الرفاق الأعزاء

أنقل أحر تحيات الشيوعيين العراقيين إلى المؤتمر السابع لحزب اليسار الأوروبي، متمنياً لمداولاته كل نجاح.

ينعقد مؤتمر حزبكم السابع في وضع عالمي مضطرب، تتصاعد فيه التوترات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والنزاعات المسلحة والحروب، والتي تفاقمت جميعا بسبب العواقب الكارثية الماثلة في الأفق لتغيرات المناخ. وبنتيجة ذلك يواجه السلام العالمي والبشرية مخاطر وتحديات جسيمة، تشكل أكبر تهديدات منذ الحرب العالمية الثانية ونهاية الحرب الباردة.

في مواجهة هذا المنعطف الخطير تلعب الأحزاب اليسارية والتقدمية والديمقراطية، إلى جانب طيف واسع من النقابات العمالية وجمعيات ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية والسياسية والمثقفين التقدميين والديمقراطيين، دورًا مهمًا وحيويًا في الدفاع عن قضية السلام العالمي، في الوقت الذي يقوم فيه دعاة الحرب والقوى الرجعية بإثارة هستيريا الحرب الباردة، إلى حد التفكير في استخدام الأسلحة النووية.

ولقد كان حزبنا الشيوعي العراقي يأمل، مثل بقية القوى المحبة للسلام في العالم، في تجنب اندلاع الحرب بين الاتحاد الروسي وأوكرانيا، وحل القضايا المتنازع عليها من خلال الحوار والمفاوضات والوسائل السلمية والدبلوماسية. ونحن إذ ندين ونرفض اللجوء إلى خيار الحرب، ندين أيضا أعمال الاستفزاز والتصعيد والإصرار على توسيع الناتو شرقا.

  اننا نضم صوتنا إلى أصوات القوى المحبة للسلام التي انتشرت حول العالم، في شجب هذه الحرب والدعوة إلى وقفها فورًا، واللجوء إلى المفاوضات برعاية الأمم المتحدة، واعتماد الحوار الجاد للوصول إلى تفاهمات تضمن مصالح جميع الأطراف، وطمأنة السكان المدنيين وصون حق جميع الشعوب في العيش بأمان وسلام، بعيدًا عن ويلات الحروب وشرورها.

الرفاق الأعزاء،

خلال الفترة الأخيرة انزلق العراق عميقا في الأزمة الهيكلية الشاملة. هذه الأزمة المتجذرة في نظام تقاسم السلطة العرقي والطائفي، الذي تم وضعه غداة الحرب الأمريكية والغزو والاحتلال ونهاية ديكتاتورية صدام عام 2003.

 وبعد الانتخابات المبكرة في تشرين الاول/ اكتوبر 2021، استمر المأزق السياسي مع تصاعد الصراعات الداخلية بين القوى الحاكمة. وفي مواجهة الغضب الشعبي المتصاعد والاحتجاجات المتزايدة، وخوفًا من اندلاع انتفاضة أخرى، توافقت الكتل الحاكمة مؤخرًا على انتخاب رئيس جديد للجمهورية ثم المضي في تشكيل حكومة جديدة. لكن هذه الحكومة التي ولدت من رحم نظام المحاصصة الإثني - الطائفي، وانتجها برلمان يفتقر إلى الشرعية التمثيلية (قاطع انتخاباته حوالي 80٪ من الناخبين المؤهلين للانتخاب) لن تؤدي إلا إلى إدامة نهج المحاصصة ونظامها المفلس سياسيًا.

وقد ندد المتظاهرون احتجاجا بالفساد المستشري والطائفية السياسية والإجراءات القمعية من جانب الحكومة. وجددوا مطالبهم العادلة بضرورة تقديم قتلة أكثر من 800 متظاهر سلمي خلال انتفاضة 2019إلى العدالة. كما طالبوا بإلغاء الميليشيات المسلحة وضمان استقلال القضاء.

ومن جانب آخر شارك الحزب الشيوعي العراقي بفاعلية في الجهود المبذولة لتوحيد القوى الديمقراطية وتحقيق الوحدة في العمل، بهدف تغيير ميزان القوى. وتم تشكيل جبهة جديدة تحت اسم "قوى التغيير الديمقراطية "، تشمل رؤية اطرافها للتغيير وضع حد لنظام الحكم الفاسد، وبناء عراق ديمقراطي مدني مزدهر، يقوم على مبدأ المواطنة والعدالة الاجتماعية.

  فمثل هذا البديل فقط يمكن أن يضمن استعادة العراق سيادته الوطنية وإنهاء التدخل الأجنبي في شؤونه الداخلية، سواء من قبل الولايات المتحدة وحلفائها أو من قبل القوى الإقليمية. وقد شكل التصعيد الأخير للعدوان العسكري التركي والإيراني والهجمات على مناطق في كردستان العراق، دليلا آخر على استمرار التدخل الأجنبي

الرفاق الأعزاء

في هذه المناسبة نعرب عن تقديرنا الكبير للتضامن والدعم الدوليين، اللذين قدمهما العديد من الأحزاب الشقيقة للشعب العراقي وللشيوعيين والديمقراطيين العراقيين في نضالهم العادل.

وإذ نتمنى للمؤتمر السابع لحزب اليسار الأوروبي كل النجاح، نعرب مرة أخرى عن تحياتنا الحارة للمندوبين جميعا،

ونؤكد العزم على تطوير وتقوية علاقاتنا مع الأحزاب الشقيقة، ومع قوى السلام والتقدم في العالم، في النضال المشترك من أجل السلام والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والبيئية.

يعيش التضامن الأممي!

 الحزب الشيوعي العراقي

09/12/2022