بغداد – طريق الشعب

حذر القيادي في تحالف "سائرون"، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي من شعارات تتخذ من العدالة الاجتماعية والدولة المدنية ومحاربة المحاصصة "وسيلة خداع" بهدف "الكسب الانتخابي"، مؤكدا ان "سائرون" تحالف وطني حقيقي، بدليل قواها الوطنية المنضوية فيها. جاء ذلك في ندوة جماهيرية عقدت في مدينة الحرية، شمال غربي بغداد، اقامتها اللجنة المحلية للحزب في الكرخ الأولى يوم الاثنين الماضي، بحضور ومشاركة جمهور كبير، وبإدارة الرفيق عبد الرزاق إبراهيم المشهداني سكرتير المحلية.

تضييع الموارد

في بداية الندوة، جدد الرفيق رائد فهمي، التشديد على "مشاركة جميع المواطنين في الانتخابات المقبلة والتي لا يفصلنا عنها سوى أيام معدودات، لإنهاء المحاصصة الطائفية المقيتة"، مبينا أن "العراق يمتلك موارد كبيرة جداً بإمكانها أن تنقله إلى أفضل حال، لكن للأسف لم توظف هذه الموارد لصالح بناء البلد اقتصادياً ولا لللارتقاءايالحالة المعيشية للناس".

واشار الى ان "نسبة خط الفقر بلغت أكثر من 20 في المائة من السكان وشملت البطالة أعدادا كبيرة من فئة الشباب وخاصة الخريجين منهم، وقد اصبحت نسبتهم عالية جداً. حيث وصلوا إلى حالة من الإحباط ولم يتبق لديهم أمل في الحصول على فرص عمل. وهي مشكلة حقيقية تولد مشاكل أخرى تهدد الشباب خاصة والبلد بشكل عام".

"الانسان اكبر ثروة"

وقال الرفيق فهمي، ان "الإنسان أكبر ثروة وهذه الثروة تتبدد عند عدم تحقيق العدالة الاجتماعية. ولنأخذ مثلاً اليابان وكوريا، لماذا وصلتا إلى مراحل متقدمة من التطور العلمي؟ ان ذلك نتيجة لاهتمامهما بالتعليم والصحة. في حين الدولة العراقية لحد الآن غير قادرة على توفير المدارس". وانتقد ايضا تدهور الواقع الصحي، "حيث لا توجد مؤسسات صحية وعلاجية متكاملة, بسبب الفساد الإداري والمالي. كذلك بسبب توجيهات الدولة الخاصة بجباية المبالغ من المواطنين كرسوم لمراجعة الدوائر الصحية  (مستشفيات وعيادات)، وهذا يؤدي إلى ارهاق المواطن اقتصادياً،  بكثرة الضرائب مقابل دخله المحدود".

"همنا الاول"

وشدد مرشح تحالف "سائرون"، على التعليم الالزامي ثم على حل مشكلة السكن، حيث أن هناك احتياجا يقدر بأربعة ملايين وحدة سكنية، اضافة الى مشكلة العشوائيات التي انتشرت بصورة كبيرة جداً وتحتاج إلى معالجات وبطريقة علمية، لا معالجات آنية وغير صحيحة، وإذا لم يتحقق هذا سوف تكون هناك معضلة مجتمعية كبيرة"، مؤكدا أن "همنا الأول في تحالف سائرون هو تأمين متطلبات المجتمع، وتغيير السياسات الخاطئة والإدارة الفاسدة في السياسة الحكومية".

نظام المحاصصة

ونبه الرفيق فهمي، الى "ضرورة القضاء على نظام المحاصصة الذي سيطر على  نظام الحكم في الفترة الماضية، والمسؤول عما وصل اليه البلد حاليا، من التردي في جميع نواحي الحياة"، مردفا ان "جميع الكتل المشاركة في الانتخابات ترفع شعار مغادرة نهج المحاصصة والعمل من أجل الوطن والمواطن، وبناء الدولة المدنية واحترام الدستور وتطبيق بنوده ومواده بشكل شفاف وتلبية طموحات الناس، فهل يا ترى سوف يعملون على تطبيقها في الواقع؟ ولماذا لم يعملوا عليها في السنوات الماضية؟ أم هي مجرد شعارات ترفع لأجل الكسب الانتخابي؟".

اغراء الشباب

وحذر من ان "هناك مشكلة كبيرة وهي اعطاء صلاحيات مطلقة للوزراء والمسؤولين بعيداً عن جميع القوانين المرعية، حيث يمكنهم التعيين من قبلهم دون الرجوع إلى مبدأ المساواة المواطنين في هذا الشأن، وعدم العمل وفق قانون مجلس الخدمة والذي تم تعطيله بدون مبرر، وبهذا فهم يغرون الشباب بالتعيين في حالة انتخابهم مجدداً، وهذا عمل ضد العدالة الاجتماعية".

تفاوت الرواتب

ومن المواضيع المهمة التي تطرق اليها الرفيق موضوع ردم الهوة الكبيرة بين رواتب المسؤولين في الدولة ومجلس النواب وبين الموظفين العاديين، مشددا على وجوب ان تكون وفق قانون يعمل على تعديل سلم الرواتب وجعل الفوارق بينها متقاربا، أو فوارق بسيطة، وتقليص الامتيازات"، مؤكدا "ضرورة تطبيق العدالة الاجتماعية، وإعطاء التربية والصحة الأهمية الأولى، وتشريع منظومة كاملة للضمان الاجتماعي لكبار السن والضمان الصحي وضمان العمل، على أن تؤمن أموال هذه الصناديق من عوائد النفط لتغطية نفقاتها. كذلك نسعى لتأمين الحالة الاجتماعية للفرد العراقي وتحسين الإدارة، ونعمل على وجود الإرادة السياسية القوية لمحاسبة الفاسدين".

واشار الى أن "برنامج سائرون يهتم بالعدالة الاجتماعية وتحقيقها على أن تكون من أولويات عملنا القادم ومحاسبة الفساد والمفسدين، كذلك علينا مراجعة أساليب العمل في دوائر الدولة والاعتماد على أسلوب الحكومة الالكترونية".

ومضى الرفيق فهمي بالقول "للتخلص من الاقتصاد الريعي، نعمل على توفير طرق أخرى لتأمين واردات للاقتصاد العراقي عن طريق تشغيل المؤسسات الإنتاجية الصناعية الكثيرة والمعطلة حالياً، وكذلك الاهتمام الفعلي بالإنتاج الزراعي الوطني وحث الفلاحين والمزارعين على استثمار اراضيهم بالصورة الصحيحة للحد من استيرادها من الخارج والعمل على الاكتفاء الذاتي للبلد".

وخلص سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، الى القول، ان هناك "توجها جادا في برنامج سائرون في تحقيق جميع مستلزمات الحياة الكريمة للعراقيين، واعتماد الاستراتيجيات الصحيحة لبناء البلد والسير به إلى طريق التقدم. أن سائرون تتألف من قوى وطنية حقيقية وعازمة على تقديم مشروعها الوطني الحقيقي لبناء الوطن والخلاص من الطائفية، ووضع العراق على السكة الصحيحة للوصول به إلى أرقى المستويات".

في مضيف عشيرة بني كعب

في غضون ذلك، ضّيف الشيخ عادل الكعبي في مضيف عشيرة بني كعب وسط حي أور في بغداد مساء الثلاثاء الماضي، الرفيق فهمي، بحضور عدد غفير من ابناء عشيرة بني كعب ووجهاء المنطقة، وتطرق الرفيق الى "الازمة البنيوية" التي يمر بها البلد، مبينا ان اهم اسباب هذه الازمة هو نهج المحاصصة الطائفية الاثنية.

ونوه الى ان "تحالف سائرون هو تحالف وطني عابر للطائفية ليس في الكلام فقط او بتطعيم القائمة ببعض الشخصيات من هذه الطائفة او تلك، وانما من خلال الاحزاب والتيارات والشخصيات المنضوية في التحالف".

استقبال وفد من قبيلة الغرير

وعلى صعيد منفصل، أستقبل الرفيق رائد فهمي يوم أمس، وفدا من عشيرة الغويثات، بحضور الرفيق سعدون كاظم غاوي سكرتير منظمة الحزب في المحمودية.

ورحب الرفيق فهمي بالوفد وزيارته التي تحمل معاني الثقة والدعم. وعرض لهم بشكل مكثف توجهات تحالف سائرون وبرنامجه الانتخابي الهادف إلى بناء الدولة المدنية ذولة العدالة الاجتماعية.

من جانبه، اشاد الوفد بوطنية الشيوعيين العراقيين ودورهم في خدمة قضايا الشعب ونزاهتهم واخلاصهم. واكد الوفد تلمس ميل ايجابي نحو تحالف سائرون في الشارع العراقي.

وأكد الوفد أن زيارته تأتي لدعم مرشحي الحزب.

وضم الوفد الدكتور حكمت حميد نجم ومبدر حميد نجم والسادة خضير عباس سيف، وجلال نجم عباس وحسين عبد الحمزة سيف.