مشروع المحاصصة لاحزاب الاسلام السياسي وكتله، قد  اختار  الذوبان في نهج المحاصصة المقيتة الذي يلبي مصالحها وما يوفره لها من نهب وسلب حتى  اوصل الوطن والشعب العراقي الى ازمات ومعاناة وتجويع وبطالة، قلٌ نظيرها اضافة الى انعدام الخدمات الضرورية  وجعل المواطن يعيش غريب في وطنه ، اهتزت كرامته على يدي هذه الكتل السياسية المتنفذة ، وافقدته الهوية الوطنية

واتجهت بعيدا عن مصالح الشعب ومطالبه حيث السحت الحرام مهتمين بمصالحهم الذاتية على حساب مصلحة المواطن والوطن طيلة ستة عشر سنة .

فمشروع المحاصصة  للطبقة السياسية بكتلها لمتنفذة  لم يبحث عن حلول طيلة هذه الفترة بل كان مأزوما ،  اثبت فشله   وفساده الذي  اسكم الانوف ، وحان للقوى الشعبية التي تضررت من وجوده جاثما على صدره ،ان تطالب برحيله .                     

وها هي  انتفاضة تشرين انفجرت  لتجيب على كل هذا التمادي والتسلط والفساد للطبقة السياسية المتنفذة وتضعها امام حجمها الحقيقي  وتؤكد فشلها  واضرارها بمصلحة الوطن والمواطن .وتثبت لمن تجاهل صوتها المطالب بالحقوق سلميا انها تمتلك كوادر وقيادات شابة مؤهلة وطنية مخلصة حريصة ،  تسترخص الدماء الزكية في سبيل ان يسترد العراق عافيته وطنا وشعبا، حاضرا بين الامم وهو يستحق ذلك ، لذلك حان الوقت  لان تأخذ هذه الكوادر الوطنية الشابة  المخلصة  مكانها  في  صنع  القرار.                                                              

وقد عبرت عن ذلك في  ساحات التظاهر من التحرير الى محافظات الوطن ( بنريد وطن  ) والتي تعني الكرامة للعراقيين  واخذ مكانتهم الحقيقية في وطنهم مكرمين معززين ،بعد غربة فيه بسبب  نهج المحاصصة البغيض ، وتثبت للعام الذي طالما تناسا هذا الشعب بنضالاته البطولية ومواقفه الشجاعة ضد الانظمة المتسلطة منذ العهد المباد ، و ثورة العشرين مثال رائع لبطولات شعبنا  الذي واجه الاستعمار الانكليزي  المدجج بالسلاح   بسلاح الفالة والمكوار  وهو دليل ناصع  لعزيمة واصرار العراقيين للدفاع عن وطنهم وكرامتهم . لكن سياسي الصدفة لم يقرأوا الصفحات الناصعة لمنازلة هذا الشعب للطغاة والمستبدين جيدا، وجاء هذا الجيل المارد العنيد ليعيد الذاكر لفاقدي الذاكرة  ويهتف بوجوههم  ( نازل آخذ حقي ) لبناء وطن خالي من الظلم والاستبداد والفساد .

 لكن حكومة المحاصصة اليوم وبدل ان تستمع الى مطالب المتظاهرين السلميين المشروعة ، استخدمت الرصاص الحي والغازات السامة ضد شعبها ، حيث ذهب جراء ذلك المئات من الشهداء والاف الجرحى ، واستمرت حكومة المحاصصة على ارتكاب جرائم القتل وبحقد وعنجهية ، دون ان يرف لهم جفن  بما  يحل بالشباب المتظاهرين السلميين  من قمع ممنهج وهم عزل  سلاحهم  العلم العراقي تيمنا بوطنهم،   متنكرين  معرفتهم للقاتل الحقيقي !! بدءاً ( بالقناص ) !

وهذا الاستخفاف يدعو منتفضي شعبنا العراقي بطرح عدة اسئلة منها :

من هو المسؤول عن قتل المتظاهرين مع الاصرار والحقد اذا لم تكن الحكومة ؟!!

هل هناك جهة خارجة عن القانون تقوم نيابة عن الحكومة بقتل المتظاهرين السلميين ؟!!

هل توجد مليشيات مؤجرة بمعرفة الحكومة تقوم بذلك العمل الاجرامي ؟!!

وفي كل الاحوال ومهما جرى من تبرير !! تكون الحكومة هي المسؤولة عن قتل المتظاهرين بشخص القائد العام للقوات المسلحة باعتباره مسؤولا عن اعطاء الاوامر ، ويتابع ما يحدث ويوجه !! ولو ان هناك حوادث واخرها اعتقال ضابط كبير في وضح النهار وامام المارة ( كما في افلام شيكاغو ) ويأتي القائد العام يطلب على شكل رجاء خجول  بإطلاق سراح المختطف !!وما يدعوا للاسى النتائج التي خرجت بها اللجنة التحقيقية للحكومة بخصوص قتل المتظاهرين  التي كانت عبارة عن تقرير انشائي لم يوثق اية جريمة بحق المتظاهرين !!

ان الانتفاضة الباسلة في تشرين اعطت درسا عميقا لمن استغفل وعي الشباب وتجاهل ارادتهم الفولاذيه وما اكتنزوه من خبرات من مدرسة الحياة التي تراكمت لديهم من تظاهراتهم السابقة ، لذلك جاءت تظاهرتهم في تشرين متجاوزة المطاليب الخدمية ، لقناعتهم بان نظام المحاصصة هو حائط الصد الذي  يحول دون تحقيق مطالبهم وهو المسؤول عن كل الخراب والدمار والفساد والتجويع والبطالة، ولا ولن يقدم حلولا تنقذ الوطن والمواطن من غرق محتوم في امواجه المتلاطمة ، فمنذ ستة عشر سنة وهو يدور في ازماته ويراكمها ، حتى وصل به الامر لتقطيع الوطن وتقسيمه على شكل حصص،  وامام فشل مشروع المحاصصة الطائفي توجه منتفضو شعبنا وشبابه في تشرين الى المطالبة برحيل حكومة المحاصصة  وايجاد بديل من الطاقات المخلصة للشعب والوطن ،والعراق ولاد بهذه الكوادر الرائعة  ليقود سفينة الدولة الى شاطىء الامان لتحقيق دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية والمساواة  في وطن يعيش فيه الجميع احرارا دون تمييز .

ان مشروع دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية والقانون هو البديل الحقيقي النقيض لمشروع المحاصصة البغيض ، وهو من يحقق مطاليب المنتفضين المستمرين سلميا بعزيمة اشد وصلابة اقوى .

 

 

عرض مقالات: