طريق الشعب
لم تغب الناشطة النسوية ايناس جبار عن ساحة التحرير منذ اندلاع انتفاضة تشرين الباسلة. ورغم تعرضها الى القنابل الدخانية والمضايقات الامنية، الا انها كانت حريصة على مواصلة تواجدها مع رفاقها المنتفضين الشباب.
خلال فترة الانتفاضة انشغلت إيناس بتزويد المنتفضين بكل ما يحتاجونه من مستلزمات البقاء في ساحات الاعتصام، وعملت مع فريق نسوي على جمع التبرعات من المواطنين الداعمين للانتفاضة، لتجهيز المنتفضين بشكل يومي بالطعام والملابس وغيرها من الاشياء الضرورية، وذلك ابان الحملة التي أطلقتها الحكومة لقمع الانتفاضة.
وبعد انتشار وباء كورونا في العراق، لم تكف ايناس عن التواجد في ساحة التحرير، وهذه المرة لدعم المنتفضين ايضاً. اذ حرصت على تزويد خيمات الاعتصام بشكل مستمر بالطعام والماء بعد حملة اخرى لجمع التبرعات من الميسورين. فيما وزعت مع فريقها التطوعي 600 سلة غذائية في مناطق واحياء بغداد الفقيرة.
وعن هذا النشاط تقول ايناس، انه "مهم جدا بالنسبة لي ويحمل المعنى الحقيقي لمفهموم الانسانية والتكافل الاجتماعي بين افراد المجتمع. وهذا ما تفرّد به مجتمعنا العراقي. فكانت وقفة حقيقية ومشرفة من قبل الاشخاص ذوي الدخل الميسور تجاه ابناء شعبهم من المحتاجين، وهو درس مهم يحفزنا على الاستمرار بهذا النهج الانساني حتى بعد انتهاء الازمة، سعيا نحو تقليل الفوارق الطبقية في المجتمع".
وتضيف قائلة، ان "هذا النشاط منح الكثيرين الشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين، وربط هذا الشعور بالوطنية. فكانت مشاركاتهم في التكافل الاجتماعي نابعة من شعورهم العالي بالوطنية تجاه ازمة يمر بها وطنهم وابناؤه".
وتتابع إيناس حديثها قائلة، أن "هذا النشاط منح المتطوعين في العمل الإنساني، فرصة للتدرب على العمل خلال فترات الأزمات، وعلى كيفية احتواء الأزمة. وهذا يمكن ربطه بنشاطهم خلال التظاهرات التي جعلت عملهم يتواصل حتى في ازمة كورونا بمنتهى الانسانية والمهنية".
وعن الصعوبات التي واجهتهم خلال فترة الحظر، تذكر الناشطة النسوية ان ابرزها يكمن في تردي الواقع الصحي والمخاوف من اصابة المتطوعين، سواء خلال شراء مستلزمات الحملة نظرا لاكتظاظ الاسواق بالمتبضعين، أم اثناء توزيع تلك المستلزمات في المناطق البعيدة، والتي كانت في بعض الاحيان تضم عشوائيات، في وقت يغيب فيه الوعي الصحي بين اهالي تلك المناطق، ويبرز ضعف اتخاذ الإجراءات الوقائية المطلوبة.
الجدير بالذكر ان ايناس جبار عضو في الحزب الشيوعي العراقي، وهي ناشطة في مجال العمل الانساني والحراك الاحتجاجي ومدافعة عن حقوق الانسان وقضايا المرأة بشكل خاص. كما انها تؤمن بأن المرأة عنصرا مهما في احداث التغيير، وبأن الحقوق لا تعطى، انما تنتزع.