اصدر تحالف" سائرون" الذي يضم حزب الاستقامة الوطني المدعوم من سماحة السيد مقتدى الصدر، والحزب الشيوعي العراقي، وحزب التجمع الجمهوري، وحزب الدولة العادلة، وحزب الشباب للتغيير، وحزب الاصلاح والترقي، وحزب الامة، ونداء الرافدين، وشخصيات وطنية واكاديمية وثقافية، برنامجه لانتخابات مجلس النواب القادم.
يغطي البرنامج قائمة طويلة من الاهداف والمطالب التي اجمعت عليها اطرافه المشاركة، وشكلت الارضية السياسية والمشتركات التي تعمل عليها، ليس في اطار العملية الانتخابية وحسب، بل ولما بعد الانتخابات وتشكيل مجلس النواب والحكومة الجديدين.
يثبت البرنامج عددا من القضايا الاساسية :
1- التحالف مشروع وطني عابر للطائفية ومناهض لها.
2- ضرورة الخلاص من نظام المحاصصة الطائفية – الاثنية، والعمل على بناء دولة مدنية اساسها المواطنة وتحقيق العدالة الاجتماعية، وتعزيز الطابع المدني الديمقراطي الاتحادي للدولة العراقية.
3 - الانحياز الى المواطن وطموحاته وتطلعاته، وهو هدف اساس في البرنامج.
4- وضع مصلحة الشعب والوطن فوق كل اعتبار، والسعى الى استعادة هيبة الدولة ومؤسساتها، واقامة علاقات عربية واقليمية ودولية متوازنة وعلى اساس المصالح المشتركة .
5- تحقيق الامن والاستقرار عبر منظومة متكاملة من الاجراءات السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والاعلامية. فمكافحة الارهاب وتجفيف منابعه لا تتحقق بالنصر العسكري وحده، على اهميته وضرورته.
6- اطلاق نهضة تنموية مستدامة عبر بناء اقتصاد متنوع، والتقليل التدريجي من الاعتماد على موارد النفط، وتشجيع القطاعات الانتاجية، وتأمين الاستخدام السليم للموارد المالية للدولة.
7- تأمين حاجة المواطن من الخدمات، خاصة الاساسية، ومنها الخدمات الصحية والتعليمية والكهرباء والسكن والنقل والخدمات البلدية.
8 – وضع استراتيجية فعالة وشاملة لمكافحة الفساد، واستعادة اموال وممتلكات العراق المنهوبة والمسروقة والمهربة.
9- ضمان استقلالية القضاء ونزاهته ونهوضه بدوره المطلوب.
10- بناء القوات المسلحة على اسس المهنية والكفاءة والولاء للشعب والوطن، والسيطرة على انتشار السلاح خارج اجهزة الدولة الامنية.
11- اعتبار التغيير والاصلاح حاجة ماسة وضرورة لا غنى عنها.
ان الفكرة المركزية في برنامج سائرون هي اعتماد الاصلاح، ونقطة الشروع في مسيرة الالف ميل تتجسد في اصلاح الدولة. فكيف يعرض البرنامج فكرة الاصلاح؟
انه شديد الوضوح في تأكيد اهمية البدء باصلاح الدولة، التي قام بناؤها بعد 2003 على منهج ثبت فشله، وسبّب العديد من الازمات وما زال. فالخلاص من هذا المنهج في الحكم وفي ادارة الدولة هو المنطلق.
وفي هذا السياق يتبنى التحالف منظومة من المواقف الاجرائية، تتمثل عناوينها الرئيسة في اعتماد مبدأ المواطنة، وبناء دولة قوية عبر الصرامة في تطبيق القانون، واتخاذ القرارات فيها على نحو مستقل وفقا لمصلحة الشعب، وبما يحفظ ويعزز السيادة الوطنية.
ولكي يتحقق هذا يتوجب حضور برنامج ورؤى متكاملة، ونظرة شاملة للجوانب المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وهذا بدوره يستلزم تطبيق معايير جديدة في اسناد الوظيفة العامة، تشدد على الكفاءة والنزاهة والاخلاص للوطن ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب، بعيدا عن التمييز ونهج المحاصصة المقيت.
ان اصلاح الدولة يستلزم التوجه الجاد نحو تعزيز اللحمة الوطنية واستكمال البناء الديمقراطي الاتحادي للدولة، وضمان حقوق الجميع المكفولة دستوريا. ولا شك ان تعزيز هذا البناء يتطلب اصدار تشريعات تضمن تحقيق الاصلاحات المطلوبة، وتفعيل ما هو قائم ونافذ منها.
ومن تلك الاجراءات المطلوبة ما له علاقة بالمنظومة الانتخابية، بدءا بتشريع قانون انتخابي عادل يوفر الفرص المتكافئة للمتنافسين على اساس البرامج، ويضمن اجراء انتخابات نزيهة وذات مصداقية.
ومن الواجب ان تفضي هذه الاجراءات والمواقف في نهاية المطاف الى اقامة دولة مدنية على اساس مبدأ المواطنة، دولة ذات دستور ومؤسسات وقانون، ويتمتع فيها المواطنون بالحقوق والحريات والعيش الكريم.
وبهذا المعنى فان التغيير المطلوب هو تغيير شامل في المنهج واسلوب ادارة البلد، وفي الافراد الذين يتولون تنفيذ البرنامج الاصلاحي.