لم يظهر حزب أكثر ارتباطاً بالإنسان مثل حزب الشيوعيين !!

ولم يظهر حزب أكثر ارتباطاً بالوطن مثل حزب الشيوعيين !!

ولم يظهر حزب قدّم من القرابين والضحايا على مذبح الحرية والوطن مثل حزب الشيوعيين !!

ولم يظهر حزب أكثر اهتماماً وارتباطاً بالمعرفة والوعي والثقافة والفن والإبداع مثل حزب الشيوعيين!!

ـــ لماذا ..؟!

* لأنهم صنّاع حياة ، ورسل محبّة وسلام ، وحاملو راية الحرية ومشاعل التنوير المعرفي والجمالي، في كل زمان ومكان .

والأدلّة على هذا كثيرة جداً، نجدها حيثما ولّينا الوجه، وأكبر دليل ما يحدث اليوم بعد أن اجتاح وباء كورونا القاتل العالم، وسقطت دول مرتبطة بالأحلاف العسكرية والمعسكر الرأسمالي أولى ضحاياه. لم ينهض لها حلفاؤها، ولا دول معسكرها، بل هبّ من كانوا جزءا من المعسكر الاشتراكي تاركين أوطانهم وعوائلهم من أجل إنقاذ الإنسانية من الوباء.

والشيوعيون العراقيون أكبر مثال على عمق الارتباط بالوطن والناس من خلال مسيرتهم التي عبرت الثمانين بستة أعوام .

فمنذ تأسيس حزبهم وحتى هذه اللحظة ، عمرٌ من النضال والاندكاك الحقيقي بتربة الوطن ، قدّموا القرابين تلو القرابين وما زالوا، على مذبح الحرية وبناء الإنسان .

عام 1949 صعد العملاق الخالد فهد ورفاقه على أعواد المشانق منشدين :

 الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق !!

وفي عام 1963 وقف العملاق الخالد سلام عادل ورفاقه صامدين في وجه اعتى وأبشع الجلاّدين ، ليقدموا صورة لا مثيل لها في الصمود والتحدي رغم بشاعة الجلادين القتلة ، فصاروا أسطورة نضال لن تمحى أبدا ..

وفي أواخر السبعينات وبعد انهيار الجبهة قدّم الشيوعيون قوافل من القرابين من اجل الوطن والناس وحرية الإنسان.

وفي الثمانينات وقفوا جبالا شامخة رافعين السلاح انصارا في الجبال لمحاربة اعتى دكتاتورية فاشية عرفها النصف الثاني من القرن العشرين .

وبعد سقوط الفاشية عام 2003 عادوا ليبنوا الوطن رغم كل شيء .

وما أن شاهدوا ولمسوا المحاصصة والطائفية تؤسس للفساد المستشري في البلاد ، حتى وقفوا متظاهرين مطالبين بالإصلاح وبصوت واحد  رجّ الساحات اطلقوا الهتاف مدويا: باطل !

ومنذ عام 2011 حين انطلقت التظاهرات المطالبة بالإصلاح وتغيير منظومة المحاصصة والفساد وابعادها عن كاهل الوطن حتى هذه اللحظة ، حيث انتفاضة تشرين المستمرّة، والشيوعيون يتقدمون الصفوف بهمّة ونشاط وصوت عالٍ وصدور لا تحمل غير عشق الوطن ، فقدموا القرابين ومازالوا يقدمون !

وحين ادلهمت سماء الوطن بوباء قاتل ، شمّر الشيوعيون عن سواعدهم بقلوب لا تعرف غير  حب الناس، ليقوموا بواجبهم الإنساني تجاه الوطن والناس ، تراهم بين الأزقة والشوارع والإحياء والبيوت يعقّمونها ويعفّرونها ، ويساعدون المحتاج قدر المستطاع !

واليوم حين هلّت الذكرى السادسة والثمانون لميلاد حزبهم ، وحفاظاً على أرواح الناس من الوباء، احتفلوا بها بين جوانحهم العامرة بالمحبة والخير..

وبعد انتهاء الأزمة وانقشاع الغيمة الوبائية سيعودون يحتفلون حتما وينشدون :

 عيدج مبارك رفيقة وعيدك مبارك رفيق!

وسيرفعون اكفّهم مهلّلين مصفّقين ومرددين :

كل سنة من سنين عمرك

ورد جوري وياسمين

كل سنة من سنين عمرك

يكبر ويانه الحنين

يا طريق الشعب أنت ويا هويّة

اكبر ..اكبر..وبعد اكبر

وننتظر عيدك الميّة !!