بعد تهديد ووعيد، شنت الطائرات الامريكية التي انطلقت من الولايات المتحدة، ومن قواعدها في دول الجوار، غارات صاروخية مدانة على مواقع امنية وعسكرية في داخل العراق وسوريا.

ويأتي هذا التصعيد في وقت يواصل فيه الكيان الصهيوني حرب الإبادة ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية بدعم امريكي مكشوف، بالأسلحة والمال والاعلام والحؤول دون ان يتخذ مجلس الأمن قرارا لإيقاف آلة القمع الصهيوني الممنهج.

ان هذه الاعتداءات الامريكية المتكررة على سيادة واستقلال بلدنا والمنتهكة لقواعد القانون الدولي، والتي من المتوقع ان يكون المزيد منها خلال الايام والاسابيع القادمة حسب تصريحات الرئيس الامريكي والبنتاغون، لن تزيد الأوضاع الا تعقيدا، وتؤدي عمليا الى توسيع دائرة النزاع في المنطقة وتضيف عوامل جديدة الى حالة التأزم فيها والذي اخذ مديات خطرة جدا.

اننا في الحزب الشيوعي العراقي إذ ندين بشدة ونستنكر هذه الاعتداءات وغيرها من الانتهاكات المتتالية التي تطال سيادة البلاد وأمنه من قبل أطراف دولية واقليمية، في أي بقعة من أرضه، نرى أن مسؤولية العمل من أجل وضع حد لهذا المسلسل الخطير من الاعتداءات، تقع أولا على عاتق الحكومة العراقية والقوى السياسية النافذة، المشكلة والداعمة لها. كما إن على الاطراف العراقية كافة ذات العلاقة، ان تعي جيدا حقيقة المخاطر المحدقة ببلدنا والمنطقة جراء هذا التصعيد، والفعل ورد الفعل، وان تجنب بلدنا وشعبنا تداعيات ما يحصل الآن ويهدد حياة وسلامة مواطنيه، من المدنيين والعسكريين.

اننا في هذه اللحظات الحرجة نشدد على أن تتخذ الحكومة العراقية الاجراءات السياسية والدبلوماسية على الصعيد الدولي للاحتجاج وادانة هذه الاعتداءات، وأن تتحرك سريعا لضبط ايقاع أية خطوات من شانها صب الزيت على النار، ولكي تمتلك الدولة العراقية بمؤسساتها الدستورية وحدها، كما ينص عليه الدستور، ناصية القرار ذي الصلة بالحرب والاعمال العسكرية، مهما كانت الدوافع والنوايا.

كما نجدد رفضنا المطلق في ان يتحول بلدنا الى ساحة صراع لتصفية حسابات خاصة بالأطراف المتنازعة، وحروب الوكالة، مثلما لا نقبل بأي حال من الأحوال ان يكون بلدنا منطلقا للعدوان على أية دولة أخرى.

 بغداد ٣-٢-٢٠٢٤

عرض مقالات: