بعد اعلان نتائج الانتخابات أفاقت الاحزاب- الشيعية - على خسارة غير متوقعة فثارت ثائرتها واتهمت الكاظمي بتزوير الانتخابات. ثم حشدت انصارها لمحاصرة المنطقة الخضراء والاشتباك مع القوات الامنية. وجاء قصف بيت رئيس الوزراء بعد منتصف ليلة 7 نوفمبر كوقع الصاعقة فاهتزت اركان القوى السياسية التي كانت تحشد انصارها للاحتجاج على نتائج الانتخابات.

وقبل أن تبدأ أية تحريات عن الحادثة أشارت أصابع الاتهام الى فصائل الحشد الشعبي أو بالأحرى الى جميع الفصائل الشيعية المحسوبة على إيران.

ولم تتأخر الخارجية الامريكية على لسان ناطقها عن اتهام إيران واعلنت انها ستشارك الحكومة العراقية في الرد على إيران وطلبت المشاركة في التحقيقات.

وسارعت المنطقة الخضراء بإنزال المدرعات الى شوارع بغداد في تظاهرة بثت الرعب بين سكان العاصمة خوف تطور الامور باتجاهات لا تحمد عقباها.

بالمقابل نفت إيران والفصائل المحسوبة عليها مسؤوليتها عن الحادثة واتهمت جهات خارجية بالعملية من أجل تحقيق مكاسب سياسية للكاظمي.

واكتسحت مواقع الاخبار والقنوات الاعلامية تحليلات لا حدود لها بين مناصر لهذا الطرف او ذاك حتى اختلط الحابل بالنابل وضاع الخيط والعصفور.

وفي هذا الخضم المتلاطم ما السبيل الى الامساك برأس الخيط الذي يقودنا الى معرفة حقيقة الحدث الصاعق الذي نزل على رأس العراقيين بعد منتصف الليل.

أول الامر هو السؤال البسيط الموجه للكاظمي: هل تبغي البقاء رئيسا للوزراء أم ان مهمتك انتهت باعتبارك جئت من أجل اجراء انتخابات وبصفة رئيس وزراء مرحلة انتقالية فقط دون أن يكون لك حق الترشيح في الانتخابات لكي تتحقق الحيادية في اجرائها دون أطماع في الاستفادة منها!!!

فاذا كان الجواب نعم فالرجاء اعلان رغبتك بصراحة لكي تعرف القوى السياسية أهدافك وتحدد طريقة التعامل معك بعيدا عن القصف بعد منتصف الليل واستبداله بالقصف صباحا على منصة مجلس النواب.

أما إذا كنت زاهدا في منصب رئيس الوزراء فسارع الى اعلان تخليك عن منصبك واحزم حقائبك وغادر المنطقة الخضراء قبل أن يصبح الشهيد الحي شهيدا في صندوق الوفيات.

ورغم الخلاف على حقيقة حادثة الاغتيال فان توظيفها سيتم من قبل من يرغب بالاشتباك مع إيران وفصائل الحشد الشعبي في العراق من أجل اغراق البلاد في صراع مع إيران تستنفذ فيه الموارد البشرية والمادية في حرب شبيهة بقادسية صدام ونأمل أن لا تكون هذه المرة قادسية الكاظمي.

  

عرض مقالات: