أفتتح في المركز الثقافي البغدادي وعلى قاعة محمد غني حكمت في المتنبي معرض الفن الرقمي للفنان التشكيلي سامي الربيعي، يوم ١٨ / ٣ / ٢٠٢٢ وهو رئيس الجمعية العراقية للفن الرقمي.

لاقى المعرض  استحسان العديد من متذوقي الفن التشكيلي كونه قدم أفكارا فنية حديثة، لكن من خلال تجوالنا في المعرض ومشاهدتنا للأعمال المعروضة، تواردت لدينا العديد من الأسئلة، رغم ان هنالك لافتات في المعرض حاولت الإجابة على ما نضمره من تساؤلات، فقد شاع في العالم هذا الفن منذ فترة ومع تطور البرامج التي ارتبطت مع الأجهزة الألكترونية، وأثار ما أثار من صراعات على مستوى الفنانين التشكيليين الكلاسيكيين والمحدثين، مثلما أثار قبله الفن التركيبي وغيره من المدارس الفنية الحديثة، يبقى الإبداع فكرة في الأساس، لكن الفن الرقمي يبتعد بشكل كبير عما سبقه من مدارس فنية تشكيلية، فهنا دخل العلم والتكنولوجيا بشكل كبير في انتاج الأعمال الفنية، مما يقلل من قيمة الإبداع والمخيلة الفنية والمهارة الشخصية للفنان، رغم ما يدعيه أنصاره من كونه يمثل روح العصر ويعتمد الفنان فيه على التقنية الرقمية، من حاسبة وبرامج الكمبيوتر وكاميرا أحيانا لتنفيذ أعماله بعيدا عن الأساليب القديمة المتعارف عليها.

ليس من الخطأ الاستفادة من التكنولوجيا والعلم في مجال الفن أيضا، ويمكن تنفيذ الأعمال بشكل حي، أما الركون بشكل كبير عليهما يجعل من الفن والإبداع لعبة مسلية لكل من يهوى، فالأصالة تبقى هي من تمثل الإبداع الحقيقي لا المجازي، ومن خلالها يمكن فعلا الارتقاء بالفن التشكيلي.

ان استبدال وسائل وأدوات الفن التشكيلي المعروفة كالفرش العادية بفرش افتراضية من الحاسبة وكذلك الألوان الطبيعية إلى الألوان الافتراضية من خلال برامج الكمبيوتر تمثل انتقالة ربما غير مقبولة لدى العديد من أبناء أجيالنا المشدودين للأساليب الكلاسيكية، رغم ان الفن الرقمي التشكيلي أنتشر في العالم، وقد أكد مدير المكتب الاعلامي للمركز الثقافي البغدادي الاستاذ عمر قدوري على أهمية هذا لفن.

  لكن السؤال هل الفن الرقمي يمثل روح العصر حقاً، وكيف سيعمل النحاتون وغيرهم من الفنانين، لعل مريدي هذا الفن لديهم الإجابة.

مع ذلك تبقى هذه الفنون محطات في مسار الفن، والحياة ستزكي الأفضل منها.