي ماركس، مجلة الطريق، مصدر سابق، ص 173.) فقرر العودة إلى لبنان، وترك الخط المرسوم له وإنْ كان إلى المجهول، “إلى المجهول؟.. لا.. سرعان ما تحول المجهول معلوماً.. ذلك بفضل الحلم المنطفئ ذاته (…) فهو الذي أشعل في داخلي (…) حافز المغامرة في طلب المعرفة حتى في أعمق غابات المجهول (…) المجهول صار معلوماً، هو العلم إذن.. هو العلم، نهجاً وهدفاً معاً”. ( المصدر نفسه، ص 174).

إنه الاختيار الأول الذي اتخذه حسين مروَة في العام الأول من دراسته في النجف أي تحديد وجهة مصير حياته، يقول: “كان عليَّ أن أختار: إما قرار العودة الى الارتباط النهائي بذلك الحلم الذي حملني هو الى دار الهجرة، النجف، أي أن أقرر – منذ لحظتي تلك- متابعة السير في مسار ”المهنة“ التي كانت كل مطمح الحلم.. وإما أن أقرر الانعطاف القاطع عن هذا المسار. لكن الى أين؟.. هذا الأمر لم يكن له حساب عندي في لحظات الاختيار، لأنه لم يرتفع الى مستوى كونه أحد طرفي الاختيار.. ما كان يعنيني – في لحظتي تلك- سوى أن أختار: إما متابعة الخط المرسوم لي من قبل، وإما الانعطاف عنه، وإن إلى المجهول!.. لم أتردد مطلقاً.. اخترت فوراً.. وانقطعت العلاقة المباشرة مع الحلم”. ( مروة حسين، من النجف دخل حياتي ماركس، مجلة الطريق…، مصدر سابق، ص.ص. 173- 174). ولكن حسين مروَّة يسأل نفسه “كيف الدخول في هذا المجهول/ المعلوم؟. كيف، وقد تحولت العلاقة مع الحلم الذاهب، أي مع طريقي الوحيد حينذاك الى العلم، تحولاً يعني انسداد هذا الطريق أمامي تلقائياً، كما هي طبائع الأمور في مثل وضعي ذاك. لا بد من الدخول.. هكذا قلت. سأبقى في النجف.. سأتابع الدراسة في النجف.. هكذا صممت. ذلك هو الاختيار الثاني الحاسم: سأبقى… سأتابع.. رغم كل الأسئلة المستنفرة في داخلي ضد هذا الاختيار. رغم كل الإثارات المحتملة في داخل ذاتي حيال هذا القرار (…). سأبقى.. سأتابع.. لكن الهدف واحد أحد، هو المعرفة، هو العلم، دون ”المهنة“.. سأبقى وأتابع الدراسة النجفية حتى استكمال مراحلها جميعاً”.( مروة حسين، من النجف دخل حياتي ماركس، مجلة الطريق…، مصدر سابق، ص 174)، وهو القرار الذي التزم به حسين مروَة بالرَّغم من بعض الانقطاعات القصيرة.

يصف حسين مروَّة قراره/ اختياره الأوَل والثاني بأنهما أحدثا تغيراً في حياته فقد أصبح يملك حريته وحرية اتخاذ قراره وكان ذلك بمثابة الباب أمامه للدخول إلى عالم قراءة أوسع مما هو في مقررات التدريس في النجف، فقد وسّع قراءاته ونوّعها مما عرضه لخلافات وصدامات مع زملائه ومقررات التدريس المفروضة. هنا يذكر حسين مروَة أن النجف كانت سوقاً للنتاج العربي كله، وانه كانت تصل إليهم المطبوعات والكتب الصادرة في البلدان العربية، مصر، وسوريا، ولبنان، وبالتالي كانت فرصة للاطلاع على نتاج مفكرين وأدباء وعلماء، والاطلاع أيضاً على أعمال مترجمة. يصف حسين مروَة هذه المرحلة من حياته بأنها كانت مرحلة الخصب المعرفي.. يقول “قرأت فيها أشتاتاً من المعارف، لا تنتظمها وحدة، بل يتخللها الاختلاف حتى التناقض.. كنت أقرأ الأدب الرومانسي، مع الفكر العلمي، مع الكتابات العلمية الخالصة، مع البحث الاجتماعي: نظرياً وميدانياً (…). ذلك النهج النفّاذ الذي علمني كثيراً ومهّد لي الطريق الى ماركس، ثم وصل بي الى ماركس”. ( مروة حسين، من النجف دخل حياتي ماركس، مجلة الطريق…، مصدر سابق، ص.176).

مرحلة التحول الفكري

أنهى حسين مروَة مراحل تعليمه الديني في النجف في العام 1938، وبدأت في أوائل الأربعينيات مرحلة التحول لديه نحو الخروج من حلم والده وأسرته والبدء في العمل الفعلي خارجه، لكسب العيش. في تلك الفترة تنقل حسين مروَة بين العراق وسوريا، ولبنان، بحثاً عن عمل، وكانت عودته النهائية إلى بيروت في العام 1949.

اطلع حسين مروّة على أفكار شبلي شميل وإسماعيل مظهر، وهما اللذان كان لهما التأثير على تحولاته الفكرية نحو المادية، وعلى أفكار سلامه موسى، وذلك بين عامي 1925- 1927، وهي السنوات الأولى لمرحلة تحولاته الفكرية. كانت كلمة “اشتراكية” تتردد كثيراً في قراءات حسين مروّة في هذه المرحلة، يقول إنه لم يلتق ماركس إلا مرات قليلة وخاطفة فالقراءات “الجاهدة والحائرة حول الاشتراكية، في سنوات العهد الأول لهذه المرحلة، كانت بعيدة عن ماركس، أي بعيدة عن اسم ماركس أولاً، وبعيدة عن اشتراكية ماركس (الماركسية) ثانياً. كثيراً ما كان مفهوم الاشتراكية يختلط في الكتابات العربية ”النهضوية“، اختلاطاً طريفاً، بمفاهيم متغايرة أو متناقضة، وكثيراً ما كان جوهر قضية الاشتراكية، أي المسألة الطبقية، يزوغ خلال هذه الكتابات الى خارج القضية، أو يختفي كلياً، وتبتعد الكتابة – بالطبع إذن- عن واقع الحركة الاجتماعية”. (مروة حسين، من النجف دخل حياتي ماركس، مجلة الطريق…، مصدر سابق، ص. ص. 177- 178). اللقاء الأول بين حسين مروَة واسم ماركس كان في العام 1926، يقول عن ذلك اللقاء”صحيح أن هذه أول مرة ألتقي فيها ماركس.. لكن ماركس هذا، الذي التقيته عند فرح أنطون، لم أستقبله بارتياح، ولم أشعر أنه هو الذي سيخرجني من بلبلة المفاهيم المختلطة للاشتراكية.. فماركس هذا هو -أولاً- ”فيلسوف منا“، أي من هؤلاء ”العمال“ الذين يبتسرون – اعتباطاً- حل المشكلة الاجتماعية – الطبقية الكبرى بحيث ينحصر هذا الحل في ”إشراك العمال في ربح العمل“.. وهو مع ذلك – ثانياً- ”من أشد انصار العمال غلواً“.. وهو – ثالثاً- مع ذلك أيضاً له رأي في الملكية يناقض رأي أرباب العمل.. كيف تجتمع هذه التناقضات في شخص هو – إلى ذلك كله- فيلسوف من الفلاسفة؟ رغم هذه الهواجس المقلقة، وقع في نفسي أن ماركس هذا لا بد له شأن عظيم في القضية التي يتحدثون عنها كثيراً باسم ”الاشتراكية“.. لكن، كيف سأصل الى صاحب هذا الشأن العظيم بصورته الحقيقية دون الصورة المضطربة هذه؟.. بدءاً من هذا السؤال، بدأت أدخل في العلاقة السليمة مع ماركس.. ومن هنا بدأ ماركس يدخل حياتي وما ازال في النجف”. (المصدر نفسه، ص. ص. 178-179).

الشبيبي أدخل ماركس الى حياته

للقاء حسين مروَة مع ماركس “الماركسي”، بحسب قوله، قصة تعكس نضالات الشعب العراقي الوطنية في تلك المرحلة التاريخية ودور الشيوعيين العراقيين فيها، يقول إن ماركس الحقيقي “الماركسي” الذي هو غير ماركس الذي قرأه عند فرح أنطون، وصلَ إليه من الشيخ حسين محمد الشبيبي، وهنا يذكر حسين مروَة، أن هذا الشيح هو نفسه الشهيد الشيوعي المعروف الذي أعدمه النظام الملكي مع الشهيد فهد في بغداد. كانت صلة حسين مروَة مع الشيخ الشبيبي من خلال مجلة “الهاتف” النجفية التي كان يكتب فيها مقالة أو قصة أسبوعية، وذلك خلال أواخر ثلاثينيات القرن العشرين وهي فترة حلقته الدراسية الأخيرة في النجف. يقول حسين مروّة إن مجلة “الهاتف” كانت في تلك المرحلة مجلة معظم المثقفين العراقيين، مما فتح الباب أمامه في توسيع علاقاته الفكرية والأدبية، ويحدد انه “في هذا الأفق انعقدت صلتي بـ ”الشيخ“ الشيوعي (حسين محمد الشبيبي)”. (مروة حسين، من النجف دخل حياتي ماركس، مجلة الطريق…، مصدر سابق، ص. 179).علاقته معه فتحت الباب أمامه للقاء ماركس الحقيقي من خلال أعماله، فالشيخ حسين الشبيبي أهداه نسخة من “البيان الشيوعي” مشترطاً عليه أن يقرأها أكثر من مرة.. يصف تلك التجربة بقوله “ولكي أستحق شرف هذا الإهداء عشت مع ”البيان“ في هذه النسخة العزيزة يومين كاملين متتاليين، ثم رجعت إليه منشرح الصدر، مفعماً بفرح المعرفة بأضوائها الجديدة الكاشفة”. (مروة حسين، من النجف دخل حياتي ماركس، مجلة الطريق…، مصدر سابق، ص. 179). دور الشيخ حسين الشبيبي في تعريف حسين مروّة على ماركس لم يتوقف عند هذا الحد، فقد كان له الدور في لقائه، كما يذكر في الموضع نفسه، مع أفكار لينين ومواقفه وذلك عند سؤاله للشيخ الشبيبي حول قضية وطنية في تلك المرحلة، فأجابه الشيخ الشبيبي بالاستشهاد بلينين، هنا يذكر حسين مروّة أنه اعترضه “متسائلاً: لماذا لا يستشهد بالماركسية؟، قال: اللينينية هي الماركسية مطبَقة على الواقع الملموس تطبيقاً إبداعياً تميز به لينين في عصر الثورة الاشتراكية العلمية المتحققة على الأرض بالفعل”. (المصدر نفسه، والصفحة نفسها) هذا التحديد لمفهوم تمييز كونية القوانين الماركسية العامة كان له الدور الرئيس في تمييز حسين مروَة للمنهج المادي التاريخي في دراسته للتراث العربي- الإسلامي. توسعت قراءات حسين مروَة لماركس وللينين في فترة الأربعينيات، فترة الحرب العالمية الثانية، وشعر بحاجة إلى قراءة لينين أكثر. فكانت مسيرة اللقاء الفكري بينه وبين النظرية الماركسية والمنهج المادي التاريخي الذي أتخذه منهجاً لدراسة الفلسفة العربية – الإسلامية.

النشاط السياسي وقرار الإبعاد من العراق

شاركَ حسين مروَّة في الوثبة/ الانتفاضة الوطنية العراقية التي حدثت في نهاية العام 1947 ضد معاهدة بورتسموث التي أبرمتها السلطات العراقية مع الاستعمار البريطاني، وما تحمله من قيود سياسية وعسكرية تنزع السيادة الوطنية العراقية، وهي معاهدة كانت مقدمة لأحلاف عسكرية في الشرق الأوسط مع البريطانيين، وشكلت التمهيد لحلف بغداد في ما بعد.

أسقطت معاهدة بورتسموث، وأخذ حسين مروَة على نفسه الانحياز إلى الانتفاضة، وأصبح على يقين أن الشيوعيين يحملون عبء صون الانتفاضة. كان يكتب مقالاً يومياً في جريدة “الرأي العام“، ويقول في تلك الفترة “لم أكن ”شيوعيا“ بعد، لكن كنت كاتباً وطنياً أكتب موقفي الوطني بصراحة وجراءة كل يوم في صحف بغداد، لا سيما في جريدة ”الرأي العام“ اليومية (صاحبها شاعرنا الأكبر الجواهري).. وقد اتفق أن أكتب مقالاً بعنوان ”نوري السعيد بين العقل والعاطفة“(مجلة ”الحضارة“) تعليقاً على تصريح له ”ينصح فيه شعب العراق أن يركن الى ”العقل“ بدل ”العاطفة“.. بعد أسبوع واحد على نشر المقال عاد نوري السعيد الى الحكم وبعد أسبوع واحد من عودته فوجئت بقرار الابعاد فوراً” من العراق. (مروة حسين، من النجف دخل حياتي ماركس، مجلة الطريق، مصدر سابق، ص. 182).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*سكرتير تحرير منصة “تقدم”

مقتطف ضاف من مقال - منصة “تقدم” – 17 شباط 2024

عرض مقالات: