جاء اعلان التطبيع بين السودان واسرائيل بطريقة مراوغة وغير دستورية ومذلة للشعب السوداني، وتحت التهديد والابتزاز بدفع تعويضات عن جرائم الارهاب التي ارتكبها النظام السوداني البائد. 

فالتطبيع مع دولة الاحتلال هو جزء من المخطط الامبريالي الأمريكي الصهيوني الشامل لنهب موارد السودان الزراعية وثرواته المعدنية، وبهدف تعزيز الوجود العسكري الاستخباراتي في مناطق البحر الأحمر، ومصادرة الحقوق والحريات الديمقراطية بتكريس النظام الديكتاتوري العسكري في السودان لحماية المصالح الامريكية في المنطقة. 

وهذه التطورات تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك وبوضوح تام الدور الذي تلعبه الادارة الامريكية بزعامة ترامب في تحريك الصراع السياسي ومستقبل السودان. ومن هنا تنبع أهمية الالتفات للدور الأمريكي، وضرورة كشفه والتصدي له، فأمريكا لها مصالحها الاقليمية الخاصة وتتحرك وفق ذلك، ومن يتوقع غير ذلك فسيحصد الزبد. 

إن السودان كما هو معروف يقع ضمن البلدان الافريقية والعربية وبالتالي يظهر في خطة الدفاع عن المصالح الامريكية في أكثر من مجال، سواء في النزاعات والصراعات والحروب الأهلية، أو منابع النفط، أو الموقع الاستراتيجي. ولذلك يجب التصدي للمخطط والمشروع الأمريكي القذر وكشف أحابيله، وعلى القوى السياسية والوطنية والديمقراطية المعارضة السودانية مواصلة حملات التوعية والتعبئة الشعبية وجعل الجماهير ممسكة بقضايا الوطن والدفاع عنها ومنع اتفاق التطبيع واسقاط نظام برهان وهزم مخططاته. 

عرض مقالات: