براغ / طريق الشعب

تلبية لنداء التضامن مع إنتفاضة شعبنا العراقي الباسلة، شارك عدد من بنات وأبناء الجالية العرقية وأصدقاؤم في الجمهورية التشيكية بوقفة تضامنية، يوم الجمعة الموافق 29/11/2019 رافعين  الأعلام العراقية وشعارات بثلاث لغات، تعبر عن التضامن مع مطاليب الشعب العراقي العادلة، ومنددة بالأساليب القمعية التي إستخدمها ويستخدمها النظام العراقي ضد المتظاهرين السلميين.

ناشد المتظاهرون الرأي العام الرسمي والشعبي التشيكي لدعم الشعب العراقي والضغط على الحكومة العراقية لوقف الإجراءات البوليسية والقمع المفرط ضد المتظاهرين السلميين. ووقف أدوات القتل الممنهج ضدهم، ووقف حملات المطاردة والملاحقة والإعتقالات التعسفية للناشطين المدنيين، والعمل على الإستجابة الفورية لمطالبهم العادلة. تخلل الوقفة ترديد النشيد الوطني. والتلويح بالإعلام العراقية. و الوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح شهداء إنتفاضة إكتوبر المجيدة. ورفع المتضامنون الرسالة ادناه الى الجهات الرسمية التشيكية ومنظمات المجتمع المدني موقعة بإسم المحتجين وإتحاد من أجل الإنسان في

الجمهورية التشيكية والمنتدى العراقي في الجمهورية التشيكية تناشدهم فيها بالمزيد من التضامن مع الشعب العراقي في محنته الراهنة.

نص الرسالة:

السيد رئيس الجمهورية التشيكية المحترم

السيد رئيس وزراء الجمهورية التشيكية المحترم

السيد رئيس برلمان الجمهورية التشيكية المحترم

السيد وزير خارجية الجمهورية التشيكية  المحترم

الى جميع منظمات المجتمع المدني في الجمهورية التشيكية

السيدات والسادة

إنطلق حراك جماهيري سلمي واسع في بلدنا العراق، منذ 1 /أكتوبر/ 2019 الى يومنا هذا. ومنذ ساعاته الأولى واجهت جماهيرُ المتظاهرين قمعاً مفرطاً. إستخدمت فيه السلطات الرصاص الحي وقنابل الغاز والدخان وخراطيم المياة والإعتقال والخطف والتغيب والتعذيب. وكما القسوة المفرطة ضد المتظاهرين كان التعذيب مرعباً في السجون والمعتقلات ومراكز التحقيق الذي أدى الى الوفاة في العديد من الحالات.

ذهب ضحية لعنف السلطة المنظم وأجهزتها القمعية أكثر من 400 شهيد، منهم نساء واطفال، وجُرح أكثر من 16000 شخص، قسم منهم أصيب بحالات عوق دائم. وتم إعتقال أعداد كبيرة من الجرحى. ولا يُعرف مكان وجودهم. وحجبت ومنعت التغطية الصحفية للأحداث. وتعرضت وسائل الإعلام، ومنها عدد من الفضائيات العراقية والأجنبية للغلق والإعتداءآت.

إن القمع المفرط لم يوقف المواطنين عن المطالبة بحقوقهم العدالة. والنضال ضد الفساد والفقر والبطالة والظلم. لقد تحول الحراك الجماهيري الى إنتفاضة شعبية واسعة. شارك فيها مئات الآلاف من العراقيين في العاصمة بغداد ومدن أخرى في البلاد ضد النظام والحكومة الحالية، من أجل تحسين ظروف معيشتهم والخلاص من نظام المكونات والمحاصصة الذي يسعى الى إلغاء روح المواطنة والإحساس بالإنتماء الى العراق.

نحن المتظاهرين، في ساحة فتسلافسكي ناميستي وسط العاصمة براغ، نشعر بقلق عميق إزاء وحشية الأجهزة الأمنية والميليشيات المسلحة والملثمين المجهولين ضد الحراك الجماهيري السلمي العراقي. ندين إستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين المسالمين الذين يمارسون حقهم في حرية التعبير على النحو المنصوص عليه في الدستور العراقي. إنهم يطالبون بتحسين ظروفهم المعيشية والإصلاحات العامة والقضاء على الفساد المالي والاداري والمحسوبية. اذ يعتبر العراق دولياً دولة فاشلة، فهو يحتل المرتبة الرابعة على مستوى الفساد في العالم.

نناشدكم ونتطلع الى إسهاماتكم الكريمة في العمل على وقف أعمال القمع.  والدفاع عن المتظاهرين، والمساهمة في حمايتهم. ومطالبة الحكومة العراقية بالكف عن الممارسات غير القانونية واحترام مباديء حرية التعبير، والإفراج عن المعتقلين الأبرياء، والمطالبة بمعاقبة المسؤولين الذين تسببوا بقتل المئات وجرح الآلاف من المتظاهرين الأبرياء، تمشياً مع مبادئ منظمة الأمم المتحدة ومبادئ إحترام حقوق وكرامة الإنسان.

براغ -29/11/2019