بعد 59 يوما من القصف المدفعي والجوي والغارات الوحشية، احتلت القوات التركية الغازية والجماعات المرتبطة بها، مركز مدينة عفرين السورية.
واستشهد جراء هذه العمليات العدوانية أكثر من ألف شخص من المدنيين، وأصيب اضعافهم، فيما اضطر نحو 200 ألف آخرين الى النزوح من المدينة.
وحسب الانباء الواردة من المدينة المستباحة، اقدم يوم امس مرتزقة القوات التركية، على نهب عدد كبير من المحال التجارية والمؤسسات الحكومية والمنازل.
وقد وقع هذا كله امام أنظار المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات المختلفة التي التزمت جميعا الصمت، ما يجعلها شريكة لنظام اردوغان، المعروف بموقفه الشوفيني إزاء الشعب الكردي وعدائه لحقوقه القومية.
إن هذا التصعيد العدواني الخطير، الذي يدفع ثمنه أبناء الشعب السوري من الكرد وابناء القوميات الاخرى، يشكل وصمة عار في جبين الأنظمة التي تدعي الديمقراطية وتتغنى بحقوق الانسان، فيما تسكت إزاء مشهد الدماء البريئة وهي تسفح.
إننا إذْ ندين الجريمة الشائنة التي يرتكبها النظام التركي ومرتزقته بحق أهالي عفرين والآلاف المؤلفة من المواطنين السوريين الآخرين الذين نزحوا إلى عفرين هربا من القتال في ارجاء البلاد الاخرى، ندعو إلى الوقوف بوجه القتل والقتلة، والى فضح مآرب الغزاة المعتدين.
كذلك نطالب بالوقوف إلى جانب الضحايا من أهالي عفرين ولاجئيها، ومد يد العون والإغاثة لهم، وندعو إلى إيقاف المعتدين عند حدهم عبر تفعيل القوانين الدولية، والى محاسبتهم على المجازر الدموية التي اقترفوها.
ونجدد التشديد ايضاً على احترام سيادة سوريا واعادة السلام الى ربوعها، وإنهاء الازمة فيها عبر الحوار السياسي المباشر بين قواها واطرافها.
وفي الوقت عينه، ندين التوغل العسكري التركي في اراضينا العراقية، ونعتبره انتهاكاً صارخا للسيادة العراقية، ونطالب الحكومة الاتحادية ومجلس النواب بالتحرك الفعال للتصدي له ومنع تكراره مستقبلاً.

المكتب السياسي
للحزب الشيوعي العراقي