منذ اعلان نتائج انتخابات مجلس النواب لسنة ٢٠١٨، بالنظر الى عدم حصول اَي من الكتل الفائزة على عدد من المقاعد البرلمانية يؤهلها لتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر، فقد دخلت كتل سياسية عدة في حوارات ولقاءات، كان تحالف "سائرون" محور العديد منها لكونه الفائز الاول في عدد المقاعد.

لذلك وفي اعقاب اعلان النتائج، التقى الوفد المفاوض لتحالف سائرون بممثلي العديد من الكتل السياسية. وأسفرت اللقاءات عن تفاهمات في شأن المباديء التي ينبغي ان يعتمدها برنامج الحكومة القادمة. وكان بين اللقاءات تلك التي جرت مع تحالف الفتح، والتي اعقبها اعلان الاتفاق من قبل السيد مقتدى الصدر والسيد هادي العامري مساء أمس، لتشكيل الكتلة الاكبر.

وفِي لقاءات سائرون ومفاوضاته كافة جرى تأكيد الثوابت التي تضمنها مشروعه للتغيير والإصلاح، التي تلبي رغبة الناس والناخبين، خصوصا من منحوا ثقتهم لتحالف سائرون، فغدا ذلك أمانة في عنق التحالف وهدفا يسعى الى تحقيقه.

وفِي هذا السياق تم الانفتاح على القوى والكتل التي ابدت استعدادا للتفاهم والتوافق على الأسس المذكورة، الامر الذي وفر الارضيّة لتطور تلك اللقاءات الى تفاهمات، والى اتفاقات تستجيب للاستحقاق الدستوري الحاكم بشأن الكتلة الأكبر. علما ان اساس موقفنا من أي تحالف يعتمد على مدى التزامه بالمباديء المشار اليها اعلاه.

وقد جرى الاعلان عن التحالف مع الفتح، ليسهم في منع تعريض البلد الى مخاطر جدية، تحرق الأخضر واليابس، وهو ما تحاول قوى مختلفة وبدوافع متباينة جره اليها.  فالبعض لا يتورع عن اللجوء الى الأساليب والوسائل التي تضع الوطن على كف عفريت من دون اكتراث بالنتائج، في سعيه لمنع توفير الظروف المناسبة لانتقال سلمي سلس للسلطة، وللحيلولة دون تنفيذ المشروع الوطني الاصلاحي، ولتيسير الالتفاف على إرادة التغيير التي عبرت عنها جماهير واسعة.

وقد اثار اعلان تحالفي سائرون والفتح طائفة من الآراء المتباينة في الاوساط المختلفة.

وفيما نرى ان من الطبيعي ان يحفز اعلان هذا التحالف الهام، الساعي الى تشكيل الكتلة الاكبر، مثل هذا التباين في الرأي، فاننا نجد في ذلك تعبيرا عن قناعة مزيد من القوى الوطنية ببرنامج سائرون، وما يتضمن من التزامات شاملة في سائر الميادين، ومن توجه الى الخلاص من المحاصصة الطائفية والاثنية، ومكافحة الفساد، واقامة الدولة المدنية الديمقراطية التي تحقق العدالة الاجتماعية.

 ومع اقرارنا بحقيقة ان أي تحالف سياسي لا ينفي بالضرورة الاختلافات في الفكر وفي بعض المواقف السياسية، فاننا نؤكد، كحزب شيوعي، وكطرف في سائرون، سعينا من خلال هذا التحالف وبالتعاون والتنسيق مع بقية اطرافه، الى دفع كل القوى الوطنية التي تتفق مع الخطوط العامة لبرنامج سائرون، وتوجهات هذا التحالف العابر للطوائف، نحو العمل الموحد لتشكيل الكتلة الاكبر التي تأخذ على عاتقها، وفقا للالتزامات الدستورية، تشكيل الحكومة على اساس الكفاءة والنزاهة والوطنية.

لقد كنّا وما زلنا نرى في تحالف سائرون وبرنامجه إمكانية واقعية للتغيير والإصلاح، وهو ما يتوجب التمسك به والسعي الى تحقيق أهدافه، وتوفير فضاءات لتحويله الى واقع معاش. وعلى هذا فان موقفنا هو موقف سائرون ذاته، الذي يمد اليد الى الائتلافات والتحالفات التي تقترب من مشروعه السياسي الوطني، وتتوافق معه في وضع المواطن والوطن في مركز الاهتمام، وتكريس كافة الجهود لخدمتهما.

بغداد

١٣ حزيران ٢٠١٨