تتواصل حملة التضامن مع النائبة عن كتلة "سائرون" الرفيقة هيفاء الأمين واستنكار الاعتداء الأثيم على مقر محلية الناصرية للحزب الشيوعي والتي تعكسها مواقع التواصل الاجتماعي والصحف والبيانات الصادرة في العراق، وهي تعطي صورة واضحة عن مدى تضامن العراقيين مع الحزب الشيوعي ومكانته بين الجماهير، كما أن القيادة الخائبة  للمجموعة الإرهابية المهاجمة للمقرّ لم تستطع، سوى جمع العشرات من مؤازريها لتنفيذ هذه المهمة القذرة مقابل الاستنكار الواسع للعراقيين ضدّ عدوانها.

هذه الحملة وغيرها، وخلال 85 عاما من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي، كانت هناك محاولات كثيرة للقضاء عليه، أو على الأقل لتهميشه، وكل هذه المحاولات والقائمين عليها أصبحوا في مزبلة التاريخ. لذلك لا نستغرب من محاولات رصد مختلف نشاطات الحزب من قبل أعدائه في الداخل والخارج وتشويه وإعاقة مهامه النضالية داخل البرلمان وخارجه، وخاصة نشاطه ضمن تحالف "سائرون" وعلاقاته مع الأحزاب والمنظمات والشخصيات العراقية والعربية أو مع الدول الأخرى التي عكسها استقبال سكرتير اللجنة المركزية للحزب الرفيق رائد فهمي لعدد من سفراء الدول الأجنبية.

كانت ردود فعل بعض الرفاق والأصدقاء قوية بعد هذه هذا العدوان، بحيث أخذوا يدعون إلى غلق المقرّات واللجوء إلى العمل السرّي، وهذا يعكس مدى تمسّكهم والحفاظ على الحزب وتنظيماته. إنّ مقرّات الحزب أصبحت شوكة في عيون أعدائه وجاءت بدم شهدائه وما تحمّله أعضاؤه وأصدقاؤه وجمهوره من ظلم ومعاناة على أيدي الطغاة على مرّ85 عاما من وجوده على أرض الرافدين. أمّا العمل السرّي يمكن أن يكون في كلّ الظروف بغض النظر عن وجود المقرّات أو عدمها، وهو يتمثّل في ظروفنا الحالية بسريّة الاجتماعات والحفاظ على الأسرار التنظيمية مهما كانت وجهات النظر الخلافية وعدم خلق هوامش تنظيمية هشّة يستغلّها أعداء الحزب لإثارة الخلافات بين أعضائه، وكما قال الرفيق الخالد فهد أثناء محاكمته، بأنّ التنظيم الحزبي هو أمانة برقبتي لا يمكن خيانتها أمّا سياسة الحزب نحن ننشرها بين الجماهير. ومع الأسف هناك من تخلّى عن مبدأ الحفاظ على سرية التنظيم والنشر على مواقع التواصل الاجتماعي بحجة حرية الرأي، بحيث تحوّلت حرية الرأي هذه إلى منبر يجمع الحاقدين على الحزب لنفث سمومهم والقذف بعبارات مخزية تصل إلى حدّ السب والشتم كاشفين عن موقعهم الاجتماعي المتردّي. ولم تنج المناضلة الشيوعية هيفاء الأمين من هذه الحملة متناسين نشاطها بين جماهير محافظتها التي حملتها إلى البرلمان رغم تزوير الانتخابات والحملة المضادة بعدم انتخابها، ثمّ تجوالها في مدن وقرى محافظتها بعد فوزها للاطّلاع على همومهم ومشاكلهم والعمل على حلّها داخل قبة البرلمان، وهي جديرة برئاسة لجنة الدفاع عن حقوق المرأة والطفل في البرلمان، لذلك أصبح حزبها هدفا للإسلام السياسي المتطرّف وغيرهم من أعدائه داخل وخارج العراق ومحاولة الحطّ من مكانته بين الجماهير للتخلّي عن مشروعه الذي رسمه المؤتمر الوطني العاشر الرامي إلى التغيير وإقامة الدولة المدنية الديمقراطية ونشر العدالة الاجتماعية.    

عرض مقالات: