مقالات كتب بحوث ندوات وعدة لقاءات حول الذوق العام اثارت فضولي في معرفة لماذا هذا الالحاح حول هذا الموضوع عند هذا الفنان المتنوع ؟

في اول لقاء معه وجدت فيه الانسان قبل الفنان لما يحمله من خلق وانسانية وهذا ما يتناقله طلبته في الدرس وخارجه عن شخصيته وتكوينها، واسرارها.. فقد تابعت طروحاته في جوانبها المختلفة في الفكر والفن وفروعه التي يتميز بها،وجدت في محمولاته افكارا عن الكيفية التي يمكن معها تغيير الذائقة العراقية، التي سادها الكثير من التشويه على المستوى الجمالي.. في وجود الفن داخل مفاصل الحياة العامة.

 انا شخصياً شاهدت الاكاديمية و في انتاج الاعمال الفنية القائمة على فكرة التجديد التي تأخذ جل تفكيره ؛ وكان معرض الجرافيك الذي اقيم في كلية الفنون لنتاج طلبته يحمل من هذا فلسفته وتصوراته الكثير في طريقة العرض والمحتوى.

اما في الجانب النظري، فقد تفرد في اسلوب القراءة والطرح، يقترح دائما في تفكيره ثنائية الفكرة وتطبيقاتها، لذلك كانت طروحاته في تفعيل اطاره النظري داخل الفضاءات الحضرية العراقية الجانب الاكثر اضاءة على مستوى الحياة العامة واهتمامه بنظرية بناء الذوق العام.الذي دونه بكتاب اسماه (الفن والقمامة وتبدل الذوق الجمالي) الذي يحمل في متنه هذا التوجه.

هذا الكتاب وهو محاولة في تحويل الذائقة العراقية وتقبل الاعمال الفنية و مادتها الاساس من المهمل واليومي والعادي التي اصبحت فيما بعد شواخص جمالية داخل المدينة،وفسر ذلك في ندوة حول التقابل بين الفكر المعماري الجمالي والذوق العام في مدينة بغداد جسدت مفاهيمه وطروحاته الواقعية في اعادة انتاج الابنية العمرانية والنصب التذكارية التي عدها اساساً لهوية المدينة.

الحقل الجمالي للرسم :

لقد مر هذا الفنان بعدة تحولات، سواء في الرسم او التصميم اما موضوعات اعماله فقد رحلت ذاكرته عن مدينته الكوفة التي حمل منها ترسبات الطفولة وعكس الكثير من ملاحظاته عن البنى العميقة للظواهر التي احاطت به بيئيا ونفسيا وربما كانت هذه واحدة من اسباب تعلمه للخط العربي الذي عمل فيه سنوات طوال.. رسوماته الاولية تبرهن على موهبته..لقد رسم بيئة المدينة في بداياته الاولى، وهي انطباعات عن مشاهد خيالية على الرغم من تعييناتها، خياله الواسع وهو من يحدد موضوعاته.. لكن دراساته وتجربته اعطته مساحة الانتقال الى التعبير بأساليب متعددة وكان ما يميز فنه هو اسلوبه الذي يمكن هو التعرف عليه ببساطة..والقائم على تجريب وحفر لزمن طويل في اسرار الخامات واستدعاء الرموز والعلامات. ويمكن القول ان دراسته في حقل السيمياء كانت تؤثر في استعاراته للظواهر الانسانية والتعبير عنها.

عرض مقالات: