- فشل الموسم الزراعي ينذر بمجاعة بالإقليم.

- مدينة الجنينة بغرب دارفور خالية من السكان وغالبية السكان لجأوا لتشاد او على مشارفها.

- كاذب من ظن أنه يمكن أن يحصي حجم الانتهاكات التي وقعت على نساء واطفال دارفور..

 صحيفة (الميدان) -- الأحد 24 سبتمبر 2023م

.أكدت عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي نور الصادق، أن الحرب بدارفور خلفت اوضاعاً انسانية وصفتها بالقاسية، وكشفت عن خلو مدن بأكملها من السكان المحليين لاسيما مدينة الجنينة

وقالت إن اعداد الضحايا بالإقليم يفوق كل التوقعات، واشارت لانهيار النظام الصحي عقب دمار المستشفيات وخروجها من الخدمة

ونبهت نور لصعوبة توقف الحرب بدارفور واستطردت قائلة “حتى لو توقفت الحرب في الخرطوم فإنها لن تتوقف في نفس الوقت في دارفور” وزادت أن قضية دارفور تحتاج لمعالجات ومصالحات ودعم مادي ولوجستي ومعنوي حتى ينصلح الحال

وشددت نور على ضرورة الابتعاد عن دعم أي طرف من طرفي الصراع، ونادت بتكوين جبهة مدنية عريضة من كل قوى الثورة لانتزاع السلام وارجاع العسكر للثكنات وحل المليشيات أياً كانت، وتكوين جيش مهني للدفاع عن الوطن ولصيانة الحدود وحماية مواطنيه وليس تقتيلهم، على أن تكون تبعيته للسلطة التنفيذية المدنية، والفصل بين السلطات التنفيذية والتشريعية والعدلية حتى الوصول الى مؤتمر دستوري يحدد كيفية حكم السودان

الميدان: ندى رمضان

--------------------------------------

 ما هو تقييمك للوضع الراهن في دارفور؟

- الحرب المستعرة الآن بدارفور والخرطوم وعدد من المدن التي يقودها الجنرالات في ابشع صراع حول السلطة احاقت بدارفور دماراً واسعاً واوضاعاً انسانية متردية وقاسية، فمدينة الجنينة في غرب دارفور أضحت خالية من السكان المحليين، والجميع اصبح نازحاً في تشاد او على مشارفها، والمتبقي من السكان يعانون من عدم توفر الخدمات الاساسية كالماء والغذاء والعلاج والاتصالات، وهذا المشهد ينطبق على جنوب دارفور وغربها وشمالها، باستثناء شرق دارفور، التي كان التضامن الاهلي والقبلي بها اقوى من دعاة الحرب، واجمالاً الوضع في دارفور كارثي ولا توجد احصائيات دقيقة لعدد الضحايا بالإقليم، لكن العدد يفوق كل التوقعات، فكل المستشفيات اما دمرت واما خرجت من الخدمة. فتخيل مدينة بحجم مدينة نيالا والتي تعتبر ثاني مدينة من حيث تعداد السكان تبقى بها مستشفىً واحداً وهو التركي، والذي ما كان ليكون موجوداً لولا بعده عن المدينة وعن مواقع القصف، اما زالنجي والجنينة فالخدمات الصحية بها منعدمة تماماً

 حركة النزوح واللجوء والتهجير القسري ما هو أثرها على الجانب الاقتصادي والاجتماعي بالإقليم ؟

- نزح المواطنون من مناطقهم الى المناطق الابعد والاكثر أمناً “بعد أن تحولت مناطقهم لمناطق عمليات بداية” ثم الى القرى والمدن المجاورة ولجأ بعضهم الى دول الجوار فقد كان النهابون من دول الجوار أكثر شراسة

ونعلم أن اقليم دارفور من الاقاليم المنتجة للفول السوداني والصمغ العربي، بالإضافة الي السمسم والكركدي، وهي محاصيل تدخل في صادرات السودان، ومن المعروف ايضاً أن الزراعة هنا مطرية ولكن فصل الخريف هذا العام كان متزامناً مع الحرب العبثية التي قضت على الاخضر واليابس، وبالتالي لم يكن هنالك أي موسم زراعي ولا حتى الذرة التي يقتاتها غالبية السكان مما ينذر بمجاعة. اما على الصعيد الاجتماعي فقد فرقت الحرب الاسر والاصدقاء والمعارف، وكرست للقبلية والعنصرية وغذت روح الانفصال لدى البعض، بجانب أنها ستغير المكون الاجتماعي بفعل عملية اللجوء والنزوح

 ما موقف القوى السياسية والمدنية والاهلية من الحرب بدارفور ؟

- معلوم أن الحرب في دارفور بدأت منذ العام ٢٠٠٣، وظلت حكومة الاسلام السياسي تغذي فيها وترمي الهشيم في النار حتى سقوطها في ديسمبر٢٠١٨، وللأسف لم تتمكن الحكومة الانتقالية من حسم التمرد وانجاح مناقشات اتفاقية جوبا للسلام، وتركتها للعسكر الذين عاثوا فساداً وادخلوا فرية المسارات وصارت الاتفاقية اتفاقية جنرالات ومناصب لا مكان فيها لأصحاب المصلحة “اللاجئين والنازحين” وكان كل ذلك بمساهمة وموافقة القوى السياسية التي أرادت أن يكون لها نصيب من تقسيم كيكة السلطة.

 تحدثتي عن الموقف منذ العام 2003  وحتى الفترة الانتقالية المعطوبة. هل لك أن تحدثينا عن الموقف الآن؟

 نعم القوى السياسية كما ذكرت بعضها يزكي نار الفتنة، وهي الفلول واحزاب الفكة اما القوى السياسية الثورية هي منذ البداية مؤمنة أن لدارفور قضية، وكانت تقف مع مواطني دارفور لإنهاء حالة التهميش وانعدام التنمية وهتاف (يا عسكري ومغرور كل البلد دارفور)، جاء تضامناً مع اهل دارفور، اما القوى المدنية الاخرى من نقابات واتحادات فلم يتسع الوقت لتكوين نقابات جديدة ثورية، وحتى قانون نقابات المنشأة لازال سارياً فدور النقابات والاتحادات في دارفور مفقود.*  دارفور منذ الاستقلال ظلت بؤرة للنزاعات والحروب كيف تفسرين ذلك؟

- نعم كانت دارفور بؤرة للنزاعات، وذلك يمكن أن ينسب الى النخب التي كانت تتولى زمام الامور وتنسى دارفور من التنمية والتعليم والصحة وغيره، وقد كانت لأهالي دارفور قضية عادلة هي التهميش، لم تجد حظها من النقاشات والحلول مما جعلهم يحملون السلاح. وواحدة من اسباب تناسل هذه الحركات المسلحة ووصولها لهذا العدد الحلول الجزئية والترضوية من حكومة الجبهة الاسلامية، التي لاتزال تعمل على تفتيت البلاد وفقاً لمخطط معلوم للجميع

 كيف تنظرين لحجم الانتهاكات التي وقعت على النساء والاطفال؟

- كاذب من ظن أنه يمكن أن يحصي حجم الانتهاكات التي وقعت على نساء واطفال دارفور، فعندما كانت الحكومة تحارب الحركات المسلحة كان كلاهما يستخدمان سلاح الاغتصاب وتشريد الاطفال، ولما جاء الجنجويد كان ذلك السلاح الغالب لديهم

 ما هي قراءتك لمآلات الحرب على اقليم دارفور؟

 حتى لو توقفت هذه الحرب اللعينة في الخرطوم فإنها في دارفور لن تتوقف في نفس الوقت وتحتاج دارفور لكثير من المعالجات والمصالحات والتعويضات وتحتاج لدعم مادي ولوجستي ومعنوي حتى ينصلح الحال.

 اذا ما المخرج من الأزمة التي دخلت شهرها السادس بفعل صراع الجنرالات على السلطة؟

- الأزمة حلها

لا للبرهان

لا لحميدتي

لا للحرب

إنها حرب لا ناقة للشعب السوداني فيها ولا جمل، لذلك يجب أن لا ندعم احدهم او نشارك فيها، يجب أن نقوم الى ثورتنا، يجب تكوين جبهة مدنية عريضة من كل قوى الثورة لانتزاع السلام واطفاء نار الحرب المشتعلة وارجاع العسكر للثكنات وحل المليشيات أياً كانت، وتكوين جيش مهني واحد ذو عقيدة للدفاع عن الوطن والمواطنين وصيانة حدود الوطن وحماية مواطنيه وليس تقتيلهم، وتبعيته للسلطة التنفيذية المدنية والفصل بين السلطات التنفيذية والتشريعية والعدلية، حتى الوصول الى مؤتمر دستوري يشارك فيه كل السودان ليقرر كيف يحكم السودان، وصولاً الى انتخابات حرة نزيهة ونكسر الحلقة الشريرة التي ظللنا نرزح تحتها منذ الاستقلال.

* عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني