في رده على رسالة رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو، اقترح الرئيس الكولومبي غوستاف بيترو تشكيل لجنة سلام ورفض التعامل الذي  "يتضمن  القضاء على الآخر"، مؤكدا بذلك موقفه المعروف والتزامه بالسلام .

 رسالة نتناهو

  وكان نتياهو قد طلب، في رسالة مفتوحة، من الرئيس الكولومبي المساعدة على إطلاق الرهائن الذين تحتجزهم حماس. واقترح نتنياهو ممارسة الضغط على اللجنة الدولية للصليب الأحمر وإيران وقطر وتركيا لأنهم "يعملون بشكل مباشر أو غير مباشر لصالح حماس". وجاء في الرسالة ايضا: أن من بين "الرهائن الـ 136 الذين يحتجزهم إرهابيو حماس" المواطن الكولومبي إلكانا بوبوت، وبالتالي فإن لكولومبيا مصلحة مشتركة مع إسرائيل في العمل من أجل إطلاق سراح الرهائن.

واتهم نتنياهو اللجنة الدولية للصليب الأحمر بـ "سلبية غير مقبولة تجاه احتياجات الرهائن" وتجنب "إصدار بيان واضح بشأن ذنب حماس في انتهاك أبسط قواعد السلوك المتحضر".

وقال نتنياهو إن إيران: "مولت وسلحت ودعمت حماس دبلوماسيا "، ومع ذلك تظل " خارج الانتقادات الدولية". كما أن قطر وتركيا "لم يتم مساءلتهما بعد عن إيواء العقول المدبرة لحملة حماس الإرهابية ضد إسرائيل".

وفي الرسالة، ادعى نتنياهو أيضًا ان "الارتباك الأخلاقي والتضليل المتعمد" "كما لو كان هناك أي تكافؤ بين قسوة حماس الشبيهة بداعش والحملة الإسرائيلية لتحرير الرهائن والدفاع عن شعبها من المزيد من الهمجية". و "يجب على الدول المتحضرة أن تعمل معًا ضد الإرهابيين وداعميهم". وناشد نتياهو، الرئيس الكولومبي "بذل كل ما في وسعه لتأمين إطلاق سراح الكانا والرهائن الـ 135 الآخرين".

 رد الرئيس

 وفي رده، كتب الرئيس الكولومبي أنه يعتبر "من الأولويات العمل بسرعة من أجل الوقف الفوري للأعمال العدوانية وبدء محادثات بشأن إطلاق سراح جميع الرهائن". ويقترح أيضًا إنشاء لجنة سلام من دول متعددة لضمان إطلاق سراح السجناء و"تحقيق الهدف العام المتمثل في إنهاء العنف بين إسرائيل وفلسطين". و "إن كولومبيا وحكومتي تعرضان مساعيهما الحميدة لهذا الغرض". وأضاف: "لقد رفضت وسأرفض بشدة الإجراءات التي تنطوي على القضاء على الآخر".

واكد الرئيس الكولومبي: "إن عدم إراقة الدماء يعني الحديث، والسعي المستمر إلى الوصول الى أرضية مشتركة، حتى ينتهي اجبار الناس عن الركوع، وحتى يتم ضمان الحقوق، وحتى يصبح السلام حقيقة واقعة. وفي وسط هذا العنف الأحمق والمستهجن الذي ابتليت به بلداننا، فإن الطريقة الوحيدة المضي قدما يمكن أن يكون اتفاق سلام للحفاظ على الحياة". واختتم اول رئيس يساري في كولومبيا رسالته بالقول: أن "كولومبيا ملتزمة بالسلام واحترام القانون الدولي ولن تدخر جهدا لجعل السلام حقيقة على الكوكب الذي نعيش فيه معا".

وفيما يتعلق بالكانا بوبوت، افاد الرئيس الكولومبي أنه أمر في 21 تشرين الثاني ، منح الجنسية الكولومبية للمواطن الإسرائيلي، لكونه متزوج من مواطنة كولومبية، لتسهيل عملية إطلاق سراحه. والحكومة الكولومبية تعمل على "أعلى مستوى" لضمان قدرته على العودة إلى عائلته.

 معاداة السامية

 ومن المعروف إن الرئيس الكولومبي، وفي مناسبات عدة، كرر انتقاد حرب إسرائيل على السكان الفلسطينيين، ودعا الى عقد مؤتمر عالمي للسلام. وردا على ذلك، التهمته الحكومة الإسرائيلية بمعاداة السامية. ورد الرئيس الكولومبي: "لقد اتُهمت بمعاداة السامية ودعم حماس. وهذا جهل. لأني لا أستطيع الدفاع عن منظمة تتبنى الربط بين الدين والدولة".

وفي بداية تشرين الثاني استدعى الرئيس الكولومبي سفيرة بلاده في اسرائيل للتشاور، وكتب على منصة "أكس": "إذا لم توقف إسرائيل المذبحة بحق السكان الفلسطينيين، فلن نتمكن من البقاء هناك".

ورحب اخيرا بقرار محكمة العدل الدولية في لاهاي بالقول: انه "انتصار الإنسانية: يجب على إسرائيل أن تمنع الإبادة الجماعية".

وكانت جنوب أفريقيا قد رفعت دعوى قضائية ضد إسرائيل بتهمة انتهاك اتفاقية الإبادة الجماعية ضد السكان الفلسطينيين في قطاع غزة. وفي القرار الأول الصادر في 26 كانون الثاني الفائت، أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل بالتأكد من أن سلوكها في الحرب لا يشكل إبادة جماعية. ويجب على إسرائيل أيضًا أن تقدم تقريرًا خلال شهر واحد يوثق جميع التدابير المتخذة لمنع الإبادة الجماعية.

عرض مقالات: